19 ذو القعدة 1436
المسلم ــ وكالات

أدانت رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة إصدار الفيلم الإيراني "محمد رسول الله"، الذي عُرض الخميس الماضي في مهرجان "مونتريال" الكندي، وهو يجسد شخصية رسول الله "صلى الله عليه وسلم".

 

وجاء في بيان صدر عن الرابطة: على الأمة أن تقوم بواجبها الشرعي في الذبّ عن الأنبياء والمحافظة على مكانتهم، والوقوف ضد من يتعرض لهم بشيء من الأذى.

 

كما طالب الأمين العام إيران بإيقاف عرض هذا الفيلم ومنعه لأنه انتهاك لما أوجبه الله علينا من التوقير لنبيه محمد صلّى الله عليه وسلم، داعيًا الأمة الإسلامية جميعها إلى الحذر من اقتراف مثل هذه الأعمال المحرمة وبخاصة مؤسسات الإنتاج الإعلامي والقنوات الفضائية، ومنع الفيلم المذكور ومقاطعته، ومقاطعة أي عمل ينطوي على هذه الإساءة لمقام النبوة.

 

 

ونقلت "وكالة الأنباء السعودية" (واس) بيان الأمين العام لـ "رابطة العالم الإسلامي" عبد الله التركي، الذي أكد فيه إن الرابطة "تؤكد حرمة تجسيد النبي في الأعمال الفنية تحت أي ذريعة كانت، لأن تجسيده وتمثيله في الأفلام والمسلسلات يتعارض مع ما ينبغي من توقيره، ويعد ذريعة للاستخفاف بمقامه الشريف وسبيلاً للاستهزاء به".

وأضاف انه "انطلاقاً من واجبات الرابطة، أصدر المجمع الفقهي الاسلامي التابع لها بياناً يؤكد فيه قرار دورته الثامنة، الصادر في هذا الشأن، والمتضمن تحريم تمثيل النبي وسائر الرسل والأنبياء والصحابة، وتحريم إنتاج هذه الأفلام والمسلسلات وترويجها والدعاية لها واقتنائها ومشاهدتها والإسهام فيها وعرضها في القنوات، لأن ذلك مدعاة إلى انتقاصهم والحط من قدرهم وكرامتهم، وذريعة إلى السخرية منهم والاستهزاء بهم"، وأضاف انه "لا مبرر لمن يدعي أن في تلك المسلسلات والأفلام السينمائية فائدة في التعرف إليهم وإلى سيرتهم".

كما ذكّر المجمع بقرار "هيئة كبار العلماء"، وفتوى "اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" السعودية، وكذلك فتوى "مجمع البحوث الإسلامية" في القاهرة، وغيرها من الهيئات والمجامع الإسلامية في أقطار العالم التي أجمعت على "تحريم تمثيل أشخاص الأنبياء والرسل مما لا يدع مجالاً للاجتهادات الفردية".

من جهته، انتقد مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ بحدة هذا الفيلم، مؤكدًا أن عرضه "لا يجوز شرعا". ورأى فيه "استهزاء بالرسول وحط من قدره...".

وقال المفتي، في تصريح نشرته صحيفة الحياة الأربعاء، أنه "فيلم مجوسي وعمل عدو للإسلام"، مضيفا أن عرضه "لا يجوز شرعا".

وجدد آل الشيخ التأكيد على أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم "منزه عن ذلك، والرسول له صفاته المعينة وخلقية معروفة، وهؤلاء يصورون شيئا غير الواقع، فيه استهزاء بالرسول وحط من قدره (...) لأن هذا عمل فاجر، ولا دين له، وإنما تشويه الإسلام، وإظهار الإسلام بهذا السوء".

وبلغت ميزانية الفيلم، الذي تبلغ مدته ثلاث ساعات، أربعين مليون دولار، وقد مولته الدولة جزئيا ليكون بذلك أكثر الأفلام كلفة في تاريخ السينما الإيرانية.