من مخازي الأسد المبكرة الخفية!! قتل صيادي الجواسيس اليهود وتكريم أعوانهم!!
23 ذو الحجه 1436
منذر الأسعد

كشف الناشط السوري الحر: إياد زيادة صفحة خفية من صفحات العار النصيري، لم يكن معظم السوريين يعرفونها، لأن أبواق الغرب واليهود أسهمت في لعبة تقديم المقبور حافظ أسد في صورة "عدوها" الشرس!! وانطلت اللعبة على أجيال، حتى إن بعض عميان البصيرة ما زالوا يصدّقون خرافة الممانعة الأسدية، بالرغم من سقوط جميع الأغلفة الزائفة عن تلك الشعارات، بعد انطلاق الثورة السورية، التي جعلت أعمى البصر يرى!!

 

الضابط الحر محمد وداد بشير

إنه الرائد في المخابرات السورية في الستينات والذي توّلى قيادة المجموعة التي اكتشفت الجاسوس الصهيوني (إيلي كوهين).. الذي دخل سوريا باسم مستعار هو كامل أمين ثابت.. وشكّل شبكة تجسس تعمل لحسابه وأصبح فجأة صديقاً مقرباً لدى كبار المسؤولين في نظام الانقلاب البعثي بين 1963-1965 وزار جبهة الجولان واطلع على الأسرار العسكرية في سوريا..

 

* الرائد محمد وداد بشير هو المسؤول الفني في شعبة المخابرات عن مراقبة الإشارات اللاسلكية.. وكان يعمل تحت إمرته النصيري (محمد ناصيف) برتبة ملازم والذي صار مستشاراً أمنياً لبشار الأسد واستلم ملف نشر التشيع في سوريا وتنظيم المؤامرات مع حزب اللات..

 

* بعد رصد ومتابعة للإشارات المريبة التي تصدر من حي (أبو رمانة) وبعد تحديد البناء الذي تصدر منه الإشارة ثم تحديد الشقة ومداهمتها.. تمّ ضبط كوهين متلبساً..

 

* ما هو مصير الرائد الذي قبض على أخطر جاسوس في تاريخ سورية.. وكيف كرّمه البعث؟

 

لقد عاش طريداً مشتتاً بين العراق ولبنان ثم السجن وأخيراً الموت بيد (أدعياء القومية).. فقد لجأ للعراق عام 1968 كبقية البعثيين الذي خنقهم دعاة البعث الجدد عملاء الصهيونية وعلى رأسهم حافظ الأسد.. وعاش في العراق حتى 1971.. والتقى خلال تلك الفترة بأكرم الحوراني الطريد الآخر للبعثيين الصهاينة الجدد.. ثم انتقل إلى لبنان وأقام فيها حتى 1976.. حيث اختطفته المخابرات الأسدية الصهيونية لتكافئه على خدماته في اعتقال الجاسوس كوهين.. فهل تتخيلون ما هي المكافأة؟

 

"لقد كانت المكافأة إدخاله نفس الزنزانة التي نزل بها الجاسوس كوهين".. وبقي في السجن لكي يتلذذ النصيريون بعذابه وآلامه.. ومن الذي كان يتردد عليه في سجنه؟

 

لقد صار (محمد ناصيف) المأمور السابق تحت الرائد محمد وداد هو الذي يزوره في سجنه ويعرض عليه كل فترة الإغراءات للعمل مع عصابة الخونة.. ولمّا أصرّ الرائد محمد وداد على موقفه وفقد ناصيف الأمل بتغيير شخصيته.. قررت القيادة "الحكيمة" إطلاق سراحه في عام م1989 ليخرج من السجن ويتوفى مباشرة بعد فترة قصيرة.. وقد عرف الرجل أن المخابرات النصيرية أعطته حقنة سامة ليموت خارج السجن لكي تبدو الوفاة طبيعية.. تماماً كما حصل مع كثير من شرفاء سوريا.

 

و لم يكن ذلك مصير محمد وداد بشير فقط.. بل كذلك كان مصير الضابط رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية العقيد أحمد سويداني.. وهو الذي أعطى الاوامر بالعملية واقتحم بنفسه شقة كوهين مع الرائد محمد وداد بشير.

 

و هكذا تمت معاقبة الاثنين معاً في زمن البعث الصهيوني الطائفي الفاشي.. فهل كان ذلك مصادفة أن يعاقب بالسجن والقتل كل من شارك في اكتشاف كوهين؟

 

والأغرب من ذلك أن تتم تبرئة العملاء الذين تعاونوا مع الجاسوس أو سجنهم لسنوات ثم الإفراج عنهم!!! بينما يموت الضباط الوطنيون داخل سجون بلادهم!!!

 

فقد حكم قطب ووائلي وإيلي يلماظ عدة أشهر، وحكم جورج سيف ومعزى زهر الدين خمس سنوات وماجد شيخ الأرض عشر سنوات وهؤلاء كانوا الذراع الايمن لكوهين!

 

يذكر أن العقيد أحمد سويداني من مواليد (نوى) من حوران.. والرائد محمد وداد بشير من مواليد اللاذقية، وكلاهما سني.

 

وأخيراً فإن الجاسوس إيلياهو كوهين قد ضحّى بحياته (18 مايو 1965) وأُعدم بساحة المرجة في دمشق بعد أن قدّم خدمات جليلة لبلده إسرائيل ولشعبه اليهودي وهو موقف تحفظه بلاده له وسيُذكر في كتب تاريخهم كبطل وطني فريد ونادر، ولكن ماذا سيقول التاريخ وأين يمكن ذكر البعثيين الجدد الذين سجنوا وأعدموا الضباط الشرفاء، وأيّ لعنة ستنالهم!

 

توفي محمد وداد بشير في 22-11-1989 عقب خروجه من سجون البعث الطائفي.. وأصوله ترجع إلى منطقة الحفة من محافظة اللاذقية، والحفة مشهورة بمواقفها الوطنية منذ أيام الاحتلال الفرنسي وثورة عمر البيطار المبكّرة والتي لم تأخذ حظها من الدراسة والتوثيق حتى اليوم.

 

وما يؤلم حقاً أن تنتشر هذه الفضيحة على نطاق ضيق، لأن الإعلام الفضائي الواسع الانتشار ليس لديه وقت لمثل هذه "المسائل الهامشية"!!