5 ربيع الأول 1437

السؤال

أيتعدد نقص القراريط بتعدد الكلب المقتنى؟

أجاب عنها:
عبد الرحمن البراك

الجواب

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على محمد، أما بعد:
فالذي يظهر لي أن أصل الوعيد يثبت باقتناء كلب واحد، ويزداد النقص باقتناء أكثر من ذلك، ولا يلزم أن يكون النقص بالمضاعفة؛ فمن اقتنى كلبين أو ثلاثة أعظم نقصًا وأقبح ممن اقتنى كلبا واحدا، لكن لا يقال: إنه يضرب النقص بالعدد فيمن اقتنى أربعة كلاب مثلا، فلا يقال: يُنقص من عمله قيراط بعدد الكلاب، فيكون النقص أربعة قراريط.
وقد يقال نحو هذا المعنى فيمن صلى على أكثر من جنازة، ويمكن أن يقال بالفرق بين موجَب العدل وموجَب الفضل، فيقال في تعدد الجنائز: إن فضل الله واسع، فتتعدد قراريط الأجر بتعدد الجنائز، ولا شك أن رحمة الله تسبق غضبه، فتعدد الجنائز يمكن أن يكون سببًا في تعدد الأجر من باب سعة كرم الله وسعة رحمته، والله أعلم.
هذا، والمبالغة في البحث عن مقدار الأجور فيما لم يرد فيه نص هو من التكلف، وفيه شيء من الزهد في العبادة إلا بعد معرفة مقدار الأجر؛ فإن مِن الناس مَن لا يرغب في العبادات إلا من أجل الأجر فقط، ولا ينظرون إلى أنَّ فعلها طاعة لله تعالى وقربة، وقد غلا الصوفية في جانب القربة، واحتقروا خوف العقاب، ورجاء الثواب، والآخرون غفلوا عن جانب التقرب إلى الله وطلب الزلفى لديه والفوز برضاه، وتعلقت هممهم فيما يرجون من الثواب.
والذي ينبغي أن تكون العبادة لهذا وهذا، قال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} [الإسراء: 57].
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.