اليهود يَصْعَدُون بروسيا أم يلعبون بها؟
18 ربيع الأول 1437
منذر الأسعد

في ذروة الحرب العالمية الثانية (1939-1945م)، تبنى غلاة اليهود في أمريكا اقتراحات دموية في حق الشعب الألماني كله،ويجسّد ذلك الحقد رجل الأعمال ثيودو كاوفمان في كتابه :«ألمانيا يجب أن تُسحق Germany Must        Perish!»والذي نشره عام 1941 وعرض فيه خطته لقطع نسل الألمان   بتجنيد 20 ألف طبيب لإخصاء 45 مليون ألماني باعتبار أن الطبيب يقوم كل يوم بـ25 عملية، وبموجب هذه الخطة الجهنمية ينتهي الألمان عن التكاثر ويندثرون بمهلك من يبقى منهم حياً لأن تعويضه مستحيل!!

 

لكن اليهود لم يكونوا شركاء في صنع القرار الغربي،فلم يكترث المنتصرون بتوصيات اليهود الاستئصالية،بالرغم من مكانة كاوفمان يومئذ.

 

أما اليوم فالوضع مختلف 180 درجة عن مرحلة الحرب الأممية الثانية.فاليهود ذوو شوكة مؤذية في الساحتين الأمريكية والأوربية.صحيح أنهم لا يفرضون ما يشتهون لكن الأوراق في أيديهم كثيرة وقوية،وهم محترفون في استغلال الظروف وانتهاز الفُرَص،ولا سيما في التآمر الخفي الذي لطالما برعوا فيه تاريخياً.

 

فهم بالرغم من "أفضال" أمريكا الإستراتيجية المستمرة،تآمروا عليها أكثر من مرة،فباعوا تقنيات سرية محظورة إلى الصين الشيوعية،وجنّدوا الرائد في مخابرات البحرية الأمريكية جوناثان جاي بولارد Jonathan Jay Pollard)  , الذي اضطر إلى التنازل  عن الحق في المحاكمة في مقابل القيود المفروضة على الحكم. تم الإقرار بأنه مذنب، وأدين لكونه جاسوساً لحساب الكيان الصهيوني،وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة في العام 1986. وفي يوم 20/11/2015 تم الافراج عنه بعد أن أمضى نحو30 عاماً خلف القضبان.

 

تصعيد روسيا إلى القمة؟

مثل هذه السيناريوهات تتم بهدوء وعلى مدى زمني غير قصير.ولأن المؤامرات تتم في تكتم شديد،فليس أمام المحلل سوى مناقشة الافتراضات وتحليل الوقائع، لعلها تنطق بشيء مع السيناريو أو ضده.المهم ألا يتعصب المرء لوجهة نظر أو فرضية ويتعامى عما يناقضها.

 

قد تكون الفترة الأخيرة بمثابة فرصة ذهبية لليهود كي يلعبوا بالورقة الروسية، إذا كانوا يراهنون عليها حقاً. فأمريكا لم تكن صانعة القرار في الغزو الروسي غير المسبوق لسوريا، ولم ينسِّق الكرملين خطواته إلا مع الإرهابي الأول نتنياهو.

 

واشنطن لم تعارض لأن إنقاذ سفاح الشام ضرورة لها لحماية تل أبيب.
الخطوة التالية في هذه الحالة،قد تأتي بمؤازرة سياسي أرعن من مسطرة دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية،ولعل ثناء بوتن عليه لم يأتِ من فراغ!

 

فهذا المتهور كفيل باستفزاز العالم الإسلامي أكثر،وقطع جسور أمريكا مع البلدان العربية والإسلامية،ومن الواضح أنه مستعد للمضيّ وراء موسكو فهو سيكون أسوأ من أوباما،الذي كانت له رهانات شريرة لكنها خاطئة إذا كان الصهاينة يعملون فعلاً على مد الهيمنة الروسية على المشرق الإسلامي!

 

فترامب ينطلق من عدائه الهوسي للإسلام من دون أن تكون لديه خطط أو برامج،وإذا حاول فرض تدخل عسكري لا يلائم القوى المسيطرة على القرار في المؤسسات والمُجَمَّع العسكري الصناعي بتعبير بريجنسكي،وفي دهاليز نخبة الواسب "الطبقة المتحكمة بالبلاد وهم الأنغلوسكسون البيض البروتستانت".

 

هناك مؤشرات توحي بأن هدف اليهود البعيد من وراء توظيف البلطجة الروسية في سوريا هو هدف مزدوج،يتمثل في إضعاف الدور الأمريكي باستغلال ماكر لرغبة واشنطن في الابتعاد عن التدخل المباشر اعتماداً على ولاءات الطغاة العرب،وفي تقليم الدور الإيراني بعد أن استنفد الشطر الأول من مهماته وثبت عجزه عن تحقيق نصر حاسم على الشعب السوري بالرغم من الباب المفتوح على مصراعيه أمامه للفتك بهذا الشعب العنيد.

 

وفي هذا السياق ينبغي أن نقرأ بعناية توجسات خامنئي الأخيرة من الولوغ الروسي في الشام،ولا سيما تصريحات قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري وشتائم قناة العالَم لموسكو وكأنها اكتشفت فجأة التنسيق الروسي مع الصهاينة،مع أنه كان معلناً منذ البداية وتكرر البوح به أكثر من مرة،وهو قائم سياسياً وعسكرياً في قاعدة القرداحة الجوية!

 

وكذلك غضب أبواق الملالي في لبنان مما يرونه تواطؤاً روسياً مع الصهاينة في تصفية المجرم سمير القنطار في حضن مخابرات بشار الأسد.

 

وما دعوة رفسنجاني المفاجئة لاختيار مرشد أعلى لدولة المجوس الجدد، على الرغم من وجود المرشد الحالي علي خامنئي، إلا إحياء لجدل قديم-جديد حول لزومية ووظيفة وشخص الوليّ الفقيه في إيران،الأمر الذي يعكس انتقال القلق والاضطراب إلى داخل إمبراطورية الكراهية نفسها.

 

سيناريو اللعب

قد تكشف الأيام أن السيناريو السابق كان مجرد ظنون لا سند لها في الواقع، أو أنه كان خطة فعلية تم إلغاؤها لسبب أو لآخر،وهذا يعني حجبها سنوات وربما طمس معالمها نهائياً وكأنها لم تكن.

 

ولأن اليهود يعتبرون التجارة بالآخرين مهارة موروثة،فقد تكون المؤشرات المذكورة مجرد طُعْمٍ ابتلعه بلطجي الـ KGB فلاديمير بوتن،وعندما تنتهي مهمته يتم إيقافها بالطريقة الملائمة،ولو اقتضت اغتياله شخصياً أو تنفيذ انقلاب عسكري عليه، أو تأجيج عوامل الغليان الشعبي ضده.

 

وربما نقرأ في هذا السياق تقريراً استخبارياً نشرته الديلي ميل  البريطانية قبل أيام، وزعمت فيه نقلاً عن رجل مخابرات روسي لاجئ في الغرب، تأكيده أن بوتن هو قرر إسقاط الطائرة المدنية الروسية فوق سيناء أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي!

 

وقال المصدر الذي يسمي نفسه الرائد بوريس كاربشكوف ويعيش في مكان سري في بريطانيا مع أسرته بعد هروبه من روسيا خوفا على حياته، إنه يحتفظ بعلاقات مع شخصيات رفيعة في دوائر الاستخبارات الروسية وإن الملف الذي قدمه يمثل عرضا دقيقا للحقيقة حول أسوأ "عمل إرهابي" يشمل طائرة منذ الهجمات على نيويورك في سبتمبر 2001.

 

وأوضح أن المخططين "العباقرة" في أحد فروع الاستخبارات الروسية ويُسمى "جي آر يو" أشاروا لبوتين بتفجير طائرة روسية مدنية بركابها وإلقاء اللوم على تنظيم الدولة الإسلامية لإثارة عاصفة من الكراهية ضد التنظيم واجتذاب تعاطف دولي يسمح للرئيس الروسي بـ

- تنفيذ حملة عسكرية بمفرده ودون قيود
- تعزيز مبيعات الأسلحة الروسية التي تبلغ مليارات الجنيهات الإسترلينية في الشرق الأوسط وبالتالي يكون قد تم اصطياد عصفورين بحجر واحد.  

 

ويقول الرائد كاربشكوف إن الهدية كانت قنبلة وصاعقها يُعرف بـ"إي أتش في 7" الذي يتم تصنيعه خصيصا لجنود القوات الخاصة فقط، وكانت القنبلة تبدو في مظهرها مثل أنبوب السباكة حيث جُهزت لتنفجر بـ"تحلل كهربائي" يتسبب في تآكل سلك معدني يفجر القنبلة بمجرد انكساره، مضيفا أن المادة المتفجرة هي السيكلونيت، وهي مادة ذات قوة هائلة وبديلة للـ"تي أن تي".

 

يُشار إلى أنه قد ورد أن القنبلة وُضعت في الغالب تحت المقعد رقم "30 أي" أو "31 أي"، وأن سجلات الطائرة تشير إلى أن المقعد رقم "30 أي" كانت تجلس عليه ناديزدا باشاكوفا (77 عاما) من فولخوف ببطرسبورغ التي كانت تسافر مع ابنتها مارغريتا سيمانوفا (43 عاما) التي كانت تجلس على المقعد "30 بي". وكانت في المقعد "31 أي" ماريا إيفليفا (15 عاما) من بطرسبورغ أيضا.

 

وتساءل كاربشكوف: هل يمكن أن تكون هذه الشابة هي التي حملت القنبلة؟ لقد كانت مع أمها مارينا إيفليفا (44 عاما) التي تجلس في المقعد "31 بي"، قائلا إن مصدره أخبره بأن حامل القنبلة كان أكبر سنا ويجلس على مقربة من "31 بي".