أعمدة النصائح الخمس للمعارضة السورية وهي تزور بكين
24 ربيع الأول 1437
دـ أحمد موفق زيدان

درجت الدول على الإعلان عن زيارة قادتها قبل أيام من حدوثها تطبيقاً لمبدأ الشفافية والتواصل مع شعوبها، وإفساحاً للمجال أمام قادة الرأي والخبرة والكتاب بأن يدلوا بدلوهم لعل الوفد يستطيع أن يستفيد من آرائهم وكتاباتهم  خلال   الزيارة،  لكن مثل هذا الإعلان المسبق آكد وأهم في حالة الثورات وتحديداً الثورة السورية لتمتين العلاقة والالتصاق بين قادة المعارضة والشعب السوري، وللانشقاق الكامل عن عقلية الاستبداد وربط الشعب بالحاكم المستبد الذي رفع شعاره لا أريكم إلا ما أرى ..

 

 

 

 

لكن أما وأن الزيارة ستقع وسمعنا عنها من بعض المصادر الخاصة فإن الجهة الداعية للمعارضة السياسية برئاسة خالد خوجا وغيره لا تعكس اهتمام وإدراك الحكومة الصينية لما تمثله الثورة السورية وما تجسده على واقع الأرض، أو ربما تعرف ولكنها لا تريد الاعتراف به، لا سيما وأنها جاءت بعد زيارة وزير خارجية العصابة الأسدية وليد المعلم بدعوة من الخارجية الصينية..

 

 

 

 

وهنا نود أن نطرح قضية مهمة وهي أن الرئيس الصيني على أبواب زيارة له إلى طهران والرياض ولذا فقد حرص على أن يدعو وفد العصابة الأسدية لإرضاء طهران، وسعى إلى الظهور بمظهر المتوازن حين دعا وفد المعارضة ظناً منه لإرضاء المملكة، لكن دعوته جاءت من خلال المؤسسة البحثية وهو أمر كان على المعارضة ألا تقبله بهذا الشكل، فكان عليها أن ترفض الدعوة ما لم تكن على نفس مستوى دعوة وزير خارجية العصابة الأسدية، وهنا نقدم النصائح الخمس للوفد الزائر إلى بكين ..

 

 

 

 

 

 


النصيحة الأولى:
على وفد المعارضة أن يكون سقفه عالياً في بكين وأن يتكلم من باب اليد العليا وليس من باب اليد السفلى فالصين اليوم بحاجة للمعارضة السورية أيضا، فقد عارضت التدخلات الخارجية في الشام لصالح الثورة، وتدخلت ثلاث مرات باستخدام حق النقض في مجلس الأمن رافضة أي تدخل أجنبي لإنقاذ الشعب السوري من المحرقة والإبادة بحجة رفض التدخلات الأجنبية،  اليوم عليها أن تترجم ذلك علناً بإدانة التدخلات والاحتلالات الأجنبية الإيرانية والروسية والمليشيات الطائفية في الشام، وبوابة ذلك الاعتراف بالمعارضة السورية كممثل للسوريين كما اعترفت من قبل بالمجلس الوطني الليبي، مع تحديد آلية للتواصل بينها وبين المعارضة،  وتأسيس مكتب دائم للمعارضة في بكين، ولا بد أن يُدعم ذلك بخطاب إعلامي صيني واضح يقف على الحياد كما يتشدقون وألا يُكتفى بتصريح سياسي يتيم لا يسمن ولا يغني من جوع.

 

 

 

 

 


النصيحة الثانية:
الصين قدمت لوليد المعلم دعماً بستة ملايين دولار ولا بد من مفاتحتها بالأمر على أنه دعم لقاتل الشعب السوري، بينما غابت الصين عن استضافة أي لاجئ سوري أو عن تقديم الدعم لملايين اللاجئين والمحاصرين الذين يموتون جوعاً لأول مرة في تاريخ البشرية وما كان لهذا أن يحصل لولا دعم الصين لهذا النظام المجرم القاتل، بالإضافة إلى أنه تخلي عن مسؤولية الصين  كدولة كبرى عضو في مجلس الأمن الدولي ..

 

 

 

 

 


النصيحة الثالثة:
لا بد من الحديث بشفافية مع الصينيين من  أن عليهم أن يسعوا إلى تغيير صورتهم النمطية السلبية في العالم العربي والإسلامي والتي رسخت سلبيتها سياسات وأفعال الصينيين ، فقد اصطفوا مع الروس المحتلين للشام، وهذا سيضرب مصالحهم على المدى البعيد، كما أن ذلك لا يتأتى إلا بالاعتراف بالمعارضة وفتح مكاتب لها وإدانة الاحتلالات الأجنبية للشام..

 

 

 

 

 


النصيحة الرابعة:
لا بد أن تعكس المعارضة في حديثها مع المسؤولين الصينيين تبرم وغضب الشارع الشامي من مواقف الغرب المؤيدة للإجرام الأسدي والاحتلال الاجنبي، لتنفذ الصين من خلال ذلك إلى الشام وملء الفراغ الذي خلفه تقاعس وخذلان الغرب للشام،  فالصين التي تعد دولة كبرى وعضو في مجلس الأمن الدولي لا يتناسب مواقفها ولا مبالياتها في الشأن الشامي بوزنها العالمي،  وإذا كانت الصين مهتمة بإيجاد حل عادل ومتزن ودائم لما يجري في الشام فعليها دعم المعارضة التي تشكلت في الرياض كونها تشمل القوى الفاعلة سياسياً وعسكرياً وهي القادرة على إقناع الثوار والشعب السوري بخريطة طريق عادلة إن رحلت العصابة الطائفية ورحل معها الاحتلالات الأجنبية والميشيات الطائفية..

 

 

 

 


النصيحة الخامسة:
لا شك أن الصينيين لديهم حساسية مفرطة تجاه الإيغور " تركستان الشرقية" الذين يقاتلون في صفوف المجاهدين، وهؤلاء ما كان لهم أن يأتوا لو لم يوجد مغناطيس الجذب وهو الإجرام الأسدي المدعوم من الاحتلالين الروسي والإيراني وبالتالي فإن كل تأخير بمعالجة جذر المشكلة سيتواصل تدفق هؤلاء للشام، ومع الصمت والتأييد الصيني للموقف الروسي والإيراني ومليشياتهم الطائفية القاتلة للشعب السوري سيكون من الطبيعى أن تتدفق مليشيات معاكسة لهم لمساعدة الشعب السوري، ولا حل لذلك إلا بإسقاط العصابة الطائفية وتمكين الشعب السوري من اختيار طريقه ..