24 رجب 1438

السؤال

ما رأيكم شيخنا في عبارة (إلا رسول الله) وأن القول ببدعية مثل هذه الوسائل فيه تساهل بإطلاق لفظ البدعة، لأن المسألة من المسائل الاجتهادية و (لا إنكار في مسائل الاجتهاد). فالتبديع في موارد الاجتهاد غير دقيق في مثل هذه المسائل؟

أجاب عنها:
سليمان الماجد

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فلا يظهر أن قواعد البدعة تنطبق على هذا الشعار؛ لكونه من الوسائل المحضة، والوسائل كلها معقولة المعنى فلا تدخلها بدعة؛ فيكون التجديد فيها والتغيير مشروعا.
لكن محل الإشكال عند البعض هو فيما يدل ظاهرها من أن الحرمة إنما هي للرسول صلى الله عليه وسلم فقط فلا حرمة لغيره.
والأقرب جواز إطلاق مثل هذا الشعار؛ لأن مراد قائله أن حق النبي صلى الله عليه وسلم أعظم حقوق الخلق ؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: "لا ربا إلا في النسيئة" روه الشيخان من حديث أسامة، وظاهره إباحة ربا الفضل، ولكن فهم منه العلماء بالإجماع أن أشده ما كان فضلا مؤجلا.
وأما القول أن التبديع لا يكون في موارد الاجتهاد فغير صحيح، ولم يكن على ذلك هدي السلف، والحكم بالبدعة كالحكم بالتحريم: منه ما هو اجتهادي ومنه ما هو قطعي؛ بحسب الأدلة وتحقق الإجماع أو عدمه. والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين