22 شعبان 1437

السؤال

ما حكم قول: ((الله يخونك إذا خنتني)) وذلك إذا كان بين الشخصين اتفاق على شيء، وأطلق هذه الكلمة على سبيل التخويف من الخيانة؟

أجاب عنها:
عبد الرحمن البراك

الجواب

الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله، أما بعد:
فإن هذا القول قبيح، فإنه يتضمن نسبة الخيانة إلى الله، وهو منزه عن ذلك، وهذا الدعاء من عبارات الجهال الذين يشتقون من كل فعل ينكرونه على بعض الناس فعلًا يضيفونه إلى الله في دعائهم على من يريدون الدعاء عليه، وهذا منه ما يجوز، ومنه ما لا يجوز، فمن الأول قول بعضهم: أتلفه الله كما أتلف كذا، وأهانه الله كما أهانني؛ لأن الإتلاف والإهانة مما يجوز إضافته إلى الله، كما قال تعالى: (وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ)، ومن الثاني، وهو ما لا يجوز قول بعضهم: الله يعتدي عليك كما اعتديت عليَّ، الله يخونك كما خنتني، الله يخون من خان، وهذا لا يجوز؛ فإن إضافة العدوان والخيانة إلى الله حرام؛ فإن الخيانة قبيحة، والله سبحانه وتعالى منـزه عن كل قبيح، منـزه عن العيوب والنقائص في ذاته وصفاته وأفعاله، والله أعلم.
أملاه: عبد الرحمن بن ناصر البراك لتسع بقين من شعبان 1437هـ.