"العربية" تشكك في إسلام كلاي يوم رحيله
1 رمضان 1437
منذر الأسعد

من "أعاجيب" قناة العربية التي لا تنتهي، شذوذها المشين عن الوداع العالمي المهيب للأسطورة الراحل: محمد علي كلاي!! الذي وافاه الأجل يوم الخميس الماضي.

 

وقد رد السعوديون على السلوك غير المهني للقناة، بحملة شرسة على موقع التدوينات المصغرة "تويتر" ذي الشعبية الجارفة في السعودية.

 

ساءهم أن القناة المحسوبة عليهم، اختارت التشكيك في إسلام الرجل الذي يحظى بمحبة وتقدير استثنائيين في جميع أنحاء الأرض، في اليوم الذي أسلم فيه روحه إلى بارئها، فانشغلت سائر وسائل الإعلام التقليدي والجديد بالحدث، وعبَّرت شخصيات عالمية رفيعة عن تأثرها لغياب هذا الشخص الذي ملأ الدنيا وشغل الناس.

 

وكانت العربية نشرت تدوينة عن خبر وفاة كلاي، زعمت فيه أنه أوصى بكتابة عبارة على قبره قالها قس أمريكي، في إشارة إلى المناضل الحقوقي الأمريكي الشهير مارتن لوثر كينغ، الذي اغتاله العنصريون البيض سنة 1968م.

 

صحيح أن كينغ كان رجل دين نصرانياً، لكن نضاله من أجل المساواة بين السود والبيض طغى على صفته الدينية باعتراف جميع المراجع التي كتبت سيرة الرجل.

 

والأمريكيون من أصل إفريقي يتعاملون معه باحترام بمن فيهم المسلمون، وكلاي واحد من أبرزهم.

 

العربية لا تمثلنا

تصدر قائمة الأكثر تداولاً بمواقع التواصل في المملكة وسمٌ صارخٌ أطلقه المغردون السعوديون على تويتر، هو: "# العربيه لا تمثلنا" في اتهام واضح للقناة بأنها لا تعبر عن المملكة، وقد شملت قوائم المغردين الغاضبين الكاتب الصحفي تركي الشلهوب وعائشة العتيبي والمحامي سعد بن عبد الله الغنيم الذي استنكر على القناة أن تصف مارتن كنج بالقس مع أنه اشتهر أنه مناضل أمريكي لتصرف النظر عن كون كلاي مسلما ولهذا ‫#‏العربية_لا_تمثلنا‬”.‬ومن المغردين: الاقتصادي السعودي أحمد الحناكي والدكتور محمد عبد الله العزام، الذي قال: حذفت العربية اسم مارتين لوثر كينغ زعيم السود وبطل الحريات المدنية وقالت (قسيس أمريكي) رداءة مهنية مؤدلجة.‬‬‬‬‬‬‬
وقال الدكتور أحمد بن راشد بن سعيد مغرداً: "حتى موت بطل مسلم تريد #العربية أن تستغله في حربها على الإسلام؛ أن تحرم "الأمّة" من الافتخار ببطل عشق الانتماء إليها!".

 

كما عقب صاحب حساب "سلطان العمري" بقوله: "العربية (العبرية) تطعن في إسلام محمد علي كلاي بالتشكيك في إسلامه #محمد_علي_كلاي #العربية_أن_تتصهين_أكثر".

 

وأردف آخر: عبارة مارتن لوثر كينغ لو صح الأمر فلا غبار فيها.. لكن الخبث في العنوان فمارتن لوثر اشتهر بكونه مناهضاً للعنصرية أكثر من كونه قسيساً.".

 

و قال الكاتب المصري جمال سلطان عبر حسابه على تويتر: "كرهتْ قناة #العربية أن يكون #محمد_علي_كلاي مهتدياً بدين الإسلام، فاختارت للعنوان اهتداءه بقسيس وليس الثائر مارتن لوثر!".

 

حتى بي بي سي فاجأتنا

ما يضاعف من شذوذ العربية وتعمدها الإساءة، أن القنوات الغربية ذات الهوية التنصيرية أو العلمانية اللا دينية لم تهبط إلى دركها.

 

وقد قمت بجولة شاملة عقب تصرف العربية المستفز، ليتفاجئني قناة صفيقة هي بي بي سي العربية بأن تغطيتها لوفاة كلاي كانت مهنية ومحترمة وخالية من دسائسها المعتادة!!

 

ومما ورد في تغطيتها:

يعد محمد علي الملاكم الوحيد الذي فاز ببطولة العالم للوزن الثقيل ثلاث مرات.

 

واستمر على عرش لعبة الملاكمة لما يقرب من عشرين عاما، حقق خلالها الفوز في 56 مباراة، من بينها 37 مباراة بالضربة القاضية.

 

اسمه الحقيقي خيسوس كلاي، وفاز ببطولة العالم على حساب الملاكم سوني ليستون في فبراير/ شباط 1964 فيما لم يكن قد خاض سوى عشرين مباراة فقط، حقق الفوز فيها جميعا.

 

لم يتذوق علي مرارة الهزيمة حتى عام 1967، لكنه رفض الانضمام للجيش الأمريكي في ذلك العام، وهو ما أدى إلى حرمانه من لقبه ومنعه من خوض أية مباراة في الولايات المتحدة ومن السفر لأي مكان خارج البلاد.

 

ودافع عن قضايا المسلمين السود وأشهر إسلامه وغير اسمه إلى محمد علي، وبات بمثابة الزعيم الروحي لملايين السود ورمزا للأمل والعزة والتحدي.

 

رفع الحظر عن مشاركته في مباريات الملاكمة عام 1970، وفي عام 1974 استعاد اللقب العالمي بعد فوزه على جورج فورمان.

 

وخسر أمام ليون سبينكس عام 1978، لكنه تمكن في نفس العام وهو في السادسة والثلاثين من عمره من استعادة اللقب العالمي للمرة الثالثة في تاريخه.

 

كما تحدثت المحطة عن إسلامه بأمانة وسردت كثيراً من الوقائع البارزة التي تنم عن عمق انتمائه للإسلام!

 

ثم عرَّجتُ على سي إن إن ولم أجد في موضوعاتها الأربعة أي مساس بكلاي أو بإسلامه، بل إن تغطيتها كذلك جيدة ومقبولة وإن كانت بي بي سي قد تفوقت عليها في نوع المواد التي اختارتها لمتابعة الحدث بموضوعية غير معهودة منها.

 

وقد تابعتُ مئات التعليقات على رحيل كلاي لنجوم رياضيين عالميين مثل زين الدين زيدان وبيليه، ولساسة من أوباما إلى رئيس الوزراء البريطاني، فلم أعثر على أي غمزة وضيعة كالتي تعمدت العربية ارتكابها.

 

ولكي نتصور مدى الانحدار في تصرف العربية، فلنتخيل أن أحد الدعاة المعروفين أخطأ فشكك في إسلام رجل مثل كلاي، بالرغم من صدور قول كفري منه، أفلم تكن العربية ترتدي زي العلماء وتشن عليه حملة تسفيه ضارية، تشتمه لأنه يتألى على الله ويمارس الوصاية على ضمائر الآخرين!!

 

وختاماً: هذا المقطع القديم هدية للمفترين على الله وعلى عباده في العربية وأعتبره ردّاً مفحماً من كلاي رحمه الله:
 محمد علي كلاي ماذا تفعل بعد التقاعد

https: //www.youtube.com/watch?v=cTq2Vq6XZis