إقبال رمضان بين الفرح والأنين
5 رمضان 1437
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

كل عام ينتظر المسلمون في شتى بقاع الأرض قدوم شهر رمضان الكريم لما فيه من خير وبركة ومغفرة للذنوب وفرصة كبيرة لاكتساب الحسنات حيث تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب الجحيم وتصفد الشياطين...

 

في هذه الأجواء الروحانية والإيمانية العظيمة التي يتطلع إليها المسلمون كل عام ويدعون الله أن ييسر لهم صيام الشهر الكريم وقيامه وهم فرحون ومبتهجون يأتي هذا الشهر هذا العام وسط أنين وجراح الملايين من المسلمين حول العالم حيث تشهد العديد من البلدان ظروفا إنسانية غاية في الصعوبة...

 

لا يمكن أن ننسى في البداية أوضاع إخواننا في سوريا حيث نزح الملايين منهم من منازلهم إلى مخيمات داخل وخارج البلاد جراء طغيان النظام النصيري وداعميه من روسيا وإيران والمليشيات الطائفية لتي تتفنن في تعذيب المدنيين وحصارهم ومنع الطعام والشراب عنهم حتى في شهر رمضان..قد يستطيع أهل الخير مساعدة السوريين اللاجئين في بعض البلدان القريبة ولكن السوريين الذين يعيشون تحت حصار النظام الأسدي منذ سنوات فهم يحتاجون لمزيد من الدعاء حتى يفرج الله كربتهم...

 

كما أن الآلاف من اللاجئين السوريين يعيشون ظروفا صعبة في بلدان أوروبية ترفض استقبالهم وتسعى لطردهم وسط حملة يمينية متطرفة تهاجمهم وتنسب لهم أبشع الأوصاف حتى أنهم يتعرضون للضرب والتنكيل بسبب انتمائهم للدين الإسلامي....

 

في نفس الوقت فإن بعض إخواننا في اليمن لا يزالون يرزخون تحت سلطة المتمردين الحوثيين وبعضهم يعيش تحت الحصار وتصبحهم القنابل وتمسيهم رغم الهدنة التي يزعم الحوثيون أنهم يلتزمون بها...قد تكون ظروف الكثير من اليمنيين قد تحسنت نوعا ما بعد سيطرة القوات الشرعية على معظم المناطق إلا أن الأكيد أن الانقلابيين لن يكفوا عن تهديد أمن اليمنيين انتقاما من مقاومتهم لسلطتهم الباغية والتي أوشكت على الوصول لأهدافها....كما لا يمكن أن يذهب من بالنا استمرار معاناة إخواننا في غزة لأعوام متتالية حيث يشدد الاحتلال حصاره عليهم دون مراعاة لبركة الشهر الفضيل وخصوصيته ولا يزال سكان غزة يضربون أروع الأمثلة للتضحية والثبات في ظل تجاهل دولي تام لمحنتهم ومع تعيين وزير حرب متطرف في حكومة نتنياهو يريد إشعال النيران في الفلسطينيين وليس حصارهم فقط...

 

كذلك لا يمكن أن نغفل اضطراب الأوضاع في ليبيا واستمرار المعارك وعدم الاتفاق على حكومة واحدة وجيش واحد لإدارة شؤون البلاد وسط صراع بين الثوار الذين يرفضون عودة رموز نظام القذافي وفلول هذا النظام التي تتخفى بأقنعة مختلفة وتدخل في تحالفات إقليمية ودولية لتشويه سمعة الثوار ورميهم "بالإرهاب" رغم العلاقات التي تربط هؤلاء الفلول بنتظيم داعش والتنسيق معه ..

 

ورغم بعد المسافات فإن المسلمين يتذكرون الأوضاع الصعبة لمسلمي ميانمار حيث يدخل عليهم رمضان هذا العام وهم في مخيمات بعد حرق بيوتهم من قبل المتطرفين البوذيين وإصرار الحكومة الجديدة على عدم منحهم حقوق المواطنة التي حرمتهم منها الحكومة العسكرية السابقة...

 

الغريب أن المجتمع الدولي بدأ في رفع العقوبات عن ميانمار بعد انتخاب الحكومة الليبرالية الجديدة متجاهلا استمرار معاناة المسلمين...

 

كذلك يعاني المسلمون في الصين الأمرين تحت حكم الحزب الشيوعي الذي يمنعهم من الصيام وصلاة الجماعة كما يمنعهم من تعلم أحكام دينهم ويتهمهم بالتطرف ويزعم أن ممارسة الشعائر الدينية تنمي "الإرهاب"..وفي النهاية قلوبنا مع المسلمين في الغرب حيث تزداد الأفكار اليمينية المتطرفة  استفحالا وتكسب كل يوم المزيد من الأنصار حتى من بين السياسيين والمسؤولين مما يعقد الأمور بالنسبة للمسلمين بشأن قيامهم بممارسة شعائرهم التعبدية من صيام وصلاة وتعلم.