إلى متى الصمت على جرائم الحشد بالفلوجة ؟!
6 رمضان 1437
د. زياد الشامي

حدث ما توقعه العالم بأسره منذ أن بدأت قوات حكومة العبادي الرافضية ومليشيا ما يسمى "الحشد الشعبي" المتطرفة بالحشد على مشارف مدينة الفلوجة تمهيدا لاقتحامها , وارتكبت مليشا الحشد الرافضي الكثير من المجازر بحق أهل السنة هناك , وذلك على مرأى ومسمع من العالم الذي يزعم أنه يحارب إرهاب ما يسمى "داعش" !!

 

 

اضطرت جميع الجهات المشاركة في هذه الحرب القذرة على أهل السنة للاعتراف بانتهاكات وتجاوزات الحشد الرافضي , نظرا لكثرتها وشيوعها وعدم القدرة على إنكارها من جهة , ولمحاولة التخلص والتملص من خزيها وعارها , والتظاهر بمظهر المنكر لها وعدم الرضا بوقوعها من جهة أخرى .

 

 

كان من الطبيعي أن يزعم رئيس حكومة إيران في العراق "حيدر العبادي" أن التجاوزات التي حدثت من مليشيا الحشد الرافضي ليست ممنهجة , وأن المجازر التي ارتكبت هناك هي مجرد أخطاء , معتبرا أن المقاتلين الذين شاركوا في معارك الفلوجة ليسوا على نمط واحد ... كما كان من المتوقع من عميل إيران في بغداد أن يزعم أمام وسائل الإعلام أنه أمر بملاحقة مرتكبي هذه التجاوزات !!

 

 

أما المشرف العام على جرائم الحشد الرافضي ضد سنة الفلوجة والعراق عموما – أمريكا – فقد مارست نفاقها المعهود في مثل هذه الحالات , فهي من جهة تدعم قوات العبادي والحشد الرافضي تحت شعار محاربة "داعش" , ومن جهة أخرى تتنصل من مسؤوليتها في تسببها بوقوع هذا الكم الهائل من الانتهاكات والمجازر المرتكبة من قبل تلك المليشيات ضد سنة الفلوجة بدعوى أنها تصرفات فردية !!

 

 

ومن هنا يمكن فهم تصريح "بريت ماكغورك" مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة" الذي قال : إنه اطلع على التقارير التي ذكرت انتهاكات وفظائع ارتكبها عناصر بقوات الحشد الشعبي في الفلوجة، خلال العمليات التي تقوم بها القوات العراقية والمليشيات الشيعية لاستعادة المدينة , مكتفيا بالقول بأنه ناقش الأمر مع رئيس الحكومة "العبادي" و باقي الحكومة .

 

 

و في عبارة تشير بوضوح إلى حجم الاستهتار بدماء المدنيين الأبرياء من سنة الفلوجة , اعتبر "ماكغورك" أنه : "للآن الجميع يقول ويعمل ما هو صائب ، في سبيل الحرص على أن من يرتكب انتهاكات لحقوق الإنسان سيتحمل مسؤولية ذلك" .

 

 

في مقابل هذا التهوين الأمريكي الرافضي من حجم جرائم الحشد الرافضي في الفلوجة , تشير التقارير الواردة من هناك ومقاطع الفيديو وشهادات الناجين إلى وجود مذبحة ومقتلة ترتكب , تزداد ولاتتوقف , ولا يمكن معرفة عدد ضحايا تلك المذبحة على وجه التحديد نظرا للتكيم الإعلامي على جريمة العصر هناك .

 

 

ويكفي أن نشير إلى ما نشره اليوم حساب "منشق عن الحشد الشعبي" على موقع "تويتر" من مقاطع فيديو تظهر مليشيا الحشد الرافضي وهي تسوق المئات من أبناء منطقة الصقلاوية شمال غرب مدينة الفلوجة، لتنفيذ إعدامات جماعية بحقهم.
وتظهر هذه المقاطع ترديد الأشخاص الذين يصورون - وهم من عناصر "الحشد" - عبارات تثبت أنهم يأخذون أبناء الفلوجة لتنفيذ إعدامات جماعية بحقهم كقولهم بتفاخر: "اليوم أخذنا بثأر سبايكر" ..... والمقصود القاعدة الجوية "سبايكر" في تكريت التي سقطت بيد تنظيم الدولة العام الماضي .

 

 

وقال حساب "منشق عن الحشد الشعبي" في تغريدة أخرى : " إن وحدات خاصة من الحشد الشعبي قامت بفتح المقابر الجماعية التي كانت قد أسستها في محيط مدينة الفلوجة، وقرب معسكر المزرعة، ونقلت جثامين الشهداء المدنيين من أهالي الصقلاوية والكرمة الذين قتلوا خلال الأيام القليلة الماضية إلى المقابر في كربلاء والنجف".
وأضاف : "إن 416 من المغدورين تم دفنهم في مقبرة السلام في مدينة النجف، وإن مقبرة المجهولين في كربلاء دفن فيها 384 مغدورا"، لافتا إلى أنه "تم تبليغ القائمين على الدفن بأنهم قتلى من الحشد الشعبي" , في محاولة لطمس معالم الجرائم ضد المدنيين حسبما ذكر الحساب.

 

 

من ناحية أخرى تحدث الناجون من الفلوجة عن هول الجرائم التي ترتكيها تلك المليشيات قائلين : إنهم عذبوا بطريقة وحشية ومهينة وهناك من تم ذبحهم ودفنهم وهم أحياء في مقابر جماعية، وهشمت العشرات من رؤوسهم وكسرت أطرافهم .....
لم تكن هذه الجريمة الحشدية هي الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة حسبما يبدو , فتاريخ هذه العصابة ملئ بالمجازر والجرائم الموثقة ضد سنة العراق , والحقد الذي يحملونه في قلوبهم السوداء ضد أهل السنة لا يبدو أنه قد قلّ أو نقص بعد كل تلك الجرائم .

 

 

ومن هنا يتساءل كل مسلم متابع لما يجري في الفوجة وغيرها من مدن وعواصم أهل السنة : إلى متى الصمت الدولي على هذه المجازر ؟! وهل تكفي إزاءها الاتهامات والاستنكار والتنديد ...هذا إن وجد ؟!!

 

 

لقد اتهم مفتي الديار العراقية الشيخ رافع الرفاعي أمس الحكومة العراقية ومليشيات "الحشد الشعبي" بممارسة "الإرهاب" بحق المدنيين السنة , وقال في مقابلة مع الأناضول : إن "ما يجري في الفلوجة عمليات تدمير وليست تحريرا. لأن حشود المقاتلين الذين في غالبهم من المليشيات الشيعية التابعة لإيران، ناقمون على أهل الفلوجة ويريدون أن يدفنوهم في مدينتهم" ...... مضيفا : "لا ينبغي للحكومة أن تكون رأسا للإرهاب ، ثم تدعي أنها تحاربه" .

 

 

ومن جهة أخرى أطلق ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي حملة للضغط على الجهات الدولية ذات العلاقة ؛ لتصنيف الحشد الشعبي ضمن المليشيا الإرهابية بعد الانتهاكات والتجاوزات الطائفية ضد سنة الفلوجة , واستخدم المغردون والناشطون وسم ‫#‏الحشد_الشعبي_مليشيا_ارهابية‬ .

 

 

ويهدف الناشطون، بحسب أحد القائمين على إلى الدفع باتجاه تصنيف الحشد كمليشيا إرهابية لدى المنظمات الدولية، إضافة إلى مطالبة دول الخليج بتصنيفه إرهابياً، أسوة بحزب الله اللبناني الذي صنّفته جامعة الدول العربية كمنظمة إرهابية مؤخرا .
وتحت هذا الوسم غرد حساب بن قفيط متهكما : تعذيب ثم قتل ثم حرق ثم تصوير وما زالت منظمات حقوق الانسان في طور البحث عن الادلة!!
بينما غرد حساب خطر إيران قائلا : #الحشد_الشعبي_مليشيا_ارهابيه وأشد إجراماً وتنكيلاً بالمسلمين من حزب الشيطان .... لماذا تستثنى من #الإرهاب .... وهي الأخطر والأكثر والأقرب للخليج ؟

 

 

أما أمريكا والغرب عموما فلن يتحركوا لوقف مجازر الرافضة ضد أهل السنة , لأنهم ببساطة يستخدمون تلك المليشيات وراعيتهم إيران كرأس حربة لضرب أهل السنة في المنطقة , فلم يبق إلا أن تتحرك الدول السنية وبسرعة قبل أن يندموا على التفريط في الدفاع عن إخوانهم وينطبق عليهم المثل : أكلت يوم أكل الثور الأبيض .