حصار جواهر العالم الإسلامي ينتظر حلاً إسعافياً
8 رمضان 1437
دـ أحمد موفق زيدان

المتفحص لواقع العالم العربي والإسلامي يرى لهاثاً غربياً وشرقياً وطائفياً محموماً لإكمال طوق الحصار على جواهر العالم العربي والإسلامي والمقصود بها هنا بشكل مباشر" الخليج وتحديداً المملكة العربية السعودية، وتركيا وباكستان"، ولربما لم يتعرض العالم الإسلامي لغارة مشتركة من كل أعدائه كما يتعرض لها اليوم، ودعونا نستعرض واقع هذه الدول بكل صراحة وصدق وشفافية..

 

 

 


الخليج وتحديداً المملكة فقد سعى الطائفيون إلى محاصرتها في اليمن
فردّت عليهم بعاصفة الحزم، ولكن اصطف على الفور كل الغرب والشرق إلى جانب الطائفيين ساعة بالضغوط العسكرية وأخرى بالضغوط الإنسانية من خلال كذبة كبيرة اسمها الأمم المتحدة، وأخرى من خلال الجهود السياسية والتفاوضية، وذلك من أجل إحباط هدف العملية في إنقاذ الشعب اليمني من الوحل الذي وضعته فيه حثالات الطائفيين مدعومين من الصفويين والتآمر الكوني، والكل يرى ويشاهد ويلمس تخلي أميركا والغرب عن الخليج، مع تمتين العلاقات مع إيران من أجل انتزاع مزيد من التنازلات في الخليج لصالحها لا سيما بعد أن أطلقت يدها في العراق وسوريا ووصلت الوقاحة إلى تعيين قاسم سليماني مستشارا للحكومة العراقية أو بالأصح مندوبا ساميا في العراق ..

 

 

 


نتحول إلى تركيا التي ماطلت كثيراً
وتأخرت أكثر في سرعة التجاوب مع التطورات الخطيرة والمتلاحقة في سوريا وهي ترى تدخل كل حثالات الأرض على حدودها، وهذه الحثالات تستهدفها تماماً كما تستهدف الشام، ومع هذا صمتت صمت القبور بخلاف المملكة التي ردت عسكريا في اليمن، وتمكنت من إنقاذ الكثير، وإلا لكان الوضع هناك ربما أسوء مما يجري في الشام، الأخطر الآن هو محاصرة تركيا من العراق وإيران واليونان وأرمينيا والدويلة الكردية في سوريا التي يحلم بها غلاة الأكراد، ومن خلفهم قوى التآمر الكوني من روس وإيرانيين وغربيين، والكل متفق على دعم غلاة الأكراد في زعزعة استقرار تركيا، وتجلى ذلك بخطوة متقدمة خطوة تتمثل بإنشاء قواعد عسكرية روسية وأميركية وفرنسية في منطقة لا تزال بعين العاصفة وهو قرار ربما لم يسبق أن أُتخذ تاريخياً ...

 

 

 


أخيراً باكستان
، فهي محاصرة الآن بالكامل إن كانت من جهة الهند العدوة التاريخية والتقليدية، أو من خلال أفغانستان المحتلة أميركيا وإيرانياً وكلاهما يكنّان عداءاً مطلقاً وحقيقياً لباكستان، أو من خلال إيران وتنسيقها الخطير مع الهند، وقد تجلى ذلك  بالجاسوس الهندي الذي أقام لـ 13 سنة ثم ليدخل الأراضي الباكستانية بأوراق إيرانية وذلك من أجل التنسيق مع غلاة البلوش لزعزعة استقرار باكستان، وحين ردت باكستان على ذلك باعتقاله والتشهير به والكشف عن الدور الإيراني، كان رد الأخيرة بدعوة ملا أختر منصور زعيم حركة طالبان إليها، وحين عودته قدمت رأسه على طبق من ذهب إلى الأميركيين فقصفوه داخل الأراضي الباكستانية، وهو ما زاد من الشقة الموجودة أصلاً  بين الباكستانيين والطالبان الأفغان الذين يرون في باكستان خذلاناً لهم، بينما يرى الباكستانيون أن طالبان أفغانستان فضلت عدوتهم الحقيقية إيران عليهم في مسألة التعاون..

 

 

 

وسط هذا الضباب وهذا الخطر الماحق الذي يهدد المنطقة لا بد من كسر لقواعد اللعبة،  وكسرها يتم من خلال تحريك الشارع وتحريك العلماء والمشايخ وتحريك الحواضن، فقواعد اللعبة التقليدية لم تعد تجدي والدليل هو استخدام أميركا لأدوات جديدة كالتعامل مع المليشيات بعيداً عن الدول، وإقامة قواعد عسكرية في مناطقها بعيدا عن حلفائها التقليديين، ونفس الأمر تمارسه إيران وروسيا، وغيرهما، وعلى هذا الثالوث الإسلامي المهدد أن يُقدم على قواعد لعبة جديدة منسقة، وأشد ما يخشاه الغرب والشرق في هذا، هو كلمة العلماء والنخب لا سيما إذا ما كانت منسقة مع القيادة السياسية والعسكرية الرسمية..