الإعلام الغربي يضحّي برؤوس كبيرة.. مشروع إصلاح أم تجميل خادع؟
17 رمضان 1437
منذر الأسعد

في أسبوع واحد، طار رئيس التحرير في كل من فضائية فرنسا-24 وفضائية بي بي سي العربية، بعد أن فاحت روائح العداء الصليبي للإسلام والمسلمين، وبخاصة للشعب السوري المسلم الذي ثار على الظلم والقهر معاً.

 

وفي الوقت نفسه، فضحت فضائية روسيا اليوم إجرام بوتن من حيث لا تقصد، فحذفت من موقعها صوراً حية كانت قد نشرتها لتجهيز المجرمين الروس قنابل عنقودية محظورة في الحروب، لكن الغزاة الأرثوذوكس يمطرون بها المنازل والمساجد والمستشفيات في المناطق السورية الثائرة على طاغية الشام.

 

هي أنباء ثلاثة ليس بينها رابط من الناحية الشكلية، لكنها-في المضمون- تثير قضية الدجل الذي يمارسه الإعلام الغربي، عندما يتعلق الأمر بنا، فيدوس على شعاراته الزائفة عن الموضوعية والنزاهة وشرف المهنة ومسؤولية الكلمة!!

 

هي أحقاد متراكمة ومتأصلة، وتعود إلى مستنقع الحقد الصليبي نفسه، حيث تناسى الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذوكس ضغائنهم الموروثة، وحروبهم الوحشية التي تخللتها أنهار من الدماء في ما بينهم، فقط عندما أصبحت المواجهة مع عدوهم المشترك: الإسلام، الذي استعصى على الاندثار الذي يتمناها هؤلاء المجرمون العتاة.

 

ولذلك سلّطوا على إعلامهم الناطق بالعربية عملاءهم من أبناء الأقليات الخسيسة، وتركوا لهم الحبل على الغارب، يكذبون في الخبر، ويدسّون فيه الرأي الفج، ويخونون بديهيات العمل الإعلامي الشريف.

 

فهل هذه المعالجات التجميلية تكفي لتبرئة الإعلام الغربي من لوثة الكذب والتزوير الفاضحين، اللذين استفزا نفراً محدوداً من بقايا أصحاب الأقلام النزيهة في إعلام القوم ذاته.

 

عميل طهران ..اقتلعته فضائحه

اضطرت قناة فرنسا 24 التابعة للدولة الفرنسية إلى طرد عثمان تازغرت أحد رؤساء التحرير بالقسم العربي فيها، على خلفية مقابلة تلفزيونية أجراها عثمان تازغارت مع قناة “الميادين” وهاجم فيها بشدة الثورة السورية زاعماً أنها “جزء من مشروع صهيوني عرابه الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي ورأس حربته الولايات المتحدة”.

 

وفي اتصال هاتفي مع موقع“كلنا شركاء” السوري المـُعَارض، أفاد مصدر مقرب من إدارة القناة أن “الفيديو لم يكن إلا القطرة التي أفاضت الكأس”، مشيراً إلى أنه سبق للقناة أن أصدرت عقوبة تأديبية ضد تزغارت بسبب قيامه بإنجاز تغطية لأحد مهرجانات “كان” السينمائي لصالح قناة “الميادين” التابعة لحزب اللات، من دون إذن من القناة الفرنسية التي يعمل لديها متفرغاً.

 

وكانت إدارة القناة تلقت شكاوى عدة من مرؤوسي تزغارت تتهمه بإساءة المعاملة والتجني والاستعلاء وتلفيق اتهامات غير صحيحة لزملائه، ولم يستطع المذكور تقديم أي دليل على مزاعمه، كما فشل في الدفاع عن نفسه بعد ثبوت الاتهامات الموجهة إليه.

 

حمّلوها وزر تحيزهم!!

بي بي سي أقالت فجأةً "ليليان لاندور" مديرة الخدمة العالمية لشبكة "بي بي سي" البريطانية والتي تندرج تحت إطارها أكثر من ٢٨ خدمة إعلامية ما بين مواقع عنكبوتية وإذاعات ومحطات تلفزة بلغات مختلفة.

 

والمريب أن إعلام بي بي سي كله، نشر النبأ باقتضاب شديد، ومن دون عرض أسبابه البتة!! بينما تولت صحيفة الغارديان البريطانية نسج معلقة عن "مناقب" المديرة المطرودة، مكتفية في تعليل الإقالة بالإشارة إلى خلاف بين لاندور والإدارة العليا حول الخط التحريري وتوجهات الخدمة العالمية، ولم يستطع الطرفان حله فتم التوافق على مغادرة ليليان .!!

 

لكن بعض الصحف العربية الصادرة في لندن أكدت أن الإقالة جاءت بعد فترة وجيزة من موجة احتجاجات عارمة ضد بي بي سي عربي، بسبب انحيازها الفاضح للنظام السوري؛كما جاءت الإقالة بعد سلسلة فضائح ارتكبتها الفضائية، وكان آخرها نشر صور لقتلى وقصف في مناطق المعارضة في حلب على أنها صور في مناطق النظام، ما أثار موجة غضب عارمة لدى السوريين اضطرت بي بي سي عربي إلى معالجة جريمتها المتعمدة بنشر اعتذار ثلجي في موقع تويتر، وليس في نشراتها الأخبار حيث وقعت الفضيحة.

 

وتوقف الناشطون السوريون عند نقطة جوهرية، تتمثل في بقاء مراسل بي بي سي وحده في دمشق، بعد أن طرد النظام جميع وسائل الإعلام التي لا تتبنى أكاذيبه!!