أنت هنا

22 رمضان 1437
المسلم ــ المركز الفلسطيني للاعلام

دعا المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حسام بدران، كافة أبناء شعبنا لشد الرحال إلى المسجد الأقصى، والتصدي بكل قوة وحزم للانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال بتدنيس المسجد والاعتداء على المصلين داخله، مطالبًا مختلف شرائح شعبنا بالاعتكاف داخل المسجد خلال العشر الأواخر من الشهر الفضيل.

وقال بدران في تصريحٍ صحفيٍّ، اليوم الاثنين، إن محاولة اقتحام المسجد الأقصى اليوم وأمس وخلال شهر رمضان، استفزاز كبير لمشاعر المسلمين، واختبار حقيقي لصبر شعبنا على انتهاكات الاحتلال المستمرة بحق الأقصى.

وأكد القيادي في حماس أن الانتفاضة التي اشتعلت من أجل الأقصى والحرائر داخله مستمرة وماضية حتى تحقيق أهدافها، وأن استمرار الانتهاكات والاقتحامات بحق الأقصى سيبقى يشكل دافعًا حقيقيًّا للشباب للدفاع عنه، والتضحية في سبيله حتى يتحرر بالكامل من دنس المحتلين.

كما حيا بدران المرابطين الذين تصدوا لمحاولة الاقتحام التي حاولت مجموعة من المستوطنين تنفيذها أمس واليوم بحماية من قوات الأمن، مشيدًا بالبسالة والتضحية التي قدمها المرابطون والمرابطات في وجه الاحتلال وقواته الإجرامية، حيث أصيب عدد منهم خلال تصديهم للاقتحام.

في سياق متصل، توالت ردود الفعل من الهيئات والمؤسسات؛ تنديدًا باعتداءات الاحتلال التي استمرت لليوم الثاني على المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى، حيث استنكرت الهيئة الإسلامية ومجلس الأوقاف، الاعتداء "الوحشي" الذي تعرض له المسجد الأقصى والمعتكفون فيه أمس واليوم.

وقالت الهيئتان، في بيانٍ اليوم الاثنين، تلقى "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة عنه: "شهد المسجد الأقصى المبارك أحداثاً مؤسفة يوم أمس (الأحد 26-6) واليوم (الاثنين في 27-6) بافتعال وتدبير سلطات الاحتلال الظالمة الغاشمة؛ للتنغيص على المعتكفين الصائمين، حيث أصرت سلطات الاحتلال على اقتحام الجماعات اليهودية رحاب الأقصى في الأيام العشر من شهر رمضان المبارك، وهي أيام اعتكاف لدى المسلمين الصائمين، بشكل استفزازي لمشاعر المسلمين".

وأشار البيان إلى أن الاحتلال كسر الترتيب السابق الذي كان متبعاً في السنوات الماضية، وهو: "أن تتوقف زيارة غير المسلمين للأقصى خلال شهر رمضان المبارك؛ إلا أن الاحتلال في هذا العام قد أدخل بالقوة عدداً من اليهود المتطرفين ليثبت الاحتلال أنه صاحب القرار في الأقصى، وليست دائرة الأوقاف الإسلامية!! حيث أغلق أبواب المسجد الأمامي (القبلي) للأقصى المبارك، ليحاصر المعتكفين، ثم بدأ برش المواد السامة والخانقة من النوافذ باتجاه المعتكفين، مما أدى إلى اختناق العشرات منهم، كما حصلت اعتقالات في صفوف المعتكفين".

وشددت الهيئتان على أن االمسجد الأقصى المبارك "كان ولا يزال وسيبقى للمسلمين وحدهم بقرار من رب العالمين، ولن يكون لغيرهم مهما كلف الأمر ومهما طال الزمان".

وعدّتا ما حصل في هذين اليومين حربًا تشنها سلطات الاحتلال ضد المعتكفين، ودعتا أهالي فلسطين لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك في رمضان وفي غير رمضان.

وكان العشرات من المعتكفين بالمسجد الأقصى، قد أصيب أحدهم برصاص مطاطي بالصدر، عقب اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني والمستوطنين للمسجد الأقصى المبارك.

وقالت مصادر إن 43 فلسطينياً (على الأقل) أصيبوا، جرّاء مواجهات مع قوات الاحتلال في المسجد الأقصى، تخلّلها إطلاق للقنابل الغازية والأعيرة المطاطية تجاه المصلين داخل المصلى القبلي، على خلفية تصديهم لاقتحامات المستوطنين.

وذكرت جمعية "الهلال الأحمر" الفلسطيني أن طواقمها تعاملت مع ثماني إصابات بالرصاص المطاطي خلال المواجهات التي اندلعت في المسجد الأقصى صباح اليوم، إلا أنه لم يتم حصر الإصابات لوجودة عدة طواقم داخل المسجد.

من جانبها، قالت جمعية "اتحاد المسعفين العرب"، إن طواقمها تعاملت مع 35 إصابة بالمطاط والاعتداء وشظايا القنابل الصوتية خلال الأحداث في المسجد الأقصى، من بينها إصابات خطيرة.

 

وسادت حالة من التوتر، ومواجهات محدودة عقب اقتحام قوات الاحتلال لليوم الثاني على التوالي باحات المسجد الأقصى لتأمين اقتحامات المستوطنين.

وقال شهود عيان ومصادر إعلامية بالمسجد الأقصى، إن قوات الاحتلال سمحت لعشرات المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى من باب المغاربة، وذلك في خطوة استفزازية كما حدث يوم أمس الأحد.

وأفاد الشهود أن قوات الاحتلال لاحقوا المصلين وقاموا بمحاصرتهم ومنع تنقلهم في رحاب المسجد، كما أغلقوا أبواب المصلى القبلي بالسلاسل الحديدية رغم تواجد العديد من المعتكفين والمصلين في داخله.

وتمركز عناصر الاحتلال أمام المصلى القبلي حيث منعوا المصلين خارجه من الاقتراب، كما منعوا المعتكفين في الداخل من الخروج، وقاموا بإطلاق قنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطي على المصلين داخل المصلى القبلي وفي ساحات المسجد الأقصى.

وعلت تكبيرات المصلين الغاضبة وهتافات "بالروح بالدم نفديك يا أقصى" احتجاجا على انتهاك حرمة المسجد الأقصى ومنعهم من التعبد وأداء شعائرهم الدينية، في مقابل إتاحة اقتحامات المستوطنين تحت حراسة أمنية مشددة.