هل ستغلق السعودية قناة "العربية" ؟!
14 شوال 1437
تقرير إخباري - محمد الشاعر

ليست المرة الأولى التي يطالب فيها السعوديون محاسبة قناة "العربية" المحسوبة على المملكة العربية السعودية بإغلاقها لأسباب لا تتوقف عند سوء تغطيتها للأحداث الجارية في المنطقة , وإنما لتوجهاتها وأجندتها التي تتناقض بشكل واضح مع سياسة المملكة وموقفها المناهض للمشروع الصفوي الذي تحاول طهران وعملائها وحلفائها فرضه على أهل السنة في المنطقة ....... فقد غرد السعوديون مرات ومرات ضد هذه القناة , وطالبوا مرارا وتكرارا إغلاق شبكة قنوات "إم بي سي" التي تسيء لهويتهم الإسلامية بشكل واضح , وتسير عكس توجهات بلاد الحرمين حكومة وشعبا على طول الخط .

 

 

ويبدو أن الشعب السعودي مصرّ على مواصلة التغريد على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ضد قنوات "إم بي سي" وعلى رأسها "العربية" والمطالبة بإغلاقها , نظرا لما يستعشرونه من حرج من محسوبية هذه الشبكة على بلاد الحرمين الشريفين , في الوقت الذي تبث فيه هذه القنوات من الأفكار والتوجهات والأخبار – سياسيا ودينيا وأخلاقيا واجتماعيا - عكس هوية البلاد والعباد , وخلاف الحقائق والوقائع والأحداث .

 

 

ولعل آخر ما يشير إلى هذا التناقض بين توجهات قناة "العربية" وبين توجهات المملكة حكومة وشعبا هو : أحداث الانقلاب الفاشل في تركيا الذي وقع مساء يوم الجمعة الماضي , ففي الوقت الذي كان فيه عموم المسلمين في المملكة والعالم العربي والإسلامي يحبسون أنفاسهم أثناء متابعة أحداث المحاولة الانقلابية لحظة بلحظة , وينتظرون من القنوات الإخبارية المحسوبة عليهم أن تنقل الوقائع كما هي على أرض الواقع بحيادية ونزاهة كما ينبغي أن يكون عليه الإعلام المحترم , كانت قناة "العربية" المحسوبة على المملكة السعودية تفعل عكس ذلك تماما , ولسان حالها يقول عكس ما يأمل الشعب السعودي والشعوب المسلمة عموما , بل عكس ما هو عليه الأمر على أرض الواقع .

 

 

لقد لاحظ ملايين المتابعين من المسلمين الفرق الهائل بين تغطية "العربية" لساعات الانقلاب الفاشل بتركيا وبين تغطية غيرها من القنوات , فقد حسمت القناة نجاح الانقلاب في الساعة الأولى منه بشكل واضح , سواء من خلال العناوين العاجلة , أو من خلال عبارات مذيعيها ومراسليها , ناهيك عن ملاحظة نبرة الارتياح و إظهار الفرح بنجاح الانقلاب , وكأنها الراعي الرسمي لهذه الحدث الخطير مع غيرها من القنوات التي باتت أقرب إلى "العبرية" منها "للعربية" !!

 

 

وإذا أضفنا إلى ذلك عدم النزاهة والحياد في نقل الأحداث في ساعات الانقلاب التالية , حيث حاولت "القناة" الكذب وتغيير الحقائق بعد نزول الشعب التركي إلى الشوارع لمواجهة جنود الانقلاب ومطالبتهم بالعودة إلى بيوتهم وثكناتهم , زاعمة أن بعض هذه الجموع قد خرجت تأييدا لجيش الانقلابيين , رغم أن هتافهم المندد بالانقلاب كان واضحا ولا يحتاج إلا لترجمة كلمات معدودات لا يشك احد أن مراسلي "العربية" يعلمون معناها .......... فإن مسألة انحيازها للانقلابيين وابتعادها عن الحياد والنزاهة يبدو واضحا جليا , وهو ما دفع المغردين السعوديين للمطالبة بإغلاق القناة .

 

 

وإذا كانت زلات اللسان تعبر عن حقيقة ما في مكنون صاحبها والقناة التي يتحدث باسمها , فإنها فضحت بوضوح توجهات القناة المتناقضة تماما مع رغبات الشعب السعودي والعربي المسلم عموما , حيث تناول بعض النشطاء مقطعاً لمذيعة "العربية" اللبنانية، "نيكول تنوري" وهي تقول : إن الانقلاب العسكري في تركيا فشل "للأسف"، قبل أن تستدرك وتقول شكراً لله على فشله .

 

 

ليست هذه في الحقيقة هي السقطة الأولى لهذه القناة في خضم ما تمر بأهل السنة ودولها من حملة رافضية لصفونتها برعاية ودعم غربي واضح , وهل يمكن لأحد أن ينسى فلم "حكاية حسن" الذي بثته هذه القناة لتلميع عميل طهران في لبنان "نصر اللات" , في الوقت الذي لم يجف فيه حبر تصنيف المملكة السعودية ودول الخليج "حزب اللات" ضمن قوائم المنظمات الإرهابية .

 

 

لم يجد النشطاء والمغردون في المملكة العربية السعودية ما يعبرون به عن سخطهم واستنكارهم لعدم مهنية وموضوعية "العربية" في تغطية أحداث الانقلاب الفاشل بتركيا خيرا من المطالبة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بإغلاق هذه "القناة" كرد على مخالفتها توجهات المملكة التي عبر قادتها عن تضامنها مع الحكومة المنتخبة بتركيا , وهنأ عاهلها الملك سلمان نظيره أردغان خلال اتصال هاتفي بعودة الأمور إلى نصابها واستباب الأمن والاستقرار في تركيا .

 

 

وقد غرد كثير من السعوديين والمسلمين على وسم #أغلقها_يا_ملك_سلمان على "تويتر" , مؤكدين أن "القناة" لا تمثل توجهات المملكة حكومة وشعبا, وهي في الوقت نفسه محسوبة على المملكة !!

 

 

و تساءل أحد المغردين : إن كانت السعودية ضد الانقلاب العسكري في تركيا فمن تمثل قناة العربية في تأييد الانقلاب ؟!

 

 

وغرد آخر : تدعم الحشد الصفوي في العراق بقيادة عاهر سليماني الذي ذبح اهلنا في العراق وسورية واليمن .. عدو المملكة .... #أوقفها_يا_ملك_سلمان .

 

 

وغرد ثالث : شبكة mbc وقناة العربية وضعت للإفساد وتسفيه الناس و نشر الأكاذيب ، يديرها شيعة و علمانيون كل همهم تفكيف الأمة #أوقفها_يا_ملك_سلمان .

 

 

وقد حاول مدير العربية "تركي الدخيل" الرد على تغريدات النشطاء فقال في تغريدة له : "إن العربية نقلت الأخبار كما وردت على القنوات التركية مثل كل القنوات" , مضيفا : "لم نفرح بالانقلاب، ولا فرحنا بفشله، نحن قناة أخبار، الفرح والحزن ليس وظيفتنا!".

 

 

فرد عليه الداعية السعودي محمد البراك قائلا : "نقول للعربية ما قاله عمرو بن العاص لمسيلمة الكذاب حين قرأ عليه ما زعم أنه أوحي إليه: والله إنك تكذب وتعلم أننا نعلم أنك تكذب".

 

 

كما رد عليه مدير قناة "الجزيرة" ياسر أبو هلالة بشكل غير مباشر، ودون تسميته، بالقول : "ليس صحيحاً أن الإعلام لا يفرح ولا يحزن"، متسائلاً: "هل تغطية استشهاد محمد الدرة مثل هروب بن علي؟".

 

 

فهل ستتم الاستجابة لمطلب السعوديين وعموم المسلمين ؟!