منبج وأخواتها "تباد"... المجرم واحد وإن تعدد
15 شوال 1437
د. زياد الشامي

"منبج تباد" "دوما تباد" " حلب تحترق" "مضايا تموت جوعا" ..........الخ هاشتاغات حاول فيها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي "توتير" تسليط الضوء على حجم الإجرام النصيري الصفوي الروسي الغربي وأزلامهم على مدن وبلدات الثورة السورية , والتعبير عن مدى الوحشية والعدوانية التي وصل إليها أعداء ثورة أهل الشام في محاولة لإجهاضها .

 

 

والحقيقة أن من يعود بذاكرته إلى بدايات هذه الثورة المباركة منذ خمس سنوات ونصف تقريبا , يمكنه أن يدرك بسهولة محاولة أعداء هذه الثورة من الشرق والغرب إخمادها باستخدام سياسة الأرض المحروقة وارتكاب المجازر التي يندى لها جبين البشرية من بشاعتها وشدة إجرامها ..... دون توقف , كما يمكن إدراك أن ما يسمى "داعش" ما هي إلا ذريعة لاستمرار هذه السياسة على يد روسيا والتحالف الدولي الغربي هذه المرة , بعد أن فشل صبيهم النصيري ومليشياته الصفوية في عاصمة الأمويين بإجهاض الثورة بنفس الطريقة والوسيلة .

 

 

نعم ..... كلنا يذكر كيف تعامل النظام النصيري بوحشية منقطعة النظير مع مظاهرات أهل الشام السلمية على مدى أكثر من ستة أشهر , أملا في إخماد الأصوات التي طالبت بعد صمت طويل بكرامتها و استعادة حريتها , ليزداد وحشية وإجراما مع دخول الثورة مرحلة الدفاع عن النفس والمواجهة العسكرية .

 

 

وحين استشعر ملالي قم خطر فشل طاغية الشام في هزيمة الثوار استعانوا بمليشياتهم الذين ارتكبوا من المجازر ما هو أبشع وأفظع من جرائم عميلهم النصيري , وهل يمكن لأحد أن ينسى مجزرة دير بعلبة في حمص عام 2012م التي راح ضحيتها أكثر من 200 شهيد بينهم 21 طفلا و20 امرأة , ناهيك عن كثير من المجازر التي لا يمكن حصرها في هذا التقارير في كل من حلب وريفها و دمشق و ريفها وحمص......

 

 

وحين أضحى انتصار الثورة السورية وسقوط طاغية الشام قاب قوسين أو أدنى بعد الهزائم المتكررة التي ألحقها الثوار بجنود النظام ومليشياته الرافضية , استخدمت روسيا سياسة الأرض المحروقة ضد فصائل المعارضة السورية والمدنيين العزل , وارتكبت من المجازر في معظم المحافظات السورية ما لا يمكن حصر عدد ضحاياه في هذا التقرير.... كل ذلك في سبيل هزيمة الثوار وإجهاض ثورة أهل الشام .

 

 

ولم تكن الولايات المتحدة الأمريكية ومن لف لفها من الدول الغربية أحسن حالا من المجرمين السابقين , فقد تدخلت في الحرب السورية لمنع سقوط عميلها في دمشق بإجرام لا يقل بشاعة و وحشية عن الإجرام النصيري المجوسي الروسي , بل ربما يكون أعظم وأبشع , لكونه يقتل الضحية ويزعم أنه يحميه من الإرهاب !!!

 

 

لقد حشدت صانعة الإرهاب في العالم "أمريكا" الجيوش والقوات للنيل من أهل السنة في كل من سورية والعراق , متسترة بعدو صنعته على عينها يسمى "داعش" , ليكون ذريعة لاستهداف البشر والحجر والشجر في مناطق الثوار وأهل السنة .
واستخدمت في سبيل تحقيق هدفها بإجهاض ثورة الياسمين نفس السلاح الذي استخدمه الآخرون "الأرض المحروقة والمجازر البشعة" , وقد كانت آخر مجازر وجرائم ما يسمى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية مجزرة مروعة في ريف مدينة منبج السورية شرقي حلب .

 

 

معظم ضحايا هذه المجزرة من الأطفال والنساء , وأعدادهم تزداد مع كل ساعة تمر , فبينما أفاد مراسل الجزيرة بالأمس بمقتل 125 مدنيا في غارات للتحالف الدولي على قرية "توخار" التي تؤوي نازحين قرب منبج شرق حلب , أعلن ما يسمى "داعش" مقتل أكثر من 160 بينهم عائلات بأكملها .

 

 

تعيش مدينة منبج في ريف حلب الشرقي على وقع حصار خانق من كل الجهات منذ حوالي شهرين ، ويترافق هذا الحصار مع قصف جوي عنيف من طيران التحالف الدولي الذي يحاول منح قوات ما يسمى "سورية الديمقراطية" تغطية جوية تسهل عليها اقتحام المدينة .

 

 

لم يجد المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها وسيلة للتعبير عن تعاضدهم وتضامنهم مع إخوة لهم في العقيدة غير التغريد على هاشتاغ #منبج_تباد , وهي وسيلة باتت تشكل متنفسا لكثير من المستضعفين من المسلمين في الأرض , الذين لا يملكون إلا الأحرف والكلمات في مواجهة تداعي الأمم على أهل الحق .

 

 

أ . د . ناصر العمر غرد قائلا : إبادة جماعية ! والعالم إما صامت أو مندد بلا أثر ....أين المتباكون على قتلى الغرب؟! والمجللون معالمهم بالأحزان؟! الله المستعان! #منبج_تباد

 

 

الشاعر الإسلامي المعروف الدكتور عبد الرحمن العشماوي غرد بأبيات من الشعر : أين النظام العالمي أما ........ تبدو له في الشَّام أخطارُ؟
أين القوانين التي وضعتْ ......... أوما لهذاالظلم إنكار؟
#منبج_تباد

 

 

وفي تغريدة أخرى قال : #منبج_تباد وصمت العالم يعطي القاتل إشارة خضراء لقتلها وحكومات الغرب التي تدعي الديموقراطية وحماية حقوق الانسان تتعامى ......... اللهم نصرك الذي وعدت .

 

 

الكاتب الأستاذ أمير سعيد غرد : يبدو أن العدوان على شمال سوريا كان مؤقتا مع الانقلاب ،وبرغم فشله ،وتعثر بشار ؛ فإن كامل مشروع الانقلاب الإقليمي مستمر خصوصا بشمال سوريا .

 

 

وعبر صاحب حساب فيصل بن جاسم آل ثاني عن النفاق والازدواجية الغربية قائلا : لن تجد استنكارا غربيا على أن #منبج_تباد , وأن يقتل فيها النساء والأطفال , لأن اَهلها في الضمير الغربي ...... ليسوا بشر ...... الانقلابيون بتركيا فقط يحرص عليهم .

 

 

أما صاحب حساب أبا المنذر فقد غرد عنما ينبغي أن تفعل الدول السنية قائلا : تبريرالمذبحة بإسم داعش أصبح أمراً مقززاً ............... ويجب على الدول المساهمه في محاربة الإرهاب ترتيب أوراقها والضغط دولياً ضد مايحدث للمسلمين . #منبج_تباد

 

 

إن ما ينبغي أن تدركه الدول السنية في المنطقة هو أن : عدوها واحد وإن تعددت صوره وألوانه وشعاراته ....او اختلفت مصالحه ومنافعه وأغراضه , وأنه قد آن الأوان للوحدة ولو بأضعف الإيمان , سواء على مستوى الفصائل المقاتلة في سورية , أو على مستوى الدول الداعمة لها , لمواجهة هذا العدو الواحد الذي لن يوفر دما سنيا إن ظفر به وتمكن .