5 محرم 1438

السؤال

كيف يمكن لي ان اجعل ابني يتخلص من امراض نفسية و ضعف الشخصية في جميع المجالات

أجاب عنها:
د. أحمد فخري

الجواب

أهلا وسهلا بك أختي الكريمة
شيء رائع أن تحافظ الأمّ على ابنها من الأمراض والمتاعب، ولكن بدون خوف مرضي أو حرص زائد عن اللزوم إلاّ وأصبح هذا الخوف مرضيّا يسبّب متاعب كثيرة للأولاد وللمنزل، لذا أحببت أن أنبّهك أن تأخذي حذرك من الخوف على الأبناء إذا أصبح زائدا عن الحدّ فسوف ينقلب إلى الضدّ، لذا أتمنّى لك ولابنك السلامة والخير.
الأخت الفاضلة - من أهمّ الأشياء التي تحافظ على توازن الإنسان هناك مجموعة من الجوانب علينا جميعا اتّباعها للحفاظ على مستوى أفضل لوجوده في حياتنا بفضل الله تعالى، ومن تلك الجوانب:
أوّلا: الجانب الصحّي البدني - أهمّية الاهتمام بالغذاء الصحّي المتوازن البعيد عن الملوّثات، ممارسة الرياضة بشكل منتظم، النوم مبكّرا والاستيقاظ مبكّرا وهناك الجانب الاجتماعي وهو جانب مهمّ للأطفال والكبار، الاندماج واللعب مع من في نفس سنّه واللعب مع الأب والأمّ في الوقت المخصّص لذلك.
وهناك الجانب النفسي وهو الاهتمام بالعطف والحنان دون إفراط أو تفريط، الاستماع للطفل عندما يسأل أو يتحدّث، إعطاء الثقة بالنفس للطفل كعضو داخل الأسرة له دور وكيان، عدم المقارنة بينه وبين الآخرين في أيّ شيء، عدم استخدام العقاب البدني بل العقاب بالحرمان لوقت معيّن، أن نكون للطفل قدوة في السلوك والقول، أن نجلب له الألعاب التي تناسب المرحلة العمريّة الخاصّة به، أن نتحدّث إليه ونحكي له القصص والمواقف والخبرات التي تناسب سنّه، أن نشعره بأهمّيته بالنسبة لنا، أن نطلق له الحرّية والانطلاق ولكن دون الاعتداء على حرّية الآخرين، أن نقرأ عن أحدث أساليب التربية والتعليم التي تناسب الابن ومرحلته العمريّة، أن نحضر المحاضرات والندوات الخاصّة بمجلس الآباء بالمدرسة لنتابع تطوّر الولد التعليمي والنفسي والاجتماعي، أن نجعل الولد يستخدم جميع حواسّه في الاكتشاف والاستطلاع ثمّ نقدّم له خبرتنا ونصيحتنا في النهاية، أن نفكّر معه ولا نفكّر له، أن نتابعه في استذكار دروسه ولا نذاكر له.
وهناك الجانب الروحاني وهو من الجوانب المهمّة التي يتعرّف فيها الابن إلى الله وقدرته في خلقه والجمال من حولنا الذي هو من صنع الخالق سبحانه وتعالى، ونعلّمه المحافظة على أداء العبادات والانتظام في التواصل مع المولى عزّ وجلّ.
وبهذا أختي الفاضلة تكتمل دائرة الصحّة لدى ابنك فيصبح لديه حالة تامّة من الإحساس بالجودة والرفاهيّة في جوانب حياته النفسيّة والصحّية والاجتماعيّة والروحانيّة.
وفّقك الله في تربية ابنك وبارك لك الله فيه، وفي انتظار تواصلك المستمرّ معنا للردّ عن أيّ استشارات وفّقك الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.