ملحمة "ذات الدواليب"
28 شوال 1437
منذر الأسعد

لكي يستوعب القراء الأفاضل من غير السوريين دلالة اسم "ذات الدواليب"، فإن مصطلح "الدولاب" باللهجة السورية هو الاسم الشعبي الدارج لإطار السيارة أو الدراجة النارية والعادية.

 

ومعركة –أو ملحمة- ذات الدواليب أي ذات الإطارات، هو الاسم التلقائي الذي أطلقه السوريون أمس تحديداً، على الهجوم المعاكس الذي شنه المجاهدون فجأةً فقلب محاصرة الطاغية لحلب إلى مشروع محاصرة فلوله في حلب، فضلاً عن هروب عصاباته من أكثر المناطق التي سيطر عليها بفعل الهجمات الوحشية التي اشترك فيها طيران بوتن وطيران بشار، فدمرت 12 مستشفى في أنحاء حلب التي يهيمن عليها الثوار، فلم يبقَ فيها أي مركز يستطيع تقديم أي خدمة طبية للمصابين والجرحى!!

 

وكان حسن زميرة قد احتفل بنفسه قبل يومين بما سماه "نصر حلب الإستراتيجي" وبلغ به جنون الفرح تهديده السعودية زاعماً أن انتصار المجوس الجدد في حلب لن يكتمل إلا ب"تحرير" مكة المكرمة!!

 

إلا أن هجوم الثوار المعاكس لفك الحصار عن إخوتهم في حلب، جعل مرتزقة حزب اللات يفرُّون من ساحة الوغى، وهم يشتمون شركاءهم النصيريين أزلام بشار، وهو يصرخون بيأس: العلويون باعونا يا خيي!!

 

المذهل للطاغية أن بوادر انتصار المجاهدين على انتصاره الوقتي العابر، يأتي في ضوء خللٍ مطلق في موازين القوى ضد الثوار، إذ يحظى نيرون الشام بمساندة ثاني اقوى سلاح طيران في العالم، وتشارك زبانيته قطعان لا تُحصى من الرافضة الذين تجلبهم إيران من كل مكان، بالإضافة إلى خنازير الحرس الثوري الذين نفق كثير منهم في معارك السيطرة على حلب. علماً بأن الغرب كله يؤيد هولاكو العصر استخبارياً ومالياً وكذلك بمنع الثوار من الحصول على أي مضاد للطيران!!

 

هذا مع ملاحظة دخول أمريكا بطيرانها إلى جانب عميلها، وذلك بقتل المدنيين لتفريغ ريف حلب من أهل السنة، وتوطيد دويلة ملاحدة الكرد. وتزامن ذلك كله مع تنظيم انقلاب عسكري ضد أردوغان لمنع ما تبقى من دعم شحيح ولو معنوياً يحظى به الثوار السوريون!

 

في معركة ذات الدواليب رأى الطرفان:المؤمن والكافر، حقيقة: ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، رأوها عياناً بياناً بالعين المجردة واقعاً ملموساً على الأرض.

 

وضجت مواقع التواصل باغتباط السوريين ببشائر النصر غير المتوقع، وأطلقوا تعليقاتهم المتنوعة، ثناء على الله سبحانه ثم تعزيزاً لمعنويات المجاهدين وتقديراً لثبات المدنيين الصامدين، وسخرية بالأحزاب الكافرة التي تلوذ بالفرار من المواجهة الملتهبة على الأرض.

 

ومما جاء فيها:
جيش الفتح: حررنا في 6 ساعات مساحة تعادل مساحة دمشق
=منعوا عنهم مضادات الطيران ففرضوا حظر الطيران بإطارات السيارات
=الأطفال يسهمون في فرض الحظر الجوي بإحراق الدواليب
وتميزت التعليقات الساخرة مثل:
=خبي دواليبك السود لطيران الشبيحة القرود
= الأرض بتتكلم حلبي –مقتبسة بتصرف عن: الأرض بتتكلم عربي".
=وكذلك التعليقات المرفق صورة منها.

 

 

وكان الطاغية عقب سويعات نجاح حصاره لحلب، قد لفق مقاطع زعم فيها أن مقاتلين من الثوار استسلموا لعصاباته ومرتزقة المجوس المساندين له لكن نشطاء الثورة فضحوه لأن المستسلمين المزعومين ليسوا سوى شبيحة مثَّلوا دور الثوار والدليل تغطية وجههم بأقنعة وهو أمر ليس له سابقة ولا يمكن تبريره منطقياً فالثوار يقاتلون بوجوه مكشوفة فلماذا يغطون وجوههم عند استسلامهم؟