حلب تهزم حلف المماتعة حتى في إعلامه!!
7 ذو القعدة 1437
منذر الأسعد

لم تكن هزائم حلف المماتعة في حلب مؤخراً هزائم عسكرية فحسب، وإنما شملت الصاعقة الحقل الإعلامي، فقد أربكت انتصارات المجاهدين المفاجئة حسابات أعضاء المافيا الكبار، واضطرب أداء أبواقهم، ثم بدأ كل منهم يتهم الآخر بالجبن والتقاعس، بالرغم من مكابرتهم وإصرارهم -أول الأمر- على جحود الإذلال الذي لحق بهم، ونفي أي تقدم للثوار على الأرض.

 

التقزيم والتهويل

دأب إعلام حلف القتلة على تقزيم كل إنجاز يحققه المجاهدون، بالرغم من الفارق الشاسع في العدد والعتاد بين الطرفين. فإذا حرر الثوار بلدة "ميدعا" تصبح عند أبواق الشبيحة وشركائهم مجرد قرية هامشية متواضعة، وتغدو الهزيمة النكراء "انسحاباً تكتيكياً"!! فإذا احتلتها عصابات القتلة بدعم جوي روسي وحشي يستخدم أسلحة محظورة دولياً، تتحول القرية فوراً إلى مفصل إستراتيجي حاسم!

وهذا السلوك المضحك نفسه ينتهجه حلف القتلة إزاء هزائمه المتتالية في حلب..

 

كانت قنوات الطاغية وأداته التابعة "سما" ومنار نصر اللات والعالَم المجوسية وروسيا اليوم، تنفي سيطرة المجاهدين على كلية المدفعية وكلية التسليح والكلية الفنية الجوية،بينما يبث المجاهدون مقاطع مباشرة من قلب تلك الحصون الساقطة، يتجولون فيها بحرية، وتتناثر من حولهم جيف القتلة الهالكين.. فيقوم مهرجو العصابات الأسدية بالتصوير في مواقع بعيدة زاعمين أنهم يتحدثون من داخل الكليات المنهارة!!

 

ولم يستيقظ القتلة الذين مردوا على الكذب إلا بعد أن بدأ مؤيدوهم يسخرون منهم على صفحات التواصل الاجتماعي، حتى إن الشبيح التافه فارس الشهابي –عضو ما يسمى: مجلس الشعب- هدد هؤلاء الأذناب بتسليم أسمائهم إلى مخابرات النظام لكي تتخذ اللازم ضدهم وضد عائلاتهم-لا يندهشن أحدٌ من التهديد بتعذيب أهالي الذين يغضب عليهم الطاغية وكلابه فذاك تقليد قديم في مزرعة العائلة الأسدية العميلة!!-.

 

تبادل الاتهامات

كنانة علوش  من أشهر أبواق الطاغية،وسبب شهرتها ساديتها إذ لطالما التقطت صوراً لها مع جثث شهداء الثورة، وأخرى  تتشفى فيها من أطفال قتل الطاغية آباءهم، ونساء شردهن القصف الهمجي..

 

اتهمت  علوش الموالية للنظام السوري، ومراسلة قناة سما التابعة للنظام، ميليشيا حزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس العراقي بالخيانة، لتركهم قوات النظام تقاتل وحدها أمام زحف من وصفتهم بـ«الإرهابيين»، بحسب زعمها!!

 

وأشارت علوش في منشور لها على صفحتها في موقع «فيسبوك» إلى أن الأكاديمية العسكرية لم تطلق طلقة واحدة على «الإرهابيين» الذين شنوا هجوماً على مجمع الكليات في جنوب مدينة حلب.

 

وناشدت كنانة طاغيتها بشار الأسد أن يجد حلاً لمّا تتعرض له مدينة حلب، من سقوط للأحياء والمواقع بيد المعارضة السورية، مؤكدةً أن الكذب على الأهالي والمدنيين لم يعد ينفع.

 

في خط مُوَازٍ،تسربت مكالمات بين قتلة من حزب اللات  يتهمون فيها جنود بشار والإيرانيين والرافضة الأفغان والعراقيين بالجبن والفرار، وأن هؤلاء تركوا أوغاد حسن زميرة وحدهم تحت رحمة هجوم المجاهدين القاسي والمباغت!! (http://janoubia.com/2016/08/07/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D8%AB%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%84%D9%8A%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87/)

 

وتظهر هذه التسجيلات أحد العناصر وهو يتحدث عن صعوبة المعارك وعن الحصار وعن تخلي الجميع عنهم وعن انهيار معنويات الجيش الأسدي، واللافت في خلاصة التسجيلين أن "الأبطال" في حلب هم "حزب الله" أما بقية الحلفاء بمن فيهم الإيرانيون فهم جبناء ولا يقاتلون عن قناعة!

 

تغليف الهزيمة

بعد الإقرار اضطراراً بالهزيمة، تبدأ مهزلة تمريرها، على الطريقة النمطية التي أتقنها النظام النصيري، منذ أن باع المقبور حافظ الجولان للصهاينة سنة 1967م وسمى تلك الهزيمة المخزية: نكسة!!

 

أحد أذيال العصابة أراد التهوين من منجزات المجاهدين فقال: تلك الكليات معاهد تعليمية وليست ثكنات عسكرية!! وسخر منه أتباع الطاغية قبل أعدائه، فالمدارس والجامعات في المزرعة الأسدية تحولت معسكرات ومعتقلات منذ انطلاق الثورة ربيع سنة 2011م، فكيف بتجمع كليات عسكرية ضخمة تضم آلاف الجنود ومئات الضباط؟ ثم ازدادت السخرية مع تدفق المقاطع الموثقة بالصوت والصورة،والتي بثها المجاهدون ويتبين منها حجم العتاد العسكري الهائل الذي تركه القتلة الهاربون!!

 

وبين هذا وذاك،أعاد الناشطون الثوريون نشر أحاديث سابقة لمديري تلك الكليات  يتشدقون فيها عن منعتها وضخامة ما فيها من أسلحة وذخائر وعساكر!!

 

وأما نكتة الموسم حقاً، فأطلقها شبيح رخيص يسمي نفسه: الشيخ أحمد شلاش – وهو يؤله طاغيته بشار ويعلن كفره بالله بصفاقة- فقد نشر تغريدة سارت بها الركبان، ليس لجودتها أو طرافتها، وإنما لتدني المستوى العقلي لصاحبها.. قال-فُضَّ فوه وعاش مُبْغِضوه-: إن الكليات العسكرية في العالم سوف  تُّدَرِّس "الانسحاب المـُنَظَّم" المدهش الذي نفذه " الجيش العربي السوري" في حلب!