الهجمة على الحجاب
14 ذو القعدة 1437
خالد مصطفى

هجمة شرسة يتعرض لها الحجاب الإسلامي هذه الأيام ليس فقط في الدول الغربية ولكن داخل البلاد الإسلامية من قبل جماعات متغربة وعلمانيين ومعادين للتيار الإسلامي..

 

وقد وصل الامر ببعضهم لجحود فرضية الحجاب بشكل علني عبر قنوات تلفزيونية رسمية وغير رسمية دون أن توجه لهم تهمة واحدة أو يقدموا للمحاكمة بل إن بعضهم يعتبر ذلك نوعا من الاستنارة وتجديد الخطاب الديني ويصف الحجاب والداعين إليه بالمتخلفين والرجعيين!..وقد استفحل الأمر حين دعا أحد الكتاب "المتفرنسين" لمظاهرة مليونية من أجل خلع الحجاب الذي وصفه بأنه يدعو للتطرف و"الإرهاب" واستقبل هذا الكاتب بالترحاب في العديد من أجهزة الإعلام الحكومية وغير الحكومية لشرح أسباب دعوته...

 

إن الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الحجاب الإسلامي في الدول الأوروبية وأمريكا مؤخرا جاء في جزء منه كصدى للهجوم عليه من بعض المنتسبين للإسلام أنفسهم والذين منحوا الغرب كافة المبررات التي يحتاجها من أجل الطعن في الحجاب ولسان حالهم يقول: فما دام أهله فيهم من يطعن فيه بهذا الشكل فلماذا نصمت إذن؟!...الحجاب الإسلامي موجود منذ أكثر من 1400 سنة وكان المسلمون يسودون العالم بحضارتهم مع التزام نسائهم بالحجاب بشكل أفضل بكثير مما هو حاصل الآن فكيف يأتي هؤلاء الجهلاء ويعتبرونه سببا في تأخر المسلمين!..

 

كيف يكون تغطية المرأة لمفاتنها عن الرجال الاجانب سببا في التأخر الثقافي والحضاري؟! بل على العكس تماما فقد اعترف مفكرون غربيون أن خروج المرأة للعمل واختلاطها بالرجال بملابس لافتة للنظر يؤدي لصرف انتباه الرجال عن العمل ويعرض النساء للتحرش بشكل واسع وسردوا إحصائيات وأرقاما تؤكد هذه النظرية...

 

أضف إلى ذلك انتشار الميوعة والتحلل الأخلاقي الذي تعاني منه كافة المجتمعات الغربية بسبب تبرج المرأة وخروجها بملابس كاشفة إلى الشوارع وهو ما أدى إلى دعوات واسعة في هذه المجتمعات إلى ضرورة الامتناع عن المبالغة في هذه الأمور لأسباب دنيوية بحتة حيث إن الدين عندهم أصبح على الهامش منذ عشرات السنين..المدقق في الأمر يجد أن المسلمين لم يتخلفوا عن ركب الحضارة والثقافة والقوة إلا بعد أن خرجت نساءهم متبرجات وقلدن الغرب وتخلين عن الالتزام الديني وما تبع ذلك من التخلي عن تطبيق الشريعة في مجالات عدة بالمجتمع وهو ما أدى إلى الأزمات المتتالية التي تعيشها معظم البلدان الإسلامية حاليا..المشكلة أن الغرب الذي يزعم الحرية واحترام الآخر أصبح بضطهد المحجبات بشكل سافر ويضيق عليهن في العمل والدراسة وأصبح يشتبه فيهن بشكل تعسفي ويلقي القبض عليهن أو على الأقل يطردهن من الطائرات والقطارات والحافلات بدعوى الخوف من إقدامهن على شن هجمات!..

 

إن الغرب له بيننا من يدافعون عنه بالباطل بينما قلما تجد في الغرب من يدافع عن هؤلاء المسلمات بالحق لذا فإن حقوق المسلمات المحجبات يتم انتهاكها بشكل يومي دون أن يتمكن من الحصول على حقوقهن في حين لو أن امرأة شبه عارية تسير في شوارع بعض الدول الإسلامية ستجد الحماية الكافية  من الحكومة وإذا تعرضت لأي حادث ستجد جحافل من الكتاب والحقوقيين للدفاع عن حقها في التعري! فهل أصبح حق التعري في هذا العالم أكثر قداسة من الستر الذي أمرنا الله به؟!..