15 ذو القعدة 1437

السؤال

ذكر ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين أن الكفر الأكبر خمسة أنواع؛ كفر تكذيب، وكفر استكبار، وكفر إعراض، وكفر شك، وكفر نفاق، ثم تكلم في فصل مستقل على كفر الجحود مع أنه لم يعده في ضمن أنواع الكفر الأكبر، فما توجيه ذلك؟ بارك الله في علمك.

أجاب عنها:
عبد الرحمن البراك

الجواب

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، أما بعد؛ فأقول:
إن كفر الجحود هو ضرب من كفر التكذيب، فالتكذيب يكون ظاهرا وباطنا، وتارة يكون باطنا لا ظاهرا، وهو كفر الجحود، كما قال تعالى: (فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ) أي: في بواطنهم (وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ)، وكقوله عن فرعون: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)، ولعل ابن القيم أفرد كفر الجحود بالذكر والبيان لأنه أغلظ نوعي التكذيب، مع العلم بأن ما ذكره من أنواع الكفر الخمسة بينها تلازم؛ فإن كفر الجحود هو من كفر الإباء والاستكبار، كما يشير إليه قوله تعالى في فرعون وقومه: (ظُلْمًا وَعُلُوًّا)، وقال تعالى: (وَلَقَدْ جَاءهُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ)، هذا وبعد مراجعة كلام ابن القيم تبين أنه أفرد كفر الجحود لحاجته إلى التفصيل؛ لأنه نوعان: عام وخاص، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أملاه: عبد الرحمن بن ناصر البراك في الثاني عشر من ذي القعدة 1437هـ.