مؤتمر الشيشان محاولة للفهم
26 ذو القعدة 1437
د. عوض القرني

هو حلقة في سلسلة طويلة من الخطوات تكيف في كل بلد أو حدث بما يناسبه ويصلح له و ينسجم مع معطياته الدينية والمذهبية والفكرية والسياسية لتسهم هذه الأحداث والأعمال في النهاية في تحقيق أهداف محددة ومخطط لها بدقة متناهية وإن اختلفت أزمنتها وتباعدت أمكنتها وتباينت الجهات المنفذة لها و تتمثل تلك الأهداف في عدة أمور من أهمها:

 

 

١- تمزيق المسلمين وإشعال نار العداوات بينهم بأي صورة وعلى أي مستوى وفتح مزيد من جبهات الصراع بينهم.

 

 

٢- تشويه صورة الإسلام السني النقي من البدعة والواعي السليم من الغفلة والفوضى والحر النابذ للتبعية لقوى الشر.

٣- إقصاء وإبعاد ومحاصرة وإسكات وتشويه العلماء والتيارات التي لا يمكن دمجها في هذا المشروع الشيطاني والتي تستعصي على التدجين والتهجين والتوظيف والإنصياع وقد يستخدم بعضهم ضد بعض فإذا أدوا ذلك بنجاح التفت إليهم المخطط الرئسي فألحقهم بسابقيهم.

 

 

 

٤-التمكين لقوى الخرافة والضلال من صفوية حاقدة وصوفية جاهلة و متسلفة غالية قاتلة وجامية مرجيئة أجيرة لتمثل بعداً دينياً متعدد الأشكال والوظائف للأمة يشغلها ويضلها ويجعلها مطية سهلة للغرب ومصدراً دائما لموارده وسوقاً استهلاكياً لمنتجاته.

٥- تسليم زمام أمور الأمة في النهاية لمجموعات علمانية تغريبية تخدم المشروع الصهيوني والإستعماري وتحميه في المنطقة.

 

 

 

والمحصلة النهائية أن الهدف النهائي لهذا المشروع الكبير هو:
- تغييب الدين الصحيح سواءً كان مفاهيماً أوعلماءً أو تياراتٍ وجماعات.
-تمزيق الأمة وتدمير مقدراتها وتيئيس شعوبها

 

 

وفي تقديري أن كثيراً من خيار نخب الأمة متغيبون أو مغيبون عن إدراك هذه الحقائق ومن يعيها منهم فهو عاجز عن فعل شيء أويائس من جدوى فعل شيء ومن أخطر محاولة المواجهة لهذا المشروع العالمي الكبير هو التعامل مع أحداثها كجزر معزولة وحلقة مقطوعة من سلسلة طويلة ويحسن في هذا المقام

 

 

 

أن نقول لمن استيقظ متأخراً:
"الصيف ضيعتي اللبن"
و لعله يحسن أيضاً أن نقول:
لمن ينتظر توفيق الله ونصره لمن يريد غسل النجاسة بالبول أو إقامة الحق بتأييده للمجرمين وحربه للصالحين لقد غفلت أو تغافلت عن سَنَن الله ونذكره بقول الله سبحانه وتعالى:
{ إن الله لا يصلح عمل المفسدين }

 

 

ولعلنا في ظل هذا التداعي الشرس على أهل السنة وفي القلب منهم المملكة نعيد النظر في قرار إغلاق أقوى مؤسستين كانت تعمل لنا في الساحة العالمية وهما الندوة العالمية وهيئة الإغاثة ثم الهيئات العالمية المتعددة في الرابطة و التي قد أغلقت جميعها في العام الماضي عدا المقر الرئسي للبعض منها مع سحب أكثر صلاحياته

 

 

وبخاصة أن المعلومات تؤكد أن إيران قد سارعت ومعها الأزهر بتوجهه الواضح لحرب ما يسميه الوهابية للإستحواذ على الفراغ الذي تركته هذه المؤسسات الرائدة في أسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا