حكومة بغداد أم حكومة المليشيات؟!
27 ذو القعدة 1437
خالد مصطفى

اتخذت الحكومة العراقية التي يترأسها حيدر العبادي موقفا عجيبا من السفير السعودي لديها إذ طالبت باستبداله بحجة تدخله في شؤون البلاد الداخلية!..

 

الحكومة العراقية تجاهلت تهديدا خطيرا تم توجيهه للسفير السعودي في بغداد قبل وقت قصير من مطالبتها باستبداله عندما توعد زعيم إحدى المليشيات الشيعية التابعة للجيش العراقي السفير السعودي علنا وبالصوت والصورة, بالقتل واعتبر أن القيام بذلك يعد شرفا! وهو ما يخالف كل الأعراف الدبلوماسية والعلاقات بين الدول...لم تكلف الحكومة العراقية نفسها أن تدين تصريحات الزعيم الشيعي الموالي لها ولإيران ولا أن تصدر مذكرة توقيف باسمه وتقدمه للمحكمة بتهمة تهديد سفير دولة عربية مجاورة وهي جريمة كبرى في أس بلد يحترم القانون ولكن لأن المليشيات التابعة لإيران أصبحت أقوى من الحكومة في بغداد فقد فضلت إبعاد السفير تحت ذرائع واهية...

 

حكومة بغداد لم تتجاهل التهديد فحسب بل إنها تجاهلت الكشف عن مخطط فعلي لمليشيات شيعية يهدف إلى اغتيال السفير السعودي في العراق ثامر السبهان...وكانت صحيفة الشرق الأوسط قد نشرت تفاصيل المخطط وأوضحت أن هناك مخططا بتدبير إيراني يجري من ثلاثة محاور لعملية اغتيال السبهان، وذلك باستهداف سيارته المصفحة عبر صواريخ آر بي جي 7...

 

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني عراقي معلومات تتعلق بمحاولات اغتيال السفير السبهان، من قبل ميليشيا كتائب خراسان الموالية لإيران وأكد المسؤول أنه تم القبض على عدد من المتورطين في المحاولة ولكنه تم  إطلاق سراحهم بحجة عدم توفر الأدلة الكافية!..

 

هذه المعلومات الخطيرة لم تجد الاهتمام الكافي من حكومة بغداد وما أثار اهتمامها فقط هو تصريحات السفير التي ينتقد فيها التدخل اللإيراني في الشأن العراقي وفي شؤون المنطقة وممارسات مليشياتها ضد السنة في شمال العراق.. حكومة بغداد تناقض نفسها عندما تعتبر السبهان يتدخل في شأنها الداخلي بينما لا ترى أن دعم إيران لمليشيات شيعية انضمت رسميا للجيش الحكومي لا يعد تدخلا خارجيا!..

 

كما أنها تستغفل شعبها الذي يعلم جيدا أن العبادي ما كان ليأتي على راس الحكومة بعد المالكي إلا بموافقة طهران بل هي تتجاهل الهتافات التي صدرت من متظاهرين شيعة ضد إيران بسبب دعمها لوزراء ومسؤولين متهمين بالفساد في العراق..إن حكومة بغداد فضلت أن تخفي رأسها في الرمال كالنعامة دون أن تواجه حقيقة الأزمات التي تواجهها والتي تتركز في عدم استقلاليتها وطائفيتها واختراقها من المليشيات الممولة من إيران والتي أشعلت النيران في البلاد بسبب جرائمها ضد أهل السنة..المطالبة بإبعاد السبهان أثارت عاصفة على مواقع التواصل الاجتماعي حيث تضامن سعوديون مع السفير ثامر السبهان، وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، هاشتاغ  #كلنا_ثامر_السبهان، وتصدر المرتبة الثالثة في قائمة أكثر الأوسمة تداولاً في المملكة العربية السعودية...

 

وشارك في تداول الهاشتاغ شخصيات سعودية معروفة وأخرى خليجية أكدت على صحة موقف السبهان وأيدته في تصريحاته وادانت الموقف العراقي الموالي لإيران...

 

إن العراق بعد الغزو الأمريكي تم تسليمه لعناصر طائفية موالية لطهران عن عمد  من أمريكا من أجل إشعال المنطقة بالخلافات والحروب ولتجد واشنطن لنفسها قدما دائمة في المنطقة تنفذ من خلالها مخططاتها وتتحكم في ثرواتها.