الشام والعراق واليمن وليبيا تطالب بمحاكمة الأمم المتحدة كمجرم حرب
30 محرم 1438
دـ أحمد موفق زيدان

هذا عنوان يعكس خبيئة النفوس في هذه الدول الأربع على الأقل ومن قبلهم فلسطين الحبيبة، لم تدع هذه المنظمة التي تسمّت زوراً وبهتاناً بالأممية جريمة ونقيصة إلا وارتكبتها بحق هذه الشعوب، وإن كان ثمة مجرم حرب حقيقي ينبغي أن يحاسب على حماية القتلة الأجراء من فلسطين إلى الشام والعراق واليمن وليبيا لكان على رأس هؤلاء الحماة القتلة، الأمم المتحدة ممثلة بأمنائها العامين و وسطائها الدوليين..

 

لم يستح الوسيط الدولي في سوريا ديميستورا وهو يتباكى على ما قال إن أعداداً كبيرة من الأطفال قد قتلوا في حلب بقصف صاروخي عشوائي للمعارضة السورية المسلحة، وأنه شعر بالصدمة والذهول، أما 1500 طفل شامي قضوا بالكيماوي في الغوطة فهؤلاء لا يستحقون تعليقاً من الوسيط الدولي، وقتل الأطفال تحت المشافي والمدارس بطائرات طيران الاحتلال الروسي فهذا مرحب به من قبل المنظمة الدولية، و تدمير سوريا وقتل أكثر من مليون وتشريد 11 مليون فيتطلب عن الوسيط الدولي التفاوض مع القتلة وإبقائهم يمارسون هواية قتلهم وإفنائهم للشعب السوري، لم يستح الوسيط الدولي وهو يرى تداعي كل أوباش وحثالات الأرض إلى الشام لقتل أهلها والفتك بهم، بينما يلوذ بالصمت، كل هذا يدعو الأمم المتحدة إلى أن تكافأ المحتل والمحتلين والدليل طيران ديميستورا إلى موسكو وطهران لتلبية مطالبهما..

 

لم يستح الوسيط الدولي من كل التقارير الغربية التي كشفت عن توظيف المنظمة الدولية لأقارب وأصدقاء طاغية الشام في منظماتها الإغاثية ولم يستح أيضاً من التقارير التي تحدثت عن الفساد الرهيب للمنظمة الدولية في المناطق المحاصرة ومنحها المساعدات والرشا لزوجة طاغية الشام وأقاربها، ولم يستح الوسيط الدولي من الصمت على قصف حلب بالكيماوي وبالقنابل الارتجاجية وغيرها من القنابل الروسية المجرمة، ولم يستح من صمته على تهديد الحشد الشعبي العراقي بنقل المعركة إلى الرقة وحلب، ولم يستح من كل الأمراض التي تفتك بالمحاصرين الجوعى في المناطق المحاصرة، ولم يستح من قيامه بدور الراعي لتهجير واقتلاع الأهالي من المناطق المحاصرة استجابة للعصابة الطائفية، ولم يستح وهو يطالب أهل حلب ومسلحيها المدافعين عن شرف سوريا بمغادرة حلب لتدخل العصابات الطائفية المجرمة الأجنبية إلى ساحاتها فتفتك بهم كما حصل في مجزرة الحولة وبانياس وغيرها والتي التزمت المنظمة الدولية الصمت كعادتها ..

 

أما الوسيط الدولي في اليمن فذاك شأن آخر الذي مهد لدخول الحوثي المتمرد إلى صنعاء، والآن يقدم خطة ملغومة للرئيس اليمني يطالبها فيها بالتخلي عن السلطة لاحقاً وينقلب بذلك على كل قرارات المنظمة الدولية ذات الصلة، وينقلب على الشرعية اليمنية، وينقلب أيضاً على المبادرة الخليجية، كل ذلك لإرضاء القتلة من الحوثيين ومن خلفهم روسيا وإخوانهم يمدونهم بالإجرام العالم الغربي وأميركا تحديداً..

 

في ليبيا تلك قصة أخرى عن فساد المنظمة الدولية والتي أصبح مبعوثوها دمية بأيدي دول صغيرة، بل ويقوم الوسيط الدولي بالانقلاب على شرعية حكومة لفرض انقلابي مثل حفتر، ومثله في العراق الذي شهد تواطؤاً غربيا وأممياً غير مسبوق في التنكيل بأهله ودعم الاحتلال ودعم المليشيات المجرمة الخارجة عن التاريخ والجغرافيا..

 

سيأتي اليوم الذي تُحاكم فيه هذه المنظمة كأكبر مجرم حرب وعلى رأسهم أمناؤها العامون ووسطاؤها الدوليون...