هل رسخت إيران أقدامها في لبنان؟
1 صفر 1438
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

كما كان متوقعا فقد فاز الجنرال ميشال عون قائد الجيش الأسبق وأحد أهم حلفاء تنظيم "حزب الله الشيعي" وإيران, بالرئاسة اللبنانية بعد عدة جولات من التصويت في البرلمان..

 

وقد فشل عون في الحصول على ثلثي الأصوات إلا أنه نجح في الحصول على الأغلبية التي أتاحت له سد الفراغ الرئاسي في البلاد الذي دام حوالي سنتين ونصف...

 

انتخاب عون لا يكشف كما يرى البعض عن حالة توافق في لبنان بقدر ما يكشف عن حالة من عدم وضوح الرؤية والاستضعاف عند فريق وتنفيذ فريق آخر لكل أهدافه بالقوة والترهيب وهو ما يحاول اللبنانيون تجاوزه بفرحة تصدرتها القوى الفائزة في معركة الرئاسة بأعلامها الصفراء والبرتقالية التي تعبر عن تنظيم حزب الله والتيار الوطني الحر الذي يتزعمه ميشال عون, بينما حاول الفريق الآخر إخفاء لوعته بفرحة يشوبها الكثير من القلق والحذر..

 

القنوات اللبنانبة المناهضة لعون احتفلت أيضا بحجة أن وجود رئيس في قصر بعبدا هو انتصار للبنانيين مهما كان وضعه! ولكنها لم تخف قلقها بجدية حينا وبسخرية حينا آخر وسط حالة من الخوف تسيطر على الفريق المناوئ لحزب الله منذ سنوات طويلة حيث يمتنع الكثير من المعلقين والمحللين من توجيه انتقادات حادة للحزب وممارساته داخل وخارج لبنان وهو ما يؤكد ان عصا الحزب الغليظة هي التي أجبرت الفريق الآخر على التوافق على عون..

 

الحجج التي ساقها فريق 14 آذار المعارض لإيران ولنظام الأسد, بشأن ترشيح عون للرئاسة واهية بشدة حتى أنها لم تقنع الكثير من أنصار هذا الفريق وهو ما اتضح في التصويت بالبرلمان حيث رفض أكثر من 40 نائبا منح أصواتهم لعون وهو عدد كبير حيث يبلغ إجمالي عدد النواب 128 ..

 

يرى الكثيرون في لبنان ـ رغم الفرحة التي تكسو البلاد ـ أن وصول عون إلى الرئاسة هو ترسيخ لأقدام إيران في البلاد وتوريط لها في المستنقع السوري حيث لن يستطيع عون الوقوف أمام جموح حلفائه من حزب الله الذين قادوه للقصر الرئاسي ومن هؤلاء بعض السياسيين البارزين وعلى رأسهم الوزير السابق أشرف ريفي الذي أكد رفضه وصول ميشال عون إلى سدة الرئاسة في البلاد، واصفا الأخير بـ" مرشح الوصاية الإيرانية".

 

وأعلن ريفي خلال وقفة احتجاجية في مدينة طرابلس شمالي لبنان "المقاومة السلمية" في وجه الوصاية الإيرانية على لبنان... وتابع :" إما أن نعود للمرحلة التي سبقت اغتيال رفيق الحريري مع إميل لحود آخر مرشح وصاية السلاح الإيراني أو ننتصر ونقف وقفة عز كما فعلنا بعد اغتياله"...

 

وأضاف ريفي: "من ينتخب العماد عون أو أي مرشح للوصاية الإيرانية والأسدية إنما يغتال الشهداء مرة ثانية"...‏وكانت قد رفعت في مدينة طرابلس ذات الأغلبية السنية شعارات مناوئة لوصول عون، ورافضة للوصاية الايرانية والاستسلام لقوى الامر الواقع...ما يكشف عن خطورة الوضع أول تعليق إيراني على فوز عون بالرئاسة حيث أكد مستشار المرشد علي خامنئي أن وصول عون للقصر الرئاسي هو انتصار لحزب الله وزعيمه حسن نصر الله, كما عمت الفرحة المليشيات الموالية لإيران في المنطقة وعلى رأسها المليشيات الحوثية في اليمن....

 

وصول عون للرئاسة في لبناني يأتي في ظل تمدد إيراني واضح وتبجح أكثر وضوحا فهذا  نائب الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي يهدد أن بلاده لا تعترف بالحدود في تعقب معارضيها وأن قوات ما تسمى بـ "مدافعي الحرم" ستقوم بتدميرهم في أي مكان في العالم.. وأضاف مخاطبا حشدا من قواته "أنتم ترون كيف توسعت حدودنا وتخطت الحدود الإيرانية لتصل إلى البحر الأحمر وشرق البحر الأبيض المتوسط.."..

 

عون بعد التصويت أدلى بتصريحات عن العمل على تقوية لبنان والجيش اللبناني وحماية أمن البلاد إلا أنه لم يكشف عن موقفه مما يجري في سوريا وكيف سيوجه دفة الأمور في هذه القضية الشائكة والمؤثرة بشدة على الوضع الداخلي وهو ما ستكشفه الأيام القادمة..