28 ربيع الثاني 1438

السؤال

طفلتي في الروضة تمهيدي، وداومت في الأسبوع الأول بكل فرح لأنني كنت معها، لكن في الأسبوع الثاني تم نقلي لصف آخر ورفضت المديرة نقل ابنتي معي، والآن أصبحت بعد ساعة من بداية اليوم تشتكي لمعلمتها أن بطنها تؤِلمها حتى تأتى لصفي، غير أنها أصبحت تنطوي في المنزل بمجرد ذكر الروضة، هل ألزمها بالبقاء في صفها أم ألزم المديرة بنقلها لصفي؟

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

مشكلة كبيرة يعانى منها أطفال كثيرون عند دخولهم للروضة، فبالأمس كانت طفلتك معك ليل نهار واليوم وجدت نفسها فجأة وحدها، شعرت بالوحدة والخوف، فبدأت تكره هذا المكان ولا تريد ذكر اسمه لأنها لا تتذكر فيه إلا الوحدة والوحشة!

 

كثير من الأمهات اللائي يخرجن للعمل يجدن عقبة في ترك أطفالهن الصغار بالبيت وحدهن، وللتخلص من هذه المشكلة يلجأن للروضة أو الحضانة، فيدخلن الطفل الروضة بسن صغير لا يستطيع تحمل أن يترك بمكان بعيد عن أمه مع نساء غريبات، فيظل يصرخ ويبكى كثيراً دون جدوى ولا تستطع المعلمات أن يعوضنه فراق أمه وبُعدها هذا الوقت، فيترك هذا الأمر تعباً نفسياً شديداً داخله، تظن الأم أن الأمر سينتهي بسرعة لكن أحياناً قد يطول.

 

في بعض الروضات تفهم تربوي لهذا الموقف لدى الطفل، فيوجد مكان بالروضة مجهز بألعاب تشغل الطفل عن أي أفكار، وتخرجه من دائرة الوحشة مما تجعل الطفل سعيداً بذهابه للروضة مشتاقاً لها حتى أن بعض الأطفال يتعلقون بها..

 

أيضاً مما يوطد العلاقة بين الطفل والروضة طبيعة المعلمة، فلابد أن تتصف بالبشاشة والرفق والحكمة مع الخبرة في التعامل مع السن الصغير، مراعية عدم الصراخ في وجه الأطفال؛ لأن صراخها يولد الفزع والخوف داخلهم منها فيكرهون الذهاب للروضة بسبب معلمتهم.

 

ويمكن للأم أن تتفق مع المعلمة على إقامة بعض الاحتفالات الترفيهية للأطفال ترتكز بالأساس على ألعاب المجهود والخلطة مع زملائه..

 

مع مراعاة تقديم الهدايا الصغيرة والجوائز دعماً للأطفال وتشجيعاً لهم، مع مراعاة عدم تفضيل طفل عن بقية الأطفال أي العدل في المعاملة، فالهدية تولد الحب وتقوي الروابط بين الأطفال أنفسهم وبينهم وبين المعلمة وأيضا تجذب الطفل للذهاب للروضة.

 

أيضاً اختيار صديقات لطيفات للطفلة وتوطيد العلاقة بينهم خطوة مهمة حتى يكون هناك حافز لها للذهاب وتتكون عندها لهفة للقاء صديقاتها.

 

يمكن للمعلمة أن تقوم كل يوم بحكاية قصة طريفة خاصة في الفترة الأولى للروضة، مما يشد ويجذب الطفل إلى الاستمرارية برغبة وحب داخلي منه.

 

يمكن استخدام الوسائل الحديثة في جذب الطفل للروضة، كعروض الكرتون وغيره من البرامج الهادفة، مما يسعد جداً الأطفال ويفرحهم، بشرط ألا تكون كثيرة أو مستغرقة للأوقات بل مؤقتة وعابرة..

 

أما الأم التي ترغب دخول طفلها الروضة عليها قبل الدخول أن تروض طفلها تدريجيا على الحياة الاجتماعية، أي تجعله يلعب مع أطفال من سنه من الأقارب أو اصطحابه للأماكن الاجتماعية ليندمج مع الأطفال فلا يجد رهبة عند دخوله للروضة.

 

أما إن وجدته يرفض بشدة الذهاب فلا تضغط عليه تتركه بعض الأسابيع ليرتاح نفسيا ثم تأخذه بالتدريج، أو تسعى لتغير الروضة لروضة أفضل منها، بها إمكانيات تدخل على الطفل السعادة وعدم الضيق، وبالعموم فأستطيع أن أقول أنه: بالحنان والرفق مع الطفل سنصل به إلى كل ما نحب ونريد.