صدمة ترامب التي هزت العالم
11 صفر 1438
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

بعد أن كانت جميع استطلاعات الرأي في أمريكا تؤكد فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بالرئاسة فاجأ رجل الأعمال العنصري صاحب الفضائح غير المسبوقة في تاريخ الانتخابات الأمريكية دونالد ترامب العالم بالفوز بالرئاسة, حيث عمت الصدمة مختلف أرجاء الكرة الارضية..قد يعتقد البعض أن المسلمين فقط هم من تعرضوا لهذه الصدمة المذهلة ولكن الحقيقة أن الصدمة كانت أبلغ وأوسع من ذلك بكثير فقد خرج الآلاف في أمريكا في مظاهرات احتجاجا على هذا الفوز المثير وأطلقت الشرطة الأعيرة المطاطية لتفريقهم واعتقلت العشرات منهم وظهر المئات من الأمريكيين البيض على شاشات التلفزيونات وهم يبكون وفي حالة من الحزن والفزع..

 

بل وصل الأمر لبحث الكثيرين منهم على فرصة للهجرة لكندا حتى أن موقع الهجرة الكندي تعرض للانهيار عقب إعلان فوز ترامب بالرئاسة كما حدث ارتفاع قياسي بعدد المتصلين بخط منع الانتحار في أمريكا بيبة الانتخابات بعد ظهور بوادر فوز ترامب, في نفس الوقت دخل عدد كبير من الأمريكيين على جوجل للبحث عن طريقة قانونية لإزاحة ترامب من منصبه الجديد.. ولخصت كاتبة أمريكية حالة الملايين في أمريكا عندما قالت : إنها كانت تجلس "ليلة الانتخابات الأمريكية مع أمها البالغة من العمر 68 عاما، وابنتها البالغة من العمر 6 سنوات، وكانت تتوقع أن تشهد انتخاب أول رئيسة للولايات المتحدة، ووعدت ابنتها بأن بإمكانها السهر لأي وقت تريد؛ لأنها رغبت بالمشاهدة، لكنها نامت على الأريكة.

 

وقالت جيسيكا فالينتي: "كان علي هذا الصباح أن أخبر ابنتي أن هيلاري كلينتون خسرت الانتخابات، وأنه لن تكون هناك رئيسة لأمريكا، والأكثر صعوبة من ذلك أن أخبرها أن دونالد ترامب فاز في الانتخابات، الرجل الذي تعرف أنه بلطجي، والذي يقول أشياء سيئة عن النساء والمعوقين والمهاجرين، الرجل الذي يتبجح بإيذاء الناس وتفريق العائلات سيقود هذه الأمة. أمس تحطم قلبي لأجل بلدي، واليوم يتحطم لأجل ابنتي"..الصدمة لم تقتصر على الداخل بل إن الخارج وخصوصا من يرتبطون بعلاقات تاريخية مع أمريكا مثل الأوروبيين أصيبوا بحالة من الهلع فقد وصف زيجمار جابرييل نائب المستشارة الألمانية فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية بأنه تحذير لألمانيا وأوروبا داعيا صناع السياسة للاستماع بدرجة أكبر إلى مخاوف الناس... وقال جابرييل "إن ترامب هو رائد الحركة الاستبدادية والشوفينية الدولية الجديدة."
وأضاف "بلادنا وأوروبا عليها أن تتغير إذا أرادت مواجهة الحركة الدولية الاستبدادية"...

 

بينما قالت وزيرة الدفاع الألمانية “أورسولا فون دير ليين”، إن فوز المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب لم يكن متوقعاً بل يمثل “صدمة كبرى”. وأضافت: “أعتقد أن ترامب يعلم أن ذلك لم يكن تصويتاً له بل كان تصويتاً ضد واشنطن، ضد مؤسسة الإدارة الأمريكية”...من جانبه، قال وزير العدل الألماني هيكو ماس إن العالم سيزداد جنوناً بعد فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة...

 

ووصفت صحيفة "الغارديان" البريطانية في افتتاحيتها انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة بالزلزال السياسي، مشيرة إلى أن لفوز ترامب صدى مقلقا..

 

وأضافت: إن "غير الوارد، يبقى غير وارد حتى يقع، فبعدها، كما كان الحال بالنسبة لاحتلال روما، يصبح الأمر حتمية تاريخية، وهو الحال ذاته بالنسبة للزلزال السياسي الذي وقع بانتخاب ترامب رئيسا قادما للولايات المتحدة، وإن صدق في وعوده خلال الحملة، التي كانت كثيرة ومتهورة، فإن أمريكا ستكون في طريقها إلى عكس التوجهات الاقتصادية والسياسية منذ (الصفقة الجديدة) في ثلاثينيات القرن الماضي، لكن بهدف وأثر معاكسين، ويوقف السرد حول أمريكا المعاصرة والقرن الحادي والعشرين، بالإضافة إلى أنها إشارة إلى تمزق زلزالي للنظام الاقتصادي والسياسي الليبرالي العالمي، الذي تقوده أمريكا، والذي بدا وكأنه السائد في القرن الحادي والعشرين بعد انهيار الشيوعية وصعود اقتصاد الصين بشكل كبير"...أما الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك، فقد قلل من أثر فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية، على الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الأكثر تأثيرا وأهمية للمنطقة هو فلاديمير بوتين...

 

وقال الكاتب إن "البرستيج" الأمريكي متراجع في المنطقة، حيث يعتقد العالم العربي، و"الإسرائيليون" كذلك، أن السلطة الأمريكية متراجعة بـ"الغباء والتعنت الأمريكي"، موضحا أن هذا سيقلل الاهتمام بترامب...

 

لقد ذكرنا في مقال سابق أنه لا فرق جوهري بين ترامب وكلينتون خصوصا بالنسبة للمسلمين والعرب حيث تقرر هذه السياسيات مؤسسات أمريكية عديدة وليس الرئيس وحده ولكن الأكيد أن وجود رئيس مثل ترامب في البيت الأبيض سيؤدي لحالة من القلق والإحباط لدى المسلمين والعرب في الداخل والخارج وسيقوي ظهر المتطرفين أيضا الذين بدأوا بالفعل في الاحتفال والاعتداء على المسلمين..

 

إن نزعة العداء للإسلام في العالم الغربي ستزداد حدة وستنمو بقوة الحركات اليمنية المتطرفة بعد وصول واحد منهم إلى سدة الحكم في أكبر دولة في العالم وسيجد هؤلاء العديد من المبررات لكي يجذبوا المزيد من الأتباع.. إنها مرحلة حرجة جديدة يدخل إليها العالم الغربي في صياغة علاقته مع المسلمين والعرب في ظل جو متوتر ومشحون من عدم الثقة المتبادلة .