8 رجب 1438

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أخ لثلاث أخوات وكلهن غير محجبات، وأحس دائماً بالعار ولا أعرف كيف أتصرف معهن؟؟ أنا الآن في الجامعة فماذا علي أن أفعل؟

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الأخ السائل الكريم..

أشكر لك ابتداء الاهتمام بشأن أخواتك وإصلاحهن الأخلاقي، ومحاولتك البحث عن دور مؤثر في ذلك.

 

ولا شك أن عليك تبعة ومسئولية كبيرة كونك الأخ لهن جميعا فعليك دور الترشيد والتقويم كما الحماية والرعاية وهكذا.

 

ويبدو أن هناك تهاوناً قد حصل في الدور التربوي تجاه أخواتك عبر السنين الماضية فلم يجدن من يحثهن على فضيلة الحجاب أو يحذرهن من الاختلاط المحرم مع الشباب ما جعلك تعاني مما ذكرت.

 

وأوصيك ابتداء ببناء جدران المحبة والمودة والثقة بينك وبين أخواتك بينما أنت تحثهن على الفضائل.

 

وأن تعلمهن سبب أمرك لهن بالحجاب، ووجوبه وفرضيته من كلام الله سبحانه وكلام رسوله صلى الله ليه وسلم ووصايا العلماء والصالحين وغيره عبر لقاءات مطولة هادئة، ومناقشات وحوارات، فمجرد الأمر بغير تعليم للسبب والخلفية ناقص.

 

حدثهن عن سلوك المرأة الصالحة، وعن ثواب الالتزام بالعمل الصالح، وجزاء النساء الصالحات، وكيف أن المرأة الصالحة تكون دوماً سبباً في الخير والهداية لبنات جنسها.

 

اعرض عليهن النماذج المحجبة الناجحة الوقورة الفاضلة، ابتداء من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم والصالحات من بعدهن ثم الصالحات من الأجيال التالية ثم الناجحات في هذا العصر من النماذج المتميزة.

 

ولتعلم أن تحجب الفتاة سلوك يحتاج دافعاً قلبياً قبل أن يكون طاعة لأمر الأخ أو الأب، فاهتم ببناء محبة الحجاب قلبياً في قلوبهن عن طريق إسماعهن كلام الوعاظ والعلماء حول الحجاب ومثاله.

 

كما يجب عليك أن تعلم أن الأمر يحتاج رفقاً وصبراً وهدوءاً وحلماً، وأن العصبية والتشنج والقسوة لن ينتجا إلا المشكلات.

 

وعليك أن تبحث عمن يعينك في ذلك وأول من يجب أن تبتدئ به هو والدك إن كان موجوداً فعليك أن توقظ في قلبه هذا الأمر الشرعي وتطلب منه مساعدتك في ذلك.

 

عليك كذلك بث قيمة الحجاب في قلب أمك فهي مؤثرة نفسياً على بناتها ولا شك وهو شيء يعينك في أمرك.

 

ويجب أن يكون هناك استعمال للحزم معهن، لكن ليكن الحزم كالملح في الطعام، حزماً مع شفقة ورحمة.

وفقك الله.