7 ربيع الثاني 1438

السؤال

تحتاج المرأة المسلمة إلى إيلاء الاهتمام من العلماء بها وبجهدها الذي يبني المجتمع من الداخل، فالمرأة تشعر بأنها غير مقدرة وفاقدة للاهتمام على ألسنة العلماء والدعاة، على الرغم مما تعاني وتبذل وتعطي، فهل هذا حق أم مبالغة، وما نصيحتكم للمرأة المسلمة التي لطالما أعطت بكل ما تملك؟

أجاب عنها:
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فقد لاحظت ابتداء - عادة وجدتها متكررة في أسئلة الأخوات هي عادة الشكوى والشكاية، ففي السؤال ترى السائلة أنها ما قصرت في شيء، وأنها أعطت كل ما تملك!

 

فما من إنسان أعطى كل ما يملك، بل لايزال عنده الكثير ليعطيه، وما دمنا نؤمن بقضايانا فسنظل نبذل لها ونعطي.

 

وأنا أذكر بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "تكثرن الشكاة" وهو تشخيص من النبي صلى الله عليه وسلم لمرض يكثر بين النساء!

 

ولا أذيع سرا إذا قلت أنه أحيانا تكون أسئلة بعضهن غير موفقة، وطريقتها لتناول الأمور مستغربة بعض الشيء، أو أنها تحتاج تفصيلا دقيقا، أو كثرة الشكوى، مما قد يجعل الإلمام بها شاقا، لكن رغم ذلك نحرص على الاهتمام والرد والمتابعة.

 

والواقع أنه من غير الصحيح القول بأن العلماء لم يعطوا اهتماما للمرأة، فهناك علماء متخصصون ومهتمون بقضاياهن، بل هناك مراكز متخصصة بهن، إضافة إلى اهتمام العلماء.

 

كما أن الواقع يقول أنه في السابق كان عدد العالمات والمتخصصات قليلا وربما نادرا، واليوم فالأمة فيها عالمات ومتخصصات، تعلمن، وأتقن، ودرسن، وستجد نسبة كبرى تكفيها المرأة، وإذا اكتفت المرأة بالمرأة فهو أولى، ومع ذلك سيبقى للرجل العالم دوره.

 

كذلك فإن للمرأة دور مهم في هذه القضية، فهي يجب أن تربي بناتها وتجهزهن وتعلمهن، ليكن عالمات فاضلات متخصصات ليساعدن في حل هذه القضية.