خفايا معركة الموصل
22 ربيع الثاني 1438
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

مع استمرار المعركة التي تشنها القوات العراقية والمليشيات الطائفية وقوات التحالف الدولي في الموصل دون التوصل حتى الآن لحسم رغم العدد الكبير للقوات المشاركة والإمكانيات الضخمة التي تمتلكها, تثار العديد من التساؤلات حول مدى جدية المعركة والاهداف من ورائها وقدرة تنظيم داعش على المواجهة وتكبيد هذه القوات خسائر تحدثت العديد من المصادر عن ضخامتها...

 

معركة الموصل بدأت في شهر أكتوبر الماضي ثم توقفت ثم عادت مرة أخرى وسط العديد من علامات الاستفهام وتضارب المعلومات حول أسباب توقفها ومدى النجاحات الحقيقية التي حققتها بعد عودتها..التصريحات التي تخرج  من بغداد ومن الحكومة العراقية تختلف أحيانا مع المعلومات التي تخرج من قيادات التحالف الدولي بخصوص الخطة ومدى التقدم الذي تم والمدة المتوقعة لانتهاء المعارك في ظل ظروف صعبة يعيشها السكان الذين يعانون يشدة داخل وخارج الموصل...

 

لقد كشف موقع «سبوتنيك إنترناشيونال» عن أن هناك قوى في العراق معارضة لعملية عسكرية واسعة النطاق لتحرير مدينة الموصل بشكل كامل، من قبضة «تنظيم الدولة»...ونقل الموقع في تقرير له عن كفاح محمود، السكرتير الصحافي للرئيس الكردي، قوله إن رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي ومقربين له وبعض الجنرالات - فضلا عن مسؤولين كبار بوزارة الدفاع - لا يريدون تحرير الموصل بشكل كامل «حتى تظل أمور كثيرة مدفونة»...

 

وأضاف محمود: «إنهم السبب في هجرة الأهالي من سنجار والموصل وصلاح الدين، وفي أن 4 ملايين عراقي أصبحوا لاجئين»، مؤكدا أن هذه المجموعة تخطط لمنع الموصل من التحرر بشكل كامل حتى لا تظهر الحقيقة...وأشار الموقع إلى أن «تنظيم الدولة» استولى على الموصل ومساحات واسعة من الأراضي شمال العراق، في هجوم يوم 10 من يونيو 2014، فيما اتهم كثيرون قوات الأمن العراقية والضباط المكلفين بإنفاذ القانون بأنهم تعمدوا الهرب دون أي مقاومة أمام دخول المسلحين، لثاني أكبر مدينة في البلاد...

 

في نفس الوقت, أكد المرصد العراقي لحقوق الإنسان مقتل مئات المدنيين من سكان محافظة نينوى، بعد مرور 3 أشهر على انطلاق معركة تحرير الموصل وذكر المرصد أن معظم حالات القتل في صفوف المدنيين العزل، كانت إما على يد تنظيم "داعش" ضمن حملات إعدام ميدانية، أو بسبب قصفه العشوائي على المدنيين الذين يحاولون الهرب من المناطق الخاضعة لسيطرته، وكذلك بسبب قصف طيران التحالف الدولي غير الدقيق على الأحياء السكنية...وكان المرصد الحقوقي أصدر في الرابع والعشرين من ديسمبر تقريره الأول عن معركة الموصل، والذي وثق فيه أعداد القتلى المسجلين بشكل رسمي وبلغ عددهم 762 مدنيا، بالإضافة إلى 1297 مصابا، منهم 60% تعرضوا لإعاقات وبتر في الأطراف...

 

وأضاف أن 426 شخصا هي حصيلة القتلى من المدنيين الذين بقوا داخل أحيائهم السكنية ولقوا حتفهم نتيجة السيارات المفخخة والهاونات، حيث جمعت الحصيلة عبر فريق تطوعي تابع للمرصد العراقي لحقوق الإنسان....

 

ومما سبق يتبين أن الجيش العراقي الذي تتنازعه الطائفية وتعدد الولاءات منذ تم إعادة تكوينه بعد غزو البلاد على أيدي الأمريكيين في العام 2003 إثر سقوط نظام صدام, وتغلغل طهران فيه وسيطرتها على قياداته وعلى مجمل الأوضاع السياسية في البلاد, يعيش حالة من عدم الاتزان وهناك شكوك كثيرة تدور حول مدى استعداده وقدرته على دخول معارك جدية ولعل هذا ما جعل البعض يستسيغ إلحاق مليشيات شيعية بالجيش نظرا لعدم الثقة بقدراته ولكن الخطير هنا هو أن هناك قيادات داخل الجيش ما زالت تعمل عكس الأهداف التي تعلنها الحكومة لأهداف سياسية تتعلق بصراع واضح على السلطة بين رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ورئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي والضحية الأكبر من هذا الوضع هم السكان من المدنيين الأبرياء الذين يريدون الاستقرار والعيش الهادئ بعيدا عن القصف وصوت القذائف والإعدامات الميدانية والعقاب الجماعي...