ماذا تبقى من ثورة الخميني في إيران؟!
23 جمادى الأول 1438
دـ أحمد موفق زيدان

في الحادي عشر من فبراير/ شباط من عام 1979 أبتلي العالم العربي والإسلامي بثورة طائفية خمينية دفع ويدفع العالم العربي والإسلامي أثماناً باهظة لقيامها، وقبله دفع الشعب الإيراني ثمناً مرتفعاً لديمومتها، واليوم بعد هذا التاريخ الطويل ماذا تبقى من شعارات لهذه الثورة التي جاءت لدك عرش الشاه الطاووسي وعمالته للغرب والشرق، وماذا تبقى من شعار الثورة الخمينية التي رفعها الخميني وصحبه لا شرقية ولا غربية، فجاءت ثورة الشام العظيمة لتُسقط آخر ورقة توت عن هذه الثورة وتفضحها فضحاً إن كان بسماح إيران لقاعدة همدان وغيرها للطائرات الروسية باستخدامها لقتل أهل الشام وتدمير أرضها، أو بتحليق المقاتلات الروسية وربما غير الروسية في الأجواء الإيرانية، وهو ما دفع الشعب الإيراني إلى التظاهر أخيراً في جنازة الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني مندداً بالروس والسماح لوجودهم في القواعد العسكرية الإيرانية..

 

 

الثورة الخمينية التي هتفت ضد الغرب والشرق نراها اليوم متأرجحة في العمالة والتنسيق مع الغرب والشرق، ونراها أيضاً يتلاعب بها الغرب والشرق، ونراها أيضاً ضحية مصالح الغرب والشرق بتقديم نفسها قرباناً لمصالحهما والتضحية بمقاتليها ومليشياتها الطائفية في العراق والشام، وحين يحين وقت الحصاد نراها أبعد ما تكون عن الحصادين..

 

 

أما على المستوى الشعبي والحياتي التي وعدت الثورة بتحسين حال الشعب، فإن كل المؤشرات تؤكد على حالة البؤس والنكد الذي يعيشها الشعب الإيراني فقد كشف علي أكبر سياري، مساعد وزير الصحة في إيران، أن 30% من الشعب في بلاده يعانون المجاعة ولا يجدون حتى الخبز، مضيفا أن عدم المساواة يتزايد في المجتمع الإيراني.

 

 

يأتي هذا في وقت أثار الكشف عن الرواتب الباهظة لكبار المسؤولين الإيرانيين، غضبا عارما في إيران خلال الأسابيع الماضية، ومنها فضيحة مسؤول بارز في وزارة الصحة يتقاضى ملياري ريال (58 ألف دولار) في الشهر خلال الأعوام الماضية.

 

 

وقال سياري إن 25% من الشعب الإيراني القاطنين في المدن مهمشون، وإن وزارة الرفاه علاوة على وزارة الصحة تؤيد هذه الإحصائيات.

 

 

ويرى خبراء إيرانيون أن الفساد وسوء المديرية بين المسؤولين هي أهم العوامل في الفقر والتهميش الحالي في إيران، حيث شهد هذا البلد خلال السنوات الماضية اعتقالات ومحاكمات لمسؤولين اتهموا بسرقة أموال طائلة تحت رعاية حكومية.

 

 

وكان تقرير نشرته مجلة فوربس تحت عنوان "الملالي المليونيرات"، أشار الى الثروات الهائلة التي يستحوذ عليها رجال الدين في إيران، والمرشد الأعلى علي خامنئي يتربع على عرش الملالي الأثرياء بثروة تقدر بـ95 مليار دولار، في الوقت الذي يعيش فيه 90% من الشعب الايراني تحت خط الفقر و تصل نسبة البطالة في إيران الى حدود30%، ويواجه أکثر من 12مليون إيراني المجاعة.

 

 

وجاءت الاضطرابات الأخيرة في منطقة الأحواز العربية ضد الهيمنة الفارسية لتؤكد أن إيران لا تزال تغلي وأن ثمة قوى معارضة كثيرة تتأهب للثورة، وأن الخشب لا يزال جافاً جداً وبحاجة إلى شرارة تشعله ...