أنت هنا

27 جمادى الثانية 1438
المسلم ــ متابعات

 توعدت "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، كيان الاحتلال الصهيوني بدفع ثمن اغتيال الأسير المحرر والمبعد إلى قطاع غزة، مازن فقهاء، بالرصاص قرب منزله.
 

وقالت في بيان: "لنقولها بشكل واضح وجلي إن الجريمة من تدبير وتنفيذ الاحتلال، وهو من يتحمل تبعات ومسؤولية الجريمة". وأضافت: "إن هذه المعادلة التي يريد أن يثبتها الاحتلال على أبطال المقاومة في غزة "الاغتيال الهادئ" سنكسرها، وسنجعله يندم على اليوم الذي فكر فيه بالبدء بها".

 

من جهته، أكد مشير المصري القيادي في حركة حماس، أن اغتيال القائد القسامي مازن فقها هو لعب بالنار، وأن الاحتلال تجاوز كافة الخطوط الحمراء وعليه أن يتحمل التبعات التي ستترتب على عملية الاغتيال الجبانة ليلة أمس الجمعة.

وشدد المصري في تعقيب لعملية الاغتيال على فضائية الأقصى، اليوم السبت (25-3)، على أن الاحتلال هو المسؤول الأول عن جريمة اغتيال فقهاء، وأن المقاومة ليست بحاجة لأدلة جديدة.

وأشار إلى أن بصمات الموساد الصهيوني موجودة على عملية الاغتيال، مشبهاً العملية باغتيال العديد من قادة المقاومة الفلسطينية في الدول العربية والأجنبية منذ سبعينات القرن الماضي.

وقال المصري إن كتائب القسام ستضرب العدو الصهيوني في عمقه، ومن حيث لا يحتسب، وفي الوقت الذي تراه الكتائب مناسباً، مبيناً أن الهدف من وراء اغتيال فقهاء هو إضعاف قدرة المقاومة في الضفة المحتلة، واصفاً هذا الهدف بالوهم والحلم.

ووجه القيادي في حركة حماس عدة رسائل للعدو الصهيوني وعملائه مفادها أن رد كتائب القسام سيكون أكبر وأضخم من عملية الاغتيال.

وفي رسالته لعملاء الاحتلال هدد المصري ببتر أيدي العملاء التي طالت القائد فقهاء، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية في قطاع غزة تعمل ما بوسعها من أجل القبض على عملاء الاحتلال.

 

وكانت جماهير غفيرة بمدينة غزة، قدرت بعشرات الآلاف، قد شيعت ظهر اليوم السبت، جثمان الشهيد القائد في كتائب القسام مازن فقها، الذي اغتيل مساء أمس في حي تل الهوى جنوب المدينة.

وتقدم الجنازة، عشرات المجاهدين من كتائب القسام، وقادة حركة المقاومة الإسلامية حماس، وقادة العمل الوطني والإسلامي، إضافة لحشد ضخم من المواطنين.

وأمّ صلاة الجنازة على الشهيد فقها في المسجد العمري الكبير، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية، الذي قال: "سنصون الدماء ونحمي الوصية ونستمر في المعركة".

وأكد هنية، أن الحركة ستمضي على طريق الشهيد مازن فقها وستحمل وصيته.

 

وقال هنية إن الشهيد انتقل إلى ربه وبقيت دماؤه ووصيته ومعركته، مضيفاً: سنصون الدماء وسنحمل الوصية وسنواصل المعركة حتى تحرير القدس.

وأشاد هنية بمناقب الشهيد، مشيراً إلى أنه جبل من جبال الضفة في الصمود والتضحية والفداء، وهو جبل في العزيمة والإصرار والمقاومة.

وتابع: الشهيد مازن وُلد في طوباس ولكنه استشهد في غزة، ودماؤه كل حدود فلسطين وسنمضي على هذا الطريق.

وهتف المشاركون بصيحات تطالب كتائب القسام بالانتقام من العدو، لاغتياله الشهيد فقها.

وجابت الجنازة شوارع مدينة غزة انطلاقا من المسجد العمري الكبير، وصولا إلى مقبرة الشيخ رضوان لموارة جثمانه الطاهر الثرى.

 

بدوره، حمّل خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة عن جريمة اغتيال الشهيد القائد مازن فقهاء، مشدداً أنّ العقول القسامية قادرة على الرد بالطريقة المناسبة.

وقال الحية خلال تشييع الشهيد فقهاء بالمسجد العمري بغزة: "سيدرك العدو الصهيوني ألف مرة أنّه كان مجنوناً وغبياً عندما وحد أرض فلسطين وشعبها بالمجاهدين ودمهم، سيدرك العدو أن سياسة تحييد الناس عن قضيتهم باطلة وزائلة".

وأضاف: "فلا إبعاد الأبطال عن الضفة إلى غزة أو إلى الخارج يمكن أن يحيد واحدا منا عن قضيته، ولذلك شعبنا موحد ودمه يوحده اليوم، وأي وحدة أعظم من أن نوحد على البندقية والدم".

وأشار عضو المكتب السياسي، إلى أنّ العدو يخطئ إذا ظن أنّه يجسد معادلات جديدة، "فالعقول القسامية المبدعة التي صنعت أسطورة مواجهة الأدمغة، قادرة على الرد بالمثل". كما قال.

وأبرق الحية بالتحية إلى ذوي الشهيد مازن فقهاء، وقال: "نحن جسد واحد كنا، وسنبقى لا تفرقنا هذه السدود والسياسات المصطنعة، ولن يفلح العدو أن يستفرد بشعبنا في انتفاضة القدس كلنا ثورة واحدة وجسد واحد، وسنواصل الطريق".

وشدد القيادي في "حماس"، أنّ "جرد الحساب مع العدو الصهيوني طويل، ومعركة مستعرة، ولو كانت تحت الرماد ستنتهي يوم التحرير، ولن تقعدنا الدماء وتقديم القادة شهداء" كما قال.

وقال: "سنواصل الطريق على هذا الدرب الذي عرفه الأحرار قبل سجنهم وبعد تحريرهم، فنحن لنا قضية واحدة قضية أرض وشعب، ولن نسكت ولن نهون، ستنزف الدماء، وترتقي الأرواح، لكن الإرادة لن تسقط، والعزيمة لن تلين، دماء مازن ستبقى لنا وقودا للمضي للتحرير".