تحذير مبكّر: حلف الناتو يجرف حدودنا الجنوبية
16 شعبان 1438
إبراهيم قارا غُل

حدود تركيا الجنوبية تُجرف! نعم الناتو يقوم بجرفها عن طريق الجيش الأمريكي في سوريا.

 

 

حيث تم تغيير مخطط التدخل بالحدود الجنوبية الذي انطلق سابقًا بالتعاون بين عناصر منظمة غولن الإرهابية والجيش الأمريكي.

وسلّمت أمريكا وحلف الناتو حسابات الخرائط لتنظيمي الـ بي كا كا والـ بي يي دي علنًا بعد أن كانت هذه المخططات الهادفة إلى دمج سوريا مع جهة الحدود التركيا تُنفّذ سرًّا.

 

 

لكن في هذه المرة يتم تنفيذ المخطط بناء على هذه الفكرة وهي "إكمال الطرف السوري أولًا ثم التوجه إلى جبهة تركيا". وتم إفشال مخطط دمج الطرفين عن طريق المجموعات الإرهابية نتيجة تدخل ضخم بعد انتخابات 7 يونيو/حزيران. أما في هذه المرة ينفذ مخطط عسكري علني يفوق قدرات تنظيم الـ بي كا كا.

 

 

حدودنا أصبحت عرضة للمفاوضات

لذلك تركيا بحاجة ماسة إلى مخطط جديد. وتلك المؤامرة تحتاج إلى مخطط يُفشلها بأسلوب غير متوقع من قبل أي دولة.

فالخطوة التالية لما نشهده اليوم هو المفاوضات حول الحدود السورية على مدى طولها!

 

كونوا واثقين أنهم سيقومون بتشكيل رأي عام على الصعيد العالمي يتقبل ما جرى ويُبدي مبررات محلية "محقة". حلف الناتو والدول سيُلزمون دولة تركيا على شيء ما. ولا أريد أن أفكر بموقف المسوّقين الداخليين في تلك اللحظة.

 

 

"جبهة تركيا"

بعد إتمام الطرف السوري ستتجه حسابات تسليح تنظيمي الـ بي كا كا والـ بي يي دي من أجل قناة سوريا الجنوبية إلى تركيا. وستنطلق في تلك اللحظة "جبهة تركيا" التي حاولوا تشكيلها يوم 15 يوليو/تموز.

حلف الناتو لم يهتم طيلة تاريخه بهمومنا الأمنية. حيث تركيا بالنسبة إليهم جبهة مسلحة صالحة لاستعمالها ضد أعدائهم. وتركيا دولة قيّمة طالما أمريكا وأوربا في خطر.

 

 

هل يعتبر كل ذلك بخطورات تواجهه تركيا؟ وهل العمليات العنيفة التي تواجهها دولتنا طيلة عقود هي بعمليات إرهابية؟ لا شك أن هؤلاء يتغذون بهذه المخططات، ولقد أعلنوا شراكتهم بتنظيم الـ بي كا كا بمجرد انشعال الحرب السورية.

 

 

لكن ضد من هذه الشراكة؟ بالطبع ضد تركيا. بالطبع بهدف تجزئة المنطقة بأكملها. وطبعًا من أجل خريطة الشرق الأوسط الجديد.

 

 

نحن فقط من سيدافع عن حدوده..

حلف الناتو ذاته الذي كان عليه دعمنا يحاول احتلال جنوب تركيا. وينفذ خريطة دمج حدودنا. أي أنه يجهز أساس مخطط توجيه التيار إلى تركيا بعد الحرب السورية. حيث أنه يقوم بتضخيم الظروف المحلية.

كافة الخطورات إلى اليوم واجهناها من حلفائنا. انظروا إلى أي أزمة شئتم سترون حلفاءنا وراء مصدر كل أزمة واجهناها.

 

 

لا يمكن أن نسلّم حدودنا للناتو. لأن مخططات الناتو الحدودية هي مخططات هادفة إلى تشويه حدودنا. ومن المستحيل أن نضحّي بحدودنا خاصة بعد تضخيم مخطط قناة سوريا الشمالية. وعملية الدفاع تجاه هذا المخطط هو دفاع خاص بتركيا فقط. ولا يمكن التنازل عن هذه المسؤولية لأي أحد.

 

 

وصاية حلف الناتو هو بعد الآن "تدخل"

على هذه البلد أن تفكر جيدًا بما يعني له حلف الناتو بعد الآن. الحرب الباردة انتهت منذ زمان. حيث تمثل دور الناتو حول حمايته لتركيا في تلك الفترة بمحاولة ضبطها عن طريق العمليات الانقلابية. أما الآن يعد هذا الدور "تدخلًا". وهذا ما قصدته منظمة غولن الإرهابية قبل 15 يوليو/تموز من خلال هذا الكلام "من المحتمل تدخل حلف الناتو بتركيا ، بل عليه التدخل حالًا".

 

 

ماذا أحاول أن أوصل؟

أحاول توضيح نوايا أمريكا والناتو الذين يقومون بتسليح المجموعات الإرهابية التي تهيء نفسها لمحاربة دولة تركيا بكل وقاحة. هناك جبهة تشكل على طول الحدود السورية. والهدف الرئيسي لهذه الجبهة هي دولة تركيا.

ومبررات مسؤولو الناتو وأمريكا وتصريحاتهم بأنهم "سيحمون دولة تركيا ويحمون حدودها" كلها مجرد ثرثرة هادفة لإلهاء تركيا.

هذا هو كل ما تعنيه التصريحات المتتالية التي صدرت خلال الأيام الأخيرة.

 

 

سنضعكم في الجبهة الأمامية!

قيامك بتأمين من يؤسس جبهة حرب على حدودنا يعني تسهيلك لهذه العملية الاحتلالية. والآن حدودنا تُجرف. والخطوة التالية هي إجراء المفاوضات حول حدودنا على الصعيد العالمي.

 

وإلى من يصف هذه الحقائق بالتحريض إلى الحرب..

 

 

أنتم لا يهمكم من يوجد في الحدود سواء كان فيها الناتو أو أمريكا أو تنظيم الـ بي كا كا. لأنكم أنتم من هيّأتم إلى هذه الظروف اعتبارًا من قبل انتخابات 7 يونيو/حزيران. وأنتم من قمتم بالاستثمارات لصالح حزب الـ هي دي بي (حزب الشعب الديمقراطي) وذلك لدعم تنظيم الـ بي كا كا.

لكن كونوا واثقين بأننا سنضعكم في المقدمة في لحظة توجه تلك الاعتداءات العالمية والعمليات الإرهابية إلى دولة تركيا!

 

 

المصدر/ يني شفق