إسقاط الدعاة....هدف أعداء الإسلام المشترك
18 شعبان 1438
د. زياد الشامي

ما إن يستولي داعية مسلم على قلوب الناس بدعوته الصادقة إلى الله تعالى ودينه الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة وبالمجادلة بالتي هي أحسن كما أمر كتاب الله تعالى : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ .....} النحل/125 , وما إن تظهر آثار ذلك العمل الدعوي – فرديا كان أو جماعي - على أرض الواقع بدخول الكثير من المدعوين إلى دين الله أفواجا ......حتى يخرج له من أعداء الإسلام من يحاول تشويه صورته والطعن بمصداقيته من خلال تلفيق الأكاذيب ضده واتهامه بتهم تفوح منها رائحة الكيد والحقد والكراهية .

 

 

 

لا عجب في ذلك ولا غرابة فهذه سنة إلهية ماضية في خلقه سبحانه , فما من نبي أو صاحب دعوة إلى الحق إلا عودي واتهم بالأباطيل والأكاذيب التي ينسجها أعداء دين الله إمعانا في محاولة إبعاد الناس عن الاصغاء لقوله والانضمام لدعوته .

 

 

 

وإذا كان هذا حال دعاة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها على مر الزمان فإن ما تناقلته وسائل الإعلام عن إعلان الهند بالأمس عن توجه "الإنتربول" الدولي لإصدار مذكرة اعتقال بحق الداعية الهندي المعروف "ذاكر نايك" لم يخرج عن سياق محاولة أعداء الإسلام استهداف الدعاة والعمل على إسقاطهم لوقف تدفق نور الإسلام وانتشار دين الله في عقر دار أعدائه ومناوئيه .

 

 

 

السلطات الهندية زعمت في طلبها المقدّم للإنتربول أن ذاكر نايك (51 عاما ) متّهم بالتورّط في مسائل "غسل أموال"، و"كسب غير مشروع"؛ عن طريق مؤسّساته وقنوات فضائية دينية يديرها ...ناهيك عن تهم تختصّ بالإرهاب !!

 

 

 

ونقلت تقارير هندية عن مصادر أمنية، أن المذكّرة التي سوف يتم إطلاقها من قبل الإنتربول، سوف يتم من خلالها إعلان الداعية الهندي "هارباً دولياً من وجه العدالة"، والذي يجبر أي دولة في العالم على أهمية تسليمه فوراً للهند، وعدم الإفراج عنه بكفالة !!

 

 

 

ما يبدو للوهلة الأولى من حملة التصعيد الهندية الرسمية ضد الداعية "ذاكر نايك" أن الأخير قد نجح نجاحا باهرا في التأثير على الناس بالحكمة والكلمة والحجة والمنطق والنقاش والحوار المفتوح والعلني الجماهيري ...وإدخال الكثير منهم في دين الله الإسلام , وهو ما أثار حنق وحقد السلطات الهندية عليه وعلى دعوته على ما يبدو , فلجأت كالعادة إلى فبركة الأكاذيب وتلفيق الاتهامات وعلى رأسها تهمة "الإرهاب" .

 

 

 

لا عجب في أن أكثر الدعاة إزعاجا للسلطات الهندية وأمثالها من الدول المعادية لدين الله الحق هم أؤلئك الذين يعتمدون في دعوتهم على الإقناع والتأثير في الناس بالكلمة المدعومة بالدليل والبرهان , إذ من شأن ذلك إزالة جميع الشبهات عن حقيقة الإسلام وإظهار سماحته وجوهره النقي , ناهيك عن أثر مثل تلك الدعوات في إماطة اللثام عن أباطيل ما ترفعه الدول المعادية للإسلام من شعارات , والكشف عن الكثير من الخرافات الموجودة في دياناتهم المحرفة ومذاهبهم الباطلة .

 

 

 

إزاء هذه النوعية من الدعاة لا يجد أعداء الإسلام سبيلا لوقف نجاحاتهم وإعاقة مسيرتهم وإزالة ما يرونه خطرا على خرافاتهم وأباطيلهم ....إلا سبيل تلفيق الاتهامات وفبركة الأكاذيب ومحاولة إسقاطهم ماديا ومعنويا .

 

 

 

إن من يقرأ في سيرة الداعية "ذاكر" ومن يتابع طريقته وأسلوبه في دعوته إلى الله , ومن يدقق في كلماته في مناظراته ومحاضراته....يلاحظ أن الأخير لا يخرج عن نطاق الاستشهاد الدقيق بآيات القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بذكر رقم الآية والسورة ناهيك عن قدرته على ذكر الشواهد من الكتب المقدسة الأخرى للنصارى واليهود والهندوس والبوذيين بعدة لغات .

 

 

 

يدير الداعية "ذاكر" المؤسسة الإسلامية للبحث وسجله حافل بالإنجازات الدعوية , فقد ألقى أكثر من 1000 محاضرة في عددٍ من دول العالم ؛ أبرزها أمريكا وكندا وبريطانيا وجنوب أفريقيا والسعودية وقطر والإمارات وماليزيا وأستراليا وغيرها , ومن أشهر مناظراته تلك التي عقدت في مدينة شيكاغو الأمريكية 1 أبريل/نيسان عام 2000م ضد القس الأمريكي "وليام كامبل" تحت عنوان "القرآن والإنجيل في ضوء العلم".

 

 

 

حاز "نايك" على جوائز رفيعة بعضها رسمية أهمها جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام التي تسلمها من الملك سلمان عام 2015م , ومنذ ذلك العام و"ذاكر" يقيم في السعودية لخشيته من العودة لبلده الهند .

 

 

 

تفاعل الكثير من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مع تداول وسائل الإعلام خبر ملاحقة السلطات الهندية للداعية "نايك" رسميا عبر الانتربول الدولي , وأطلقوا ردا على تلك الملاحقة وسما حمل عنوان :  #ذاكر_نايك_ليس_ارهابيا

 

 

 

التعليقات على الوسم أظهرت مدى وعي المغردين بمحاولة السلطات الهندية إسقاط الداعية "ذاكر" لمجرد نجاحه في محاضراته ومناظراته الدعوية التي أظهرت حقيقة الإسلام السمح النقي وكشفت أباطيل وخرافات الكثير من المذاهب والأديان المحرفة .

 

 

 

د.عوض القرني غرد على صفحته الرسمية على تويتر تحت الوسم قائلا : #ذاكر_نايك_ليس_ارهابيا : هي المغالطات لمن عجزوا عن مواجهته بالحجة والدليل والبرهان في ميادين المناظرة ....وانكشف خواء باطلهم فلجأوا للإفتراء عليه .

 

 

 

من جهته اعتبر د . خالد الخشلان هذه الحملة على د."ذاكر" تلخص حقيقة الموقف العدائي من الإسلام ...إنها ليست قضية عنف أوإرهاب كما يصورون بل هو العداء للإسلام نفسه . #ذاكر_نايك_ليس_ارهابيا

 

 

 

هبة عراقي أعادة تغريدة صاحب حساب نايف معلا الذي خاطب من اتهموا الداعية "ذاكر" وغيرهم من أعداء الإسلام قائلا : قولوها بصراحة أيها العنصريين ، قولوا أنكم لا تريدون للإسلام أن ينتشر، لذا ستصمون كل من يدعو إليه بالإرهاب!!!

 

 

 

لم يعد خافيا أن العمل على إسقاط الدعاة إلى دين الله الحق هو الهدف المشترك لجميع أعداء الإسلام , فبالأمس القريب أصدرت السلطات الدنماراكية قرارا بحظر دخول 5 من الدعاة أبرزهم الشيخ سلمان العودة ومحمد العريفي وراتب النابلسي أراضيها بتهمة مفبركة ومثيرة للسخرية "نشرهم لآراء معادية للديمقراطية والمجتمع الدنماراكي"!!!