ألاعيب حكومة ميانمار للتغطية على جرائمها
19 ذو الحجه 1438
خالد مصطفى

منذ سنوات طويلة ووسائل الإعلام العالمية والمنظمات الدولية تنشر وثائق وصورا وفيديوهات تؤكد الجرائم التي ترتكبها حكومة ميانمار ضد المسلمين الروهينغيا في ولاية أراكان...

 

وكانت الحكومة العسكرية في ميانمار تعلن بشكل واضح رفضها لمنح هؤلاء المسلمين حق المواطنة وتعتبرهم مهاجرين من بنغلاديش وتطالب بعودتهم إليها كما أنها في سبيل ذلك تركت المجال مفتوحا أمام المتطرفين البوذيين لشن هجمات على قرى المسلمين دون ردع أو عقاب..

 

وقد طالب نشطاء من الروهينغيا مرارا وتكرارا بحماية المسلمين من هذه الهجمات المتكررة التي أجبرت الآلاف منهم على الفرار إلى بنغلاديش..وكان الغرب في هذا الوقت يدين ممارسات الحكومة العسكرية في ميانمار ويعتبر أن هذه الجرائم ضد المسلمين لا تنفصل عن سياسة الحكومة العسكرية الشيوعية بشكل عام في البلاد في محاولة لعدم إضفاء الصبغة العنصرية والطائفية على الانتهاكات..

 

وبمرور الوقت تغيرت الحكومة العسكرية وجاءت حكومة مدنية تتولى الإشراف عليها ناشطة سابقة مقربة من الغرب وحاصلة على ما يسمى بـ "جائزة نوبل للسلام" وبدأ الغرب في تغيير لهجته تجاه ما يجري في ميانمار ورفع العقوبات التي كانت مفروضة على البلاد, فهل تغيرت سياسة الحكومة الجديدة تجاه المسلمين؟! بالطبع لم يحدث واستمرت الانتهاكات وازدادت شراستها تحت غطاء الحكومة المدنية الجديدة وصمتت رئيسة الحكومة "الحاصلة على نوبل" على الجرائم تماما رغم محاولات وسائل إعلام غربية استفزازها لكي تدين ما يجري تجاه المسلمين وهي التي كانت تتحدث عن حقوق الإنسان قبل توليها منصبها الحكومي...

 

في الفترة الأخيرة شنت القوات الحكومية في ميانمار حملة واسعة ضد المسلمين في أراكان وأحرقت هذه القوات قرى بأكملها وقتلت النساء والأطفال ذبحا بالسكاكين, بحسب شهود عيان, وقد نزح مئات الآلاف إلى الخارج وغرق بعضهم خلال محاولته النجاة من المجازر التي أصبحت حديث وسائل الإعلام في كل مكان فما كان من حكومة ميانمار أن خرجت على العالم بالمبرر الجاهز الذي يتستر به طاغية سوريا بشار الأسد وهو "محاربة الإرهاب"!..

 

وادعت أن هجمات شنتها مجموعات مسلحة من الروهينغيا هي السبب في الحملة الأخيرة وأن الجيش في ميانمار "يحارب الإرهاب"! ولم تفسر للعالم ما ذنب الأطفال والنساء وكبار السن فيما يجري, كما لم تفسر للعالم لماذا لم تمنح الروهينغيا حقوقهم وتركتهم يتعرضون للذبح والتنكيل والتهجير طوال السنوات الماضية وقبل ظهور أي حركات مسلحة..

 

الآن كل تركيز حكومة ميانمار للتغطية على جرائمها هو أنها "تحارب الإرهاب" وهو ما أعلنته رئيسة الحكومة المقربة من الغرب بعد صمت طويل ولم تنطق ببنت شفة بشأن جرائم القوات الحكومية ضد المدنيين ولم تعلق على التقارير الحقوقية التي تدين جيش ميانمار بارتكاب إبادة جماعية..

 

الأعجب هو أن بعض وسائل الإعلام الغربية والعربية أيضا أصبحت تسرد حجج الحكومة في ميانمار وكأنها حقيقة واقعة, وليس من المستبعد أن نجد بعض المنتمين لداعش يظهرون في ميانمار كما ظهروا في العديد من المناطق الأخرى بصورة مفاجئة ليمنحوا الطغاة في ميانمار مبررا لاستمرار الانتهاكات ولكي يصمت الغرب والمجتمع الدولي على قتل المسلمين تماما بل وقد يرسلون قوة لدعم حكومة ميانمار في "محاربة الإرهاب"!