أطفال المسلمين بين القتل والتهجير والعبث بالهوية
22 ذو الحجه 1438
د. زياد الشامي

ثلاثة أخبار عن أطفال المسلمين في يومين اثنين فقط تناولت ما يتعرضون له من تهجير قسري و ألوان من الاستغلال المقيت وعبث بهويتهم الإسلامية.....ناهيك عن تعرض الآلاف منهم للاعتقال و التعذيب والقتل في كل من سورية و بورما وغيرها من دول العالم .

 

 

الخبر الأول والأخطر مصدره من ألمانيا ويتحدث عن قيام دائرة الشباب الألمانية العام الماضي بسحب أكثر من 84 ألف طفل من أسرهم لأسباب مختلفة ووضعتهم تحت حماية الدولة في إطار ما يسمى بــ "الحضانة القسرية" .

 

 

وبحسب معطيات أعلنتها دائرة الإحصاء الفدرالية الألمانية فإن إجمالي عدد الأطفال الذين تم سحبهم من أسرهم العام الماضي 84 ألفًا و230 طفلا من بينهم 23 ألفًا و36 ألمانيًا و60 ألفًا و864 أجنبيًا .

 

 

"كامل آطلاي" رئيس جمعية "أوموط يلديزي" الناشطة في هذا المجال بألمانيا يقول موضحا : " أعتقد أن الأطفال الأتراك يمثلون غالبية الأطفال الأجانب المبعدين عن أسرهم" مشددا على ضرورة إعطاء الأطفال لأقاربهم بعد سحبهم من أبويهم في إطار الحضانة القسرية مضيفا : "لكن هذا لا يحدث غالباً، ومن ثمَّ يتم تسليمهم لأسر مسيحية نظراً لقلة أعداد الأسر التركية والمسلمة الحاضنة".

 

 

ومع تزايد عدد الأطفال الذين تقوم دائرة الشباب الألمانية بسحبهم من عائلاتهم وتسليمهم لأسر مسيحية للقيام بحضانتهم فإن خطر العبث بهوية هؤلاء الأطفال الإسلامية يزداد بكل تأكيد .

 

 

أما الخبر الثاني فمصدره أممي وهو عبارة عن تقرير أممي يحذر من تعرّض معظم الأطفال اللاجئين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا لأنواع مختلفة من الاستغلال ويدعو الاتحاد الأوروبي لفتح "ممرات آمنة" .

 

 

التقرير الذي نشرته منظّمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" والمنظّمة الدوليّة للهجرة يُسلط الضوء على التهديدات التي يتعرض لها الأطفال اللاجئون الذين سلكوا البحر الأبيض المتوسط خلال رحلتهم ومعظمهم بطبيعة الحال مسلمون قد فروا من جحيم الحرب المشتعلة في بلادهم - سورية والعراق وليبيا و...... - منذ سنوات .

 

 

يقول التقرير: إن 75% من اللاجئين ممن تتراوح أعمارهم بين 14-24 عاما تعرّضوا للعمل القسري والاستغلال الجنسي وغير ذلك من أنواع الاستغلال....وإن 83% ممن حاولوا العبور إلى أوروبا عبر ليبيا تعرّضوا لسوء المعاملة، كما أن العنصرية لعبت دورًا أيضًا في التصرفات تجاه طالبي الأطفال اللاجئين .

 

 

"أفشان خان" المدير الإقليمي لمنظّمة "يونيسف" في أوروبا أشار إلى بعض ما يتعرض له الأطفال اللاجئون قائلا : "إن تصرفات مثل الإساءة والاختطاف والضرب والتمييز التي يتعرض لها الأطفال اللاجئون الذين يسلكون طريق البحر الأبيض المتوسط باتت ممارسات روتينية" داعيا إلى ضرورة اتخاذ المسؤولين الأوروبيين مزيدًا من التدابير لموجهة المخاطر التي يتعرّض لها الأطفال اللاجئون، خلال رحلتهم إلى أوروبا .

 

 

لم تعد المعاملة السيئة والاستغلال الفاضح للأطفال اللاجئين بكل أشكاله القذرة من قبل دول القارة العجوز تثير استغراب ودهشة المتابع بعد أن خلعت أوروبا قناع المتاجرة بشعارات الحرية وحقوق الإنسان الذي خدعت به الكثيرين خلال سنوات وعقود من الزمان خلت , وبعد أن كشفت عن وجهها الحقيقي المقيت الذي لا يرى في أطفال المسلمين اللاجئين إليها إلا مصدرا لكسب المزيد من المال أو محلا لتفريغ الأحقاد والأضغان .

 

 

الخبر الثالث أممي أيضا ويتحدث عن عدد الأطفال المسلمين الفارّين من إقليم أراكان غربي ميانمار إلى بنغلاديش منذ اندلاع أعمال العنف في 25 أغسطس الماضي , حيث قدر مسؤول بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) عددهم بنحو 200 ألف طفل روهينغي حتى الآن .

 

 

وفي تصريح صحفي بمقاطعة "كوكس بازار" البنغالية القريبة من الحدود الميانمارية، قال منسق بعثة حماية الطفل بالمنظمة في بنغلاديش جان لايبي "هناك أزمة إنسانية تزداد تفاقمًا، وهناك أطفال في قلب هذه الأزمة" موضحا أن 370 ألف لاجئ من مسلمي الروهينغيا فروا من إقليم "أراكان" إلى بنغلاديش وأن المعلومات الأولية تشير إلى أن الأطفال يشكلون 60% من هؤلاء الاجئين , منوها أن "أول شيء يمكن ملاحظته هنا بمخيمات اللاجئين هو : كثرة عدد الأطفال".

 

 

أما الخبر الأخير في زحمة الأخبار المفجعة التي تتوالى على المسلمين عموما وعلى الأطفال منهم تحديدا فمصدره أكثر من دولة مسلمة وغير مسلمة القاسم المشترك بينها هو تعرض أطفال المسلمين فيها للقتل دون ذنب أو جريرة سوى أنهم موحدون .

 

 

ولعل أحدث أخبار قتل أطفال المسلمين يأتي منذ أيام من بورما حيث ذكرت وسائل إعلام محلية أن أكثر من 200 طفل من الروهينغيا ماتوا في منطقة كوكس بازار الحدودية (جنوب شرق) بين ميانمار وبنغلاديش خلال الأسبوع الماضي , وأن السبب الرئيس لموتهم حسب ما نقلت صحيفة "دكا تريبيون" البنغالية عن أحد أطباء مخيمات الروهنغيا هو : "سوء التغذية ونقص المواد الطبية" بعد اضطرارهم للفرار بأنفسهم من الحملة العسكرية التي تشنها قوات الجيش البورمي ضدهم منذ أسابيع .

 

 

وإذا ما تناولنا الأطفال الذين تم قتلهم وذبحهم بدم بارد في كل من سورية والعراق على يد المليشيات الصفوية والعصابات النصيرية ... فإن الحديث عند ذلك يطول والأعداد حينها ترتفع لتصبح بالآلاف لا المئات .