محطة في مسلسل انهيار الأخلاق بالغرب
29 ذو الحجه 1438
د. زياد الشامي

القيم والمبادئ الأخلاقية السامية هي العامل الأهم في نهضة الأمم وارتقاء الدول و هي كذلك حجر الأساس في بناء الحضارة الإنسانية وانتشارها واستمرارها , ومن هنا كان اهتمام دين الله الخاتم بالأخلاق اهتماما فريدا لا نظير له , وكيف لا وقد أثنى الله تعالى على خاتم رسله محمد صلى الله عليه وسلم بالخلق العظيم فقال تعالى في كتابه العزيز : { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } القلم/4 , كما أكد المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن إتمام مكارم الأخلاق هي جوهر بعثته والمهمة الأبرز في رسالته فقال : ( إنما بُعِثت لأُتمم صالح الأخلاق ) مسند الإمام أحمد بسند صحيح .

 

 

في المقابل كان فساد الأخلاق وانهيار القيم والمبادئ في أي أمة أو دولة أو تجمع إنساني علامة بارزة من علامات قرب زوال تلك الأمة ونهايتها و...... وفي صفحات التاريخ الإنساني الكثير من النماذج والأمثلة التي تؤكد هذه الحقيقية .

 

 

ليست مظاهر الانهيار الأخلاقي في الغرب بجديدة أو حديثة فما زال مسلسل ذلك الانحدار الرهيب حتى عن مستوى الإنسانية والآدمية - فضلا عن الأخلاق الفاضلة والقيم الرفيعة – مستمرا إلى أن وصل اليوم إلى إباحة الزواج المثلي وقوننته وشرعنته والسماح بنكاح المحارم المحرم في جميع الشرائع....ولا يمكن لأحد أن يتوقع أو يخمن القاع الذي يمكن أن يصل إليه ذلك الانحدار الأخلاقي هناك ما دامت الشهوات والأهواء والنفعية هي السائدة .

 

 

وإذا كان هول ما نجم عن ذلك الانحدار الأخلاقي قد فشا وبدا جليا في تفكك الأسر وضياع الأنساب وانتشار الأوجاع والأمراض التي لم يجد الطب الحديث لها دواء حتى الآن ناهيك عن الأمراض النفسية والمشاكل الاجتماعية التي لا حصر لها ...... فإن آثار تواتر الأنباء عن استمرار اعتداء قساوسة الكنائس الكاثوليكية على الأطفال في القارة العجوز وغيرها ستكون بلا شك أدهى وأمر .

 

 

آخر محطات مسلسل هذه الفضائح الأخلاقية المدوية كان من محكمة ليون الفرنسية التي قضت أمس الثلاثاء بمحاكمة "فيليب بارباران" كاردينال الكنيسة الكاثوليكية في مدينة ليون (جنوب شرق) فرنسا بتهمة "التستر على قضايا استغلال جنسي للأطفال" قام به الكاهن "برنار برينات" .

 

 

البيان الصادر عن المحكمة أوضح أن محاكمة "بارباران" عن سلوكه المتعلق حيال أحداث متعلقة بـ"استغلال جنسي للأطفال" ستبدأ في 4 أبريل المقبل , لافتا إلى أن المحاكمة ستستغرق 3 أيام .

 

 

وكان محققون فرنسيون قد استجوبوا العام الماضي "بارباران" بسبب إخفائه تهما موجهة إلى "برينات" عام 2009 أبرزها "الاعتداء الجنسي على قصّر دون الـ 15 عامًا" .

 

 

لا يتسع المقال لفتح سجل جرائم قساوسة كنائس الفاتيكان بحق روادها من الأطفال فهي من الكثرة والبشاعة بمكان .... يكفي التذكير بخبر بدء محاكمة الكردينال "جورج بيل" وزير اقتصاد بابا الفاتيكان منذ 2014 والمسؤول عن الشؤون المالية والاقتصادية بالفاتيكان في شهر يونيو الماضي في استراليا "بلده الأصلي" بتهمة الاعتداء الجنسي بحق أطفال بناء على عدة شكاوى تلقتها الشرطة الاسترالية ..... والتنويه بمضمون التقرير الذي كشفت عنه لجنة حكومية أسترالية في فبراير من العام الحالي أكدت فيه تورط حوالى 7% من القساوسة الكاثوليك بأستراليا بالاعتداء الجنسى على الأطفال خلال الفترة ما بين عامى 1950 و2015 بحسب ما نقلته شبكة CNN الإخبارية الأمريكية .

 

 

محطة أخرى من محطات الانهيار الأخلاقي في دول القارة العجوز تداولتها وسائل الإعلام و كشفت عنها صحيفة "إنترناشونال بيزنس تايمز" البريطانية أمس حيث ذكرت أن أحد قادة "رابطة الدفاع الإنجليزية" المناهضة للمسلمين أدين باستدراج واختطاف طالبة .

 

 

الصحيفة قالت : إن "بول وايتسايد" زعيم الرابطة في منطقة “لينكولنشاير”، اعترف بمساعدة طالبة تبلغ من العمر 15 عاماً على الهروب من أسرتها كما عثر على أنه يمتلك صور لها مخلة بالأدب والأخلاق على هاتفه .

 

 

كما كشف الصحيفة خلال محاكمته عن أنه التقى بها عدة مرات بعد المدرسة وتحدث إليها لمدة تصل إلى الساعة قبل هروبها معه , كما عثرت الشرطة على بعض الصور الخاصة بالفتاة على هاتف الزعيم اليميني المتطرف .

 

 

اللافت في الأمر أن المتهم سبق أن دشن حملة زعم فيها أن عصابات مرتبطة بالمساجد مسؤولة عن استدراج الفتيات !! لتفضح الوقائع حقيقة من يقوم بمثل تلك الجرائم المخزية ولتكشف الأيام مرة بعد أخرى كيف يستعمل الغرب وقادته و زعماء الأحزاب المتطرفة فيه الشعارات البراقة الكاذبة لتكون ستارا لجرائمهم الأخلاقية التي يندى لها جبين البشرية .