11 محرم 1439

السؤال

 ما حكم نية جمع التقديم أو التأخير في جمع الصلوات؟ إذ إني صليت الظهر والعصر، جمعا بنية التأخير ـ وأنا مسافر ـ ظنا مني أن صلاة العصر قد دخل وقتها، ثم علمت أن وقتها لم يدخل بعدُ، فما حكم صلاتي، وما الواجب عليَّ؟ جزاكم الله خيرا، وأحسن إليكم.

أجاب عنها:
عبد الرحمن البراك

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة على من لا نبي بعده، أما بعد: فإن طائفة من الفقهاء ـ وهو المشهور من مذهب الحنابلة ـ يشترطون نية الجمع تقديما وتأخيرا، فيشترطون في جمع التقديم أن ينوي الجمع عند تكبيرة الإحرام للأولى، واستمرار سبب الجمع إلى سلام الأولى. وفي جمع التأخير يشترطون نية الجمع في وقت الأولى، واستمرار السبب إلى دخول وقت الثانية، كما يشترطون في جمع التقديم ألا يفصل بينهما إلا بقدر الإقامة أو وضوء خفيف. واختار شيخ الإسلام أنه لا تشترط نية الجمع في جمع التقديم، ولا تشترط الموالاة، قال: "وهو قول الجمهور"؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقول للناس: إنا نريد الجمع.
 

ثم إن حقيقة الجمع هو فعل إحدى الصلاتين في وقت الأخرى، والمسافر الأصل أنه مخيَّر بين جمع التقديم وجمع التأخير، فإذا نوى جمع التأخير ثم تبيَّن أنه جمع في وقت الأولى، فقد صار جمعه جمع تقديم، وعليه فالذي يظهر لي في سؤال الأخ السائل أن صلاته للعصر صحيحة، وأنها مجزئة له وإن صلاها في وقت الظهر، وهذا يستقيم على اختيار شيخ الإسلام أنها لا تشترط نية جمع التقديم، وهو الصواب. والله أعلم. وصلى الله عليه وسلم.