أصوات حرة تتصدى للغطرسة
15 محرم 1439
منذر الأسعد

بينما تقف كبريات الصحف الغربية الرصينة موقفاً نزيهاً من مأساة مسلمي الروهينغيا، رصد المتابعون سلبيةً شديدة إزاء هذه المحنة الإنسانية من أكبر مواقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك"!

فقد أفاد ناشطون مقيمون داخل ميانمار وخارجها بأن موقع فيسبوك واظب على حذف منشورات وتعليق حسابات توثق المجازر التي يتعرض لها مسلمو الروهينغا في إقليم راخين مما طرح مزيداً من الشكوك حول دور الموقع في التستر على جرائم الجيش البورمي.

وكشف موقع دايلي بيست Daily Beast في تقرير حصري عن أن فيسبوك استهدف منشورات وحسابات ناشطين من مسلمي الروهينغا حاولوا توثيق التطهير العرقي ووحشية الجيش البورمي ضدهم. وطالب الناشطون الموقع بالتوقف عن إسكاتهم.

وأكدت الباحثة في منظمة العفو الدولية في بورما لورا هيغ وجود حملة موجهة في بورما للإبلاغ عن حسابات تابعة لمسلمي الروهينغا وإغلاقها.

وقد ادعى  متحدث باسم فيسبوك أن الموقع يحذف فقط المنشورات التي تخالف شروط الاستخدام لكنه استدرك  بأن الشركة ستنظر في هذا الأمر!

 

إهانة الدماء
في واقعة أشد مضاضة من سلبية فيسبوك إزاء مأساة أراكان في ميانمار، استفزت  عدة نواب في البرلمان البريطاني واضطرتهم إلى المطالبة  بعزل وزير الخارجية بوريس جونسون من منصبه، وذلك بعد إدلائه  بتصريحات وصفها النواب الساخطون بأنها: "قاسية، وفظة، وعديمة الرحمة" بشأن ليبيا.
وكان  جونسون قد قال في مؤتمر لحزب المحافظين: إن مدينة سرت، شرق العاصمة طرابلس، لديها إمكانات رائعة لتصبح دبي أخرى في الشرق الأوسط، وأضاف ضاحكًا : "ولكن عليهم أن ينظفوا أولا شوارعها من الجثث".

 

ورفض جونسون الانتقادات قائلا إن منتقديه "ليست لديهم أي معرفة بليبيا" وإن تصريحاتهم "مسيسة".

 

وجاءت الدعوات لعزل وزير الخارجية من حزب المحافظين، الذي يتبعه جونسون، وكذلك من حزب الديمقراطيين الأحرار.
وكان جونسون قد قال:
رمال بيضاء، وبحر جميل، وقصر قيصر...مكان رائع، لديها (سرت) امكانات حقيقية، وشباب واعد، وهناك رجال وسيدات أعمال بريطانيون، أناس رائعون، يريدون الاستثمار في سرت، تلك المدينة الساحلية بالقرب من مكان اعتقال وإعدام (معمر) القذافي. لديهم رؤية واضحة لتحويل سرت إلى دبي أخرى في المنطقة، لكن عليهم أولا أن ينظفوا شوارعها من الجثث.

وقفة شجاعة
لا يمكن اتهام الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان بالتحيز إلى المسلمين.
ولذلك تكتسب وقفته الأخيرة من مجزرة لاس فيغاس مزيداً من الأهمية، وتحظى بالتقدير لأنها نادرة من رجل في موقعه وبتاريخه وخاصة أنه يسبح فيها ضد طوفان من رهاب الإسلام يجتاح الإعلام الشعبوي في الغرب، ويقود حراكَه ساسة أصبحوا يحتلون مقاعد غير قليلة في برلماناته.

ففي مقال له بصحيفة نيويورك تايمز العريقة، هاجم  فريدمان أولئك الذين سماهم  "المنافقين" في الشعب الأمريكي، معتبرا أن مذبحة “لاس فيجاس” التي ارتكبها “ستيفن بادوك” كشفت الكثير من الازدواجية وانفصام الشخصية في مجتمعه.

 

وتساءل فريدمان عن رد الفعل المتوقع  لو كان “بادوك” مسلماً أو أنه هتف “الله أكبر” قبل ارتكاب المذبحة، أو  كانت لديه صورة وهو يحمل  مصحفاً في يد وفي اليد الأخرى بندقيته نصف أوتوماتيكية.

 

ولفت إلى أن كل الخيارات حينها ستُدرس ضد الوطن الأصلي للمهاجم، متسائلا: ماذا يحدث عندما يكون الوطن الأصلي لمرتكب الجريمة هي أمريكا، فضلا عن أن القاتل مختل أمريكي مسلح استخدم أسلحة عسكرية اشتراها بطريقة نظامية أو حصل عليها بسهولة بسبب القوانين  "المجنونة" لحيازة الأسلحة في الولايات المتحدة.