حتى مقابر المسلمين لم تسلم من العنصرية الغربية !!
28 محرم 1439
د. زياد الشامي

أن تطال العنصرية الغربية المسلمين الأحياء المتواجدين على أراضيها في شتى ميادين الحياة – كالعمل والتعليم وحرية أداء الشعائر الدينية وكل ما له علاقة بعقيدتهم وهويتهم – قد يكون متوقعا من دول لم تعد تخفي عداءها المعلن لدين الله الخاتم وهواجسها من سرعة انتشاره في قارتهم العجوز .....

 

 

أما أن تطال العنصرية الغربية مقابر المسلمين وتصل الإسلاموفوبيا في دول القارة العجوز إلى درجة الاعتداء على مثوى أموات المسلمين بالتخريب و رسم وكتابة الشعارات المناهضة لهم على قبوهم وهم أموات .........فهو أمر يشير بوضوح إلى مدى الانحطاط الأخلاقي والتردي القيمي والانهيار الحضاري الذي وصل إليه الغرب في عدائه لدين الله وأتباعه من الموحدين .

 

 

آخر مظاهر العنصرية الغربية التي طالت مقابر المسلمين جاءت من سويسرا هذه المرة , إذ تعرضت قبور للمسلمين في مقبرة بمدينة لوزان السويسرية للتخريب و كُتبت ورسمت شعارات مناهضة للمسلمين عليها خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي .

 

 

صحيفة "24 اور" السويسرية الصادرة باللغة الفرنسية أكدت تعرض قبور المسلمين  بمدينة لوزان بسويسرا لأعمال تدنيس حيث لطخت الممرات بشعارات معادية لهم ونزعت ألواح القبور.

 

 

وكتبت الصحيفة أن زائرى القبور أصيبوا بصدمة كبيرة عندما شاهدوا أثار الأعمال التخريبية ورسائل تحمل أخطاء إملائية تطالب المسلمين بمغادرة سويسرا.

 

 

من جهتها أفادت وكالة الأنباء السويسرية بأنه تم إخطار شرطة لوزان بالحادثة التى وقعت قبل يومين، حيث توجهت إلى المكان لرفع البصمات والبحث عن أدلة تساعد فى الكشف عن هوية الجناة.

 

 

السلطات المحلية أدانت فى بيان تلك الأعمال التخريبية وفتحت تحقيقا جنائيا فى القضية وباشرت التواصل مع أقرباء القبور المتضررة شخصيا وأعلنت أن التخريب يجري إصلاحه ، وأن المسؤولين في المدينة يفكرون بشأن كيفية التعامل مع الوضع ويدرسون وضع أنظمة كاميرات مراقبة في المقبرة .

 

 

ليست هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها الأجزاء الخاصة بالمسلمين في مقبرة مدينة لوزان وغيرها لاعتداء , فوفقاً لموقع THE LOCAL السويسري فإن 15 مقبرة من بين 22 مقبرة للمسلمين تعرضت للتخريب الذي شمل نزع الأخشاب والزهور الموجودة والمزروعة حول القبور، فضلاً عن كتابة عبارات عنصرية على الأرض مثل "المسلمين إلى خارج سويسرا" .

 

 

ففي مايو من عام 2015م نقلت الكثير من وكالات الأنباء خبر تعرض عشرات المقابر الاسلامية لانتهاكات تنوعت بين انتزاع الشواهد و رسم الصلبان النازية المعقوفة على القبور , وصرحت الشرطة السويسرية حينها أن ثلاثة عشر قبرا يعتقد أنهم ينتمون لموتى المسلمين تضرروا في أعمال تخريب خلال عطلة نهاية الأسبوع في مدينة لوزان .

 

 

وعلى الرغم من عدم احتواء شواهد القبور على أي رموز محددة تميز أن المدفون مسلما  أو غير مسلم ...إلا أن الاعتداء قد اختص قبور المسلمين دون غيرهم بالاعتماد على الاسم المكتوب وعلى كون القبور موجهة نحو قبلة المسلمين في مكة المكرمة .

 

 

حوادث الاعتداء على مقابر المسليمن لم يقتصر على سويسرا فحسب , بل شمل الكثير من دول القارة العجوز للأسف الشديد , دون أن تسفر التحقيقات المفتوحة المزعومة عن القبض على الجناة فضلا عن محاسبتهم ومعاقبتهم .

 

 

ففي نوتينغهام في الشمال البريطاني تعرضت مقابر المسلمين لجملة اعتداءات منتصف عام 2015م حسبما أفادت صحيفة الغارديان البريطانية , وقد تم وصف الاعتداء من قبل سلطات مدينة نوتنغهام بأنه : "جريمة عنصرية" .

 

 

مجلس المدينة قال حينها : إن عشر مقابر على الأقل تعرضت للأذى في مقبرة هاي وود المخصصة للمسلمين، في منطقة بولويل، ما اعتبره المجلس جريمة بدافع الكراهية .

 

 

وفي مستهل عام 2016م تعرضت قبور المسلمين في فرنسا لاعتداء أيضا , حيث لطخ مجهولون ستة قبور تعود لمسلمين بطلاء باللون الأحمر في مقبرة بمنطقة "ماري لو لي" , وهو ما اعتبره مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء دليلا آخر على تصاعد الإسلاموفوبيا في فرنسا , مشيرا إلى التقارير التي تقول : إنه قد تم إحصاء ما بين 380 و400 فعل معاد للمسلمين في 2015 في فرنسا، في ارتفاع عن عام 2014 الذي شهد 136 حادثة مماثلة .

 

 

من الواضح أن حنق الدول الغربية على دين الله وأتباعه قد وصل إلى مستوى غير مسبوق , فهي لا تريد أن ترى مسلما حقا يعيش بأمان وسلام على وجه الأرض , و يبدو أنها قد ضاقت بالمسلمين داخل دولها وأراضها وخارجها , ولم يعد حنقها وعداؤها لأتباع الدين الخاتم يقتصر على الأحياء فحسب بل طال الأموات منهم أيضا .

 

 

إنها تتآمر على الدول الإسلامية وتشعل فيها الحروب وتفتعل فيها الأزمات , حتى إذا ما اضطر الناس هناك لترك أوطانهم وديارهم وركوب البحر واجتياز القفر والمخاطرة بحياتهم للوصول إلى إحدى دول القارة العجوز تلقفتهم العنصرية المقيتة وخطاب الكراهية والتحريض المستمر والاعتداء المتكرر الذي طال حتى مقابر موتاهم !!