2 صفر 1439

السؤال

والدي توفي منذ سنة، ودائماً أراه في النوم بأنه حي، ودائماً أجده في حلمي هذا المتكرر وهو غاضب علي، علماً بأني في حياته لم أكن أسير في الشيء الذي يغضبه، وأخاف الله، وكان راضياً عني في حياته، ولكن لا أدري ما معنى غضبه علي، فماذا يجب علي الآن؟

أجاب عنها:
عبد الله بن حميد

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
فيا أخي، الرؤيا هذه ليس على كل حال تأخذها قضية مسلمة، الرؤيا قد تكون حقاً، وقد تكون أضغاث أحلام، باطلة، وقد تكون بسبب خلل في رأس الإنسان، أو إذا امتلأت معدته، أكل دسماً كثيراً وامتلأت معدته شبعاً، جاءه شيء من الخلل والخذاريف(1) في النوم، يظن أنها رؤيا، أو شيء من الوساوس في حال اليقظة، ويتصورها إذا نام، فالرؤيا ليس على كل حال أن كل ما تراه صحيح، قد تكون أضغاث أحلام، لكن ما دمت مرضياً والدك في حال الحياة، وتعرف أنك لم تعقه، ولم يصدر منك شيء - فالحمد لله - هذه نعمة من الله، وكونه غاضباً ما يدل على أنك عاق، أو أنك آثم، إنما عليك أن تدعو له وتستغفر له، وتكون من الذرية الصالحة، الذين قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث" وذكر منهم "ولد صالح يدعو له"(2)، ادع له وتصدق، وهب ثوابه إليه، وتكون بهذا - إن شاء الله - موفقاً والثواب يصل إلى والدك، ومجرد رؤياك أنه غاضب في النوم، لا يدل على أنك عاق أو أن عليك إثماً.
والله أعلم.
 وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
______________
(1) الألفاظ والصور والهيئات المشوشة. (الشيخ صالح).
(2) أخرجه مسلم برقم (1631).