بعد الاحتلال العسكري: طهران تغزو حلفاءها إعلامياً
9 ربيع الأول 1439
منذر الأسعد

الملالي بقيادة خامنئي لا يضيعون وقتهم –تكفيهم إضاعة أموال الإيرانيين وغيرهم من رعاياها في مشروع الدم بالمنطقة-..

فخلال أقل من أسبوع قدموا " هديتين" للشعبين السوري واليمني .. وقبل الحديث عن الهديتين، يجب الكشف عن مدلولات كلمة" الشعب" المذكورة في قاموس المشروع الصفوي.. فالشعب اليمني هنا يتكون من الحوثيين والشعب السوري لا يتجاوز أتباع الطائفة المالكة وحفنة المنبطحين من الطوائف الأخرى.

بوق صفوي
بدأت قبل أيام قناة تحمل اسم " العالَم سوريا" الإيرانية البث التجريبي من دمشق – قلب العروبة النابض قبل النظام الحالي- ..

وترافق بثها مع حملة ضخمة شارك فيها مسؤولون ومثقفون كبار في نظام الملالي، للتركيز على أنها " هبة" من الولي الفقيه للـ"الشعب السوري"!! ..

واستعمال مصطلح " هبة" لا يرجع إلى عجمة القوم، فبين أذنابهم عرب كثر، يستطيعون تنبيههم إلى أن كلمة هبة لا تصلح في الاستعمال السياسي بين الدول..

بل إن النظم التي ترعى مليشيات –على غرار آيات الشيطان- تستحيي وتقول: قررنا تقديم منحة إلى مليشيا كذا!

ألم يعلن روحاني –" المعتدل " جداً- مؤخراً أنه لا قرار حقيقياً للعراق وسوريا ولبنان واليمن إلا بموافقة طهران؟

ألم يجلس أردوغان وروحاني مع بوتن في سوتشي يقررون مصير سوريا وشعبها ونظامها؟

الفضائية الجديدة رسالة تأكيد للاحتلال المجوسي إعلامياً بعد الاحتلال العسكري.

أدنى من الحوثي
إن فرض نسخة من قناة النظام الإيراني الرسمية على النظام السوري، إهانة شديدة..

فهم بسلوكهم الاستعلائي الصلف هذا، يخبرونه ويخبرون الجميع أنه أقل مكانة من مهزلة اليمن!

فليس من المصادفة البتة، كشف النقاب قبل أيام، عن قناة فضائية لجماعة الحوثي تمولها أموال الولي الفقيه، فضلاً عن الدعم التقني والفني وتدريب الكوادر!
وبيّن مصدر من داخل الجماعة، أن القناة الإعلامية الجديدة، التي ستنطلق قريبًا، ممولة بشكل مباشر من إيران.

 

وأكد مصدر إعلامي أن الأجهزة الخاصة بالبث الفضائي “حصلت عليها جماعة الحوثي من إيران، عبر عصابات تهريب ضمن صفقات الأسلحة التي يتم إرسالها إلى اليمن عبر البحر الأحمر”.

 

وأوضح المصدر أن القناة تمتلك حاليًا 3 أجهزة بث مباشر مرتبطة بالأقمار الصناعية في “صعدة وصنعاء والحديدة”، حيث حصلت عليها قبل ثلاثة أشهر من إيران، وتمتاز بتقنية عالية في البث وصغر الحجم وسهولة التنقل بها.

 

 ووفق المصدر، فإن الحرس الثوري الإيراني تكفل بتغطية النفقات المالية للقناة، ونقل تجهيزات جديدة، منها عربة النقل الرئيسة بتجهيزاتها المختلفة، وحجز مساحة في القمر الصناعي، ورواتب العاملين، بهدف ضمان استمراريتها.

 

وتمتلك جماعة الحوثي قناتين فضائيتين، و3 إذاعات محلية، و4 صحف يومية وأسبوعية والعشرات من المواقع الإخبارية، تستغلها في تمرير أفكارها للمجتمع اليمني.

نكتتان تُبْكيان !
كان حسن نصر الله يثير موجات من السخرية كلما وصف الأموال الإيرانية التي يقتات عليها وحزبه بأنها "أموال طاهرة".. والصفويون اليوم يكررون المشهد الكوميدي بوصفهم قناتهم الغازية للشام بأنها قناة للإعلام النزيه النظيف الذي يقدم الحقائق للشعب السوري !!

والحقيقة الموضوعية تفيد أن الفرق في قمع الإعلام بين طهران الملالي وسوريا الأسد فرق طفيف .. فبينما يحتكر بشار الرقم 177 في أسفل القائمة الدولية السوداء لمنظمة مراسلون بلا حدود، تجاوره إيران بالرقم 165 !!

وأما نكتة الممانعة فيكفي لنسفها، تقرير إخباري نشرته  قناة "روسيا اليوم" على موقعها الرسمي –وهي حليفة خامنئي وصبيه- بتاريخ 1/5/2016م فقد نقلت عن موقع "سات أج" المتخصص في رصد حركة الأقمار الصناعية حول العالم وما تحمله من قنوات تلفزيونية، وجود 6 قنوات إيرانية "دينية" توجهها طهران من قلب إسرائيل إلى العالم العربي بهدف نشر التشيع.

 

وذكر الموقع أسماء القنوات الإيرانية التي تبث من الكيان الصهيوني لنشر التشيع في العالم العربي وهي "آل البيت، الأنوار، فدك، الحسين، العالمية، الغدير"، حيث تبث جميعاً من القمر "الإسرائيلي" "أموس"، عبر شركة "أر.أر.سات"

 

يشار هنا أن "أر.أر.سات" هي شركة اتصالات إسرائيلية خاصة يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي دافيد ريف، وتأسست عام 1981 بموجب ترخيص من وزارة الاتصالات "الإسرائيلية".

 

وشدد الموقع على أن هذه القنوات تلبس "رداء التشيع" وتتظاهر بالولاء لآل البيت وتجتهد في تمرير الرؤية الإيرانية وإقناع الجمهور العربي بها.

 

يذكر أن الخطاب الطائفي للقنوات الشيعية المتشددة وأدبياتها تستهدف رموز السنة، الذين يشكلون الأغلبية الساحقة في العالم العربي، جاء بمفعول عكسي للنظام الإيراني وحلفائه في المنطقة وخاصة حزب الله اللبناني، الذي طالما رفع شعارات ضد "إسرائيل".

 

ويؤكد مراقبون أن عدد القنوات الفضائية الشيعية والإيرانية الموجهة للعالم وخاصة المنطقة العربية تزيد عن 30 وتبث إذاعات إيرانية مختلفة برامج بما يزيد عن 35 لغة موجهة لمختلف شعوب العالم ويغطي نشاطها الإعلامي برامج عقائدية وسياسية إلى جانب بث الدراما والمسلسلات وبرامج الأطفال والمرأة، ولكن لا توجد قناة عربية واحدة موجهة للناطقين بالفارسية في كل من إيران وأفغانستان وطاجيكستان وجنوبي أوزبكستان.

 

وكانت إيران أطلقت أول قناة تلفزيونية أرضية شيعية باللغة العربية بساعة واحدة في عام 1980 باسم "الكوثر"، وذلك في بدايات الحرب العراقية الإيرانية.

 

وتلتها في العام 1991 قناة "المنار" الأرضية التابعة لحزب الله الشيعي بدعم إيراني وتحولت إلى البث الفضائي في عام 2000، حيث خدمتها الظروف السياسية ومنها انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني حينها.