أنت هنا

17 ربيع الأول 1439
المسلم ـ وكالات

قالت مصادر رسمية فلسطينية وأردنية اليوم الثلاثاء: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أطلع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والملك الأردني عبد الله الثاني، هاتفيًّا، على نيته نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، في خطوة لم تجرؤ عليها عدة إدارات أميركية، وسط تحذيرات من تأثير ذلك على الأمن والاستقرار بالمنطقة.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن عباس حذر ترمب من خطورة تداعيات مثل هذا القرار على عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

ونقل أبو ردينة تأكيد الرئيس عباس من جديد على الموقف الفلسطيني الثابت بأن لا دولة فلسطينية دون القدس الشرقية عاصمة لها، وفقا للقرارات الدولية ومبادرة السلام العربية.

ولوحت الرئاسة الفلسطينية بالتخلي عن تفاهماتها مع واشنطن إذا اتخذت خطوة للاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل".

وفي رسالة من السلطة الفلسطينية إلى القنصل العام الأميركي في القدس شددت السلطة على رفضها القاطع لأي إجراء أو قرار تتخذه إدارة ترمب يمس بالوضع القائم في مدينة القدس، وأشارت إلى أن إجراء كهذا يتعارض مع الدور الأميركي كوسيط وراعٍ لعملية السلام.

 

من جهته، أعلن الديوان الملكي الأردني أن ترمب اتصل بالملك عبد الله الثاني ليبلغه بخطوته، مشيرا إلى أن الملك حذر ترمب من الانعكاسات الخطيرة لنقل السفارة إلى القدس على الأمن والاستقرار.

واتصل ترمب أيضا برئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، ويتوقع أن يجري أيضا مكالمات أخرى مع قادة أجانب استباقا لإعلان مرتقب بشأن القدس.

 

في المقابل، صدرت تحذيرات عربية ودولية واسعة من خطورة وتداعيات الإقدام على هذه الخطوة من قبل إدارة ترمب. كما صدرت العديد من التحذيرات من قبل العديد من الهيئات في العالم الإسلام، ومن أبرزها الأزهر.

وأبلغ العاهل المغربي الملك محمد السادس، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، "القلق البالغ الذي ينتاب الدول والشعوب العربية والإسلامية، إزاء نية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها".

جاء ذلك في رسالة إلى ترامب، بعثها العاهل المغربي رئيس لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، التي تضم 57 دولة تمثل أكثر من مليار مواطن.
وقال العاهل المغربي في رسالته: إن "من شأن عزم واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل"، أن يؤثر سلباً على آفاق إيجاد تسوية عادلة وشاملة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وذلك لكون الولايات المتحدة أحد الرعاة الأساسيين لعملية السلام".

وأوضح العاهل المغربي أن مدينة القدس تشكل أهمية قصوى، ليس فقط بالنسبة لأطراف النزاع، بل ولدى أتباع الديانات السماوية الثلاث.

وقال إن "القدس، بحكم القرارات الدولية ذات الصلة، بما فيها على وجه الخصوص قرارات مجلس الأمن، تقع في صلب قضايا الوضع النهائي، وهو ما يقتضي الحفاظ على مركزها القانوني، والإحجام عن كل ما من شأنه المساس بوضعها السياسي القائم".

وأضاف أن "منطقة الشرق الأوسط تعيش على وقع أزمات عميقة وتوترات متواصلة، ومخاطر عديدة، تقتضي تفادي كل ما من شأنه تأجيج مشاعر الغبن والإحباط التي تغذي التطرف والإرهاب، والمساس بالاستقرار الهش في المنطقة".

وكان ترمب تعهد في حملته الانتخابية بنقل السفارة، ولكنه قام بالتأجيل في يونيو/حزيران الماضي من أجل “إعطاء فرصة” أمام السلام.

يشار إلى أن مسؤولا أميركيا كبيرا قال لرويترز الأسبوع الماضي إن ترمب سيعلن ذلك على الأرجح يوم الأربعاء رغم أن جاريد كوشنر مستشار ترمب وصهره قال يوم الأحد إن الرئيس لم يتخذ حتى الآن قرارا نهائيا.