أنت هنا

2 ربيع الأول 1424
لندن - وكالات

أظهرت نتائج الانتخابات العامة في بريطانيا تراجع نسبة مؤيدي توني بلير بشكل كبير وملحوظ، حيث فقد 700 مقعد من مقاعد حزبه في مجالس البلدية البريطاني.
وبينت النتائج التي شملت 40مليون ناخب أن حزب العمال الحاكم بقيادة توني بلير حصل على 30% فقط من الأصوات العامة، في حين حصل حزب المحافظين المنافس الأكبر له على نسبة 34%، مسجلاً بذلك حزب العمال أكبر هزيمة له منذ السبعينيات.
وبذلك يكون حزب العمال قد فقد سيطرته على مجلس مدينة برمنغهام، ثاني اكبر مدن بريطانيا، وفي مناطق أخرى تعد معاقل تقليدية لحزب العمال، ومناطق تسكنها تجمعات كبيرة من المسلمين، وذلك بسبب معارضة كثير من ناخبيها لمشاركة بريطانيا في حرب العراق. واحتفظ الحزب بتقدمه في اسكتلندا وويلز حيث تراجع التأييد للأحزاب التي تطالب بالاستقلال التام.
وقد كان لسياسة توني بلير في تأييده ومشاركته أمريكا الحرب على العراق، تأثيراً كبيراً في سير الانتخابات العامة، حيث خرج أكثر من مليون بريطاني معارضين للحرب، في مسيرات ضد مشاركة بريطانيا غزو العراق إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية.
وكان قادة حزب العمال يأملون في أن ينعكس النصر السريع الذي تحقق في العراق على التأييد الذي يحظى به الحزب في الشارع البريطاني، وهو ما لم يحدث. ولا يزال حزب العمال يحتفظ بأغلبية واسعة في مجلس العموم البريطاني، وأمامه متسع من الوقت حتى موعد الانتخابات العامة القادمة في عام 2006 ليواجه أي انعكاسات سلبية لحرب العراق على شعبيته. وعلى النقيض من ذلك تمكن حزب المحافظين من ان يصبح اكثر الاحزاب وجودا بالمجالس البلدية، وهي نتيجة كان زعيم الحزب ايان دونكان سميث في حاجة شديدة اليها لاثبات قدرته على دفع الحزب للأمام بعد الخسارة الكبيرة التي حققها في آخر انتخابات نيابية. كما استطاع حزب الديمقراطيين الأحرار، ثالث اكبر حزب في بريطانيا، الاستفادة من تراجع حزب العمال، إذ زاد مقاعده في المجالس البلدية