أنت هنا

20 ربيع الأول 1424

أطلقت وزارة الدفاع الأمريكية اليوم الأربعاء مشروعا إلكترونيا جديدا حول طرق جمع المعلومات المخابراتية التي قد يصل حجمها إلي‏50‏ ضعف حجم مكتبة الكونجرس الإلكترونية التي تضم‏18‏ مليون كتاب في موقعها علي الإنترنت‏.‏و بناء علي طلب وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون ظلت شركات تكنولوجيا المعلومات الأمريكية تعمل علي تطوير المزيد من برامج الكمبيوتر الخاصة بقواعد المعلومات‏,‏ والرصد البيولوجي الإحصائي .ويطلق على المشروع (نظام التوعية المعلوماتية الشامل) أو( تيا)‏‏ وتقوم على هذا العمل وكالة المشروعات البحثية الدفاعية (دربا‏),‏ التي ستقدم اليوم تقريرا شاملا عن كل البرامج والمشروعات البحثية التي تقوم بها حاليا أو البرامج قيد التطبيق‏,‏ بعد أن أصدر الكونجرس الأمريكي قرارا في فبراير الماضي‏,‏ يمنع فيه استخدام هذه البرامج ضد المواطنين الأمريكيين حفاظا علي خصوصياتهم‏,‏ ويطلب من (دربا) تقديم تقرير شامل عن مشروعاتها‏.‏
من بين البرامج التي سيتم تطبيقها في يناير المقبل برنامج الرصد البيولوجي الإحصائي الذي سيتم من خلاله تصوير وأخذ بصمات الأصابع وتحديد عدد من السمات البيولوجية للزائرين والمقيمين الأجانب‏,‏ عند دخولهم الولايات المتحدة‏.‏

وسيعمل نظام الرصد الذي أطلق عليه اسم (تكنولوجيا التعرف على وضع الزوار والمهاجرين في الولايات المتحدة) على تنبيه المسئولين حول ما إذا كان للزائر أية علاقات (إرهابية) أو أحكام قضائية سابقة أو مخالفات تتعلق بالتأشيرة‏.‏
وقد خصص لهذا النظام مبلغ‏380‏ مليون دولار في ميزانية العام المالي الحالي‏,‏ وسيتم التوسع في تطبيقه ليشمل نقاط العبور البرية وجميع القنصليات‏.‏
أما برنامج (تيا) للمراقبة الإلكترونية فهو ـحسب المعلومات التي قدمتها (دربا) إلي البنتاجون يستدعي من القائمين عليه جمع المعلومات الخاصة بطلبات التأشيرة‏,‏ وشراء تذاكر الطيران‏,‏ وتصاريح العمل‏,‏ ورخصة القيادة‏,‏ وتأجير السيارات وكل التقارير الخاصة بالاشتباه في أشخاص أو أنشطة مريبة‏.‏ ويقوم برنامج الملاحقة الإلكترونية بكسر الحواجز على شبكات الكمبيوتر والدخول إلى الوثائق الحكومية والتجارية في جميع أرجاء المعمورة‏,‏ ويصل حجم المعلومات التي سيتم جمعها إلي نحو‏1000‏ مليار بيتا بايت هذه البرامج والأنظمة الجديدة تقوم علي أساس أن (الإرهابيين) عادة ما يقومون ببعض المعاملات التي تشكل نمطا يمكن رصده وتحليله وملاحقته‏,‏ وبالتالي يمكن معرفة الخطوات التي سيقوم بها الشخص المشتبه فيه‏.‏

من بين هذه البرامج أيضا مشروع بحثي لتطوير رادار يمكن من خلاله رصد طريقة سير الأشخاص‏,‏ بما يسمح باستخدامها مثل بصمات الأصابع في التعرف بسهولة على الأشخاص الذين لا ينتمون إلى مكان معين‏.

وقد مولت دربا مجموعة من الباحثين في معهد جورجيا التكنولوجي لدراسة هذه الإمكانية‏.‏ وقد توصل الباحثون في‏80%‏ إلى‏95%‏ من الحالات إلى أن لكل إنسان طريقة خاصة في السير يمكن تحديدها بدقة عبر جهاز يعمل بالرادار لتصبح وكأنها بصمة هوية لكل فرد‏.‏
ويمكن من خلال هذا النظام أيضا التعرف على ما إذا كان الشخص يحمل في حقيبته عبوة يزيد وزنها على‏11‏ كيلو جراما‏,‏ وهو الوزن الدارج للقنابل‏.‏

والمعروف أن دربا مولت أكثر من‏26‏ مشروعا في إطار برنامجها من أجل التوعية المعلوماتية الشاملة‏ وقد شاركت في هذه البرامج مراكز بحثية جامعية وشركات تكنولوجيا المعلومات‏,‏ لكن التكلفة الإجمالية لهذه المشاريع لم يعلن عنها‏.‏ ‏ ‏