أنت هنا

27 ربيع الثاني 1424
عواصم - وكالات


اعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس الخميس أن التلفزيون البريطاني تجاوز حدوده واقترب من اللاسامية في موقفه من إسرائيل لبثه برنامج تلفزيوني مساء السبت المقبل حول السلاح السري لإسرائيل.

و تم إذاعة هذا البرنامج على الشبكة الدولية لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية بعد شهور من بثه على القناة الثانية التي تشاهد فقط في بريطانيا.

وكان التقديم الإعلاني للبرنامج جيد حيث تساءل المذيع بلهجة مثيرة من هي الدولة الشرق أوسطية التي تملك أسلحة نووية غير معلن عنها؟ من هي الدولة الشرق أوسطية التي تملك أسلحة كيميائية وبيولوجية غير معلن عنها؟ ومن هي الدولة الشرق أوسطية التي لا تتعرض لأي رقابة خارجية؟ ومن هي الدولة التي حكمت بالسجن لمدة ثمانية عشر عاما على من كشف قدرتها النووية.
في حين تبدو على خلفية هذه التساؤلات صور المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونا.

ويجري البرنامج مقابلات مع الكثير من المسؤولين الإسرائيليين الذين كان لهم دور في الموضوع النووي الإسرائيلي وبينهم شمعون بيريز والبروفيسور عوزي إيفن.

وكانت إجابة بيريز عن سبب وجوب إخضاع العراق مثلاً للرقابة الدولية وعدم فعل الشيء نفسه مع إسرائيل بقوله إن العراق ديكتاتورية.
في حين رفض بيريز المقارنة بين إسرائيل والعراق في هذا الشأن لأن العراق ليس دولة في نظره وإنما مافيا وصدام حسين ليس زعيماً بل قاتل وهذا ما لا يسري على إسرائيل.

وسوف يُعرض البرنامج في الساعة الحادية عشرة وعشر دقائق ليلاً بتوقيت بيروت على الشبكة الدولية لهيئة الإذاعة البريطانية في إطار برنامج المراسلون ويعاد بثه يوم الأحد.

ويشار أن إسرائيل هددت بقطع العلاقة مع هيئة الإذاعة البريطانية.
وأعلن مساعد المدير العام لشؤون الإعلام في وزارة الخارجية الإسرائيلية جدعون مئير أن الوزارة تبحث أمر العلاقات مع هيئة الإذاعة البريطانية وتابع لقد طلبنا من السفارة الإسرائيلية في لندن بحث الأمر وسوف نقرر خطواتنا اللاحقة بعد الحصول على الإجابات.

وعلى الصعيد نفسه أشارت مصادر في الخارجية الإسرائيلية لصحيفة يديعوت أحرنوت إلى أن الهيئة البريطانية تجاوزت كل الحدود وثمة إحساس لدينا بأن هذه المحطة تحولت ببساطة إلى قناة تخدم العالم العربي لأن التقديم الإعلاني لم يذكر بكلمة واحدة حقيقة أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي يعتبر وجودها مهدداً.

واعتبر مدير مكتب الصحافة الحكومية داني سيمون أن هيئة الإذاعة البريطانية هي محطة معادية لإسرائيل غير نزيهة وغير موضوعية وتقترب من اللاسامية.

ومن جانبها رفضت الهيئة البريطانية الاتهامات الإسرائيلية وقالت إن الموضوع النووي الإسرائيلي أمر ذو قيمة صحافية كبرى وإن موعد بث هذا البرنامج يتناسب مع النقاش الدولي حول الحاجة لتطوير مراقبة على مخزون الأسلحة في مختلف الدول لضمان السلام والأمن العالمي.