أنت هنا

5 ربيع الثاني 1425
واشنطن–وكالات

نقلت صحيفة النهار الصادرة في بيروت اليوم عن مراسلها في واشنطن قوله: " إنه لم تهدأ الضجة التي أثيرت حول ما كتبه السناتور الديموقراطي إرنست هولينغز من ولاية كارولينا الجنوبية من أن غزو العراق حصل من أجل ضمان أمن إسرائيل، وإن بول وولفوفيتز، وريتشارد بيرل، وتشارلز كروتهامر، وهم من غلاة المحافظين الجدد كانوا وراء شن الحرب، وأن السياسة الفاشلة للرئيس جورج بوش ستؤدي إلى إيجاد مقاومين أكثر".

ولم يكتف السناتور الذي أمضى 38 سنة في مجلس الشيوخ بما كتبه في صفحة (الرأي) التي نشرت بصحيفة محلية في ولايته في السادس من مايو، وأعيد نشره لاحقاً في صحف أخرى، بل تمسك بما قاله ورفض الاعتذار بناء على طلب منظمات أميركية يهودية شنت عليه حملة عنيفة، وقالت: " إنه معادٍ للسامية، ويحرِّف الحقائق، ويخدم بموقفه من يريد إلحاق الأذى بالولايات المتحدة وحليفها إسرائيل"!!!

ووقف هذا الرجل البالغ من العمر 82 سنة الخميس الماضي في بهو قاعة مجلس الشيوخ ليدافع عن موقفه، وينتقد بلهجة قاسية اللجنة الأميركية -الإسرائيلية للشؤون العامة "إيباك" قائلاً: " إن صانعي التشريع في الولايات المتحدة اتبعوا لسنوات طويلة سياسات وضعتها "إيباك"، وأضاف: "أنا لا أعتذر عما كتبته في مقال رأي، وأطالب بأن يقدموا هم الاعتذار إليّ بسبب إشارتهم إلى أنني معادٍ لليهودية".

وفي "مرافعته" أمام مجلس الشيوخ، أكد السناتور مجدداً أن حرب العراق شنت من أجل إسرائيل. وقال: "هذه ليست مؤامرة... هذه سياسة وكل فرد يعرف هذه الحقيقة؛ لأننا كنا نريد أن نحمي صديقتنا إسرائيل".
ورأى أن بوش جاء إلى البيت الأبيض وهمه واحد وهو أن يعاد انتخابه، وبالتالي "اعتقد الرئيس أنه بخفض الضرائب سيضمن مساندة الحشد التابع له، وبنشر الديموقراطية في الشرق الأوسط (!!!) من أجل حماية إسرائيل سيضمن سحب الصوت اليهودي من صفوف الديموقراطيين". وفي معرض انتقاده لمستشاري الرئيس، حرص على القول إنه ينتقدهم ليس لأنهم يهود؛ بل لأنهم ضللوا الرئيس وأعطوه النصيحة الخاطئة.

واغتنمت بعض الدوائر الجمهورية الضجة التي أثيرت حول موقف السيناتور الديموقراطي لتطالب الحزب الديموقراطي بموقف واضح من "مزاعم" هولينغز و"افتراءاته".
وبعث المدير التنفيذي لمجلس مناهضة التمييز، وهي منظمة يهودية- أميركية، ابراهام فوكسمان برسالة إلى السناتور قال فيها: إن الإشارة إلى أن الولايات المتحدة خاضت الحرب نيابة عن إسرائيل تسيء إلى تعريف المصالح الأميركية التي كانت وراء قرار الحرب.
أما "إيباك" فقد رفضت التعليق على أساس أن منظمات أخرى تقوم بما يجب القيام به.

وخلال انتقاده "ايباك"، لفت هولينغز إلى أن هذا اللوبي يقول لأعضاء الكونغرس ما عليهم أن يقروه من سياسات.
كذلك انتقد الإدارة الأميركية وبوش، قائلاً: "إننا لم نعد الوسيط النزيه بين إسرائيل والفلسطينيين".
واعتبر أن ما فعله الرئيس بوش أخيراً من إهمال لسياسة استمرت 35 سنة تتعلق بالتفاوض في شأن المستوطنات واللاجئين هو بمثابة القول: "انسوا كل هذا، ودعوا شارون يهدم بجرافاته".

ولاحظ مراقبون أن السناتور خرج عن صمته بعدما "فاض به الكيل"، ولكنه عكس رأي العديد من أعضاء الكونغرس، ورأوا أنه قال بجرأة وشجاعة ما أراد قوله؛ لأنه لن يترشح لولاية ثانية.