أنت هنا

20 رجب 1425
روسيا\وكالات

وسط انتقادات وحزن دوليين وأسف على الطريقة المأساوية التي استخدمتها روسيا في اقتحام فاشل لمبنى المدرسة التي تحتجز الرهائن قال بوتين : "إن روسيا بأسرها في حداد على الضحايا".

وقد طرحت العديد من علامات الاستفهام حول تعامل السلطات الروسية مع الأزمة وإصرارها على تكرار الفشل من جديد، وهو الأمر الذي رآه كثير من المراقبين يظهر مدى تخبط سياسة هذه الدولة تجاه القضية الشيشانية، كما أنه يظهر عدم حرص الدولة على أرواح رعاياها .

واعترف بوتين بأن الأجهزة الخاصة تكبدت "خسائر كبيرة" إثر عملية اقتحام المدرسة، مشيراً إلى أن جميع السيناريوهات كانت قيد الدرس، ولكن استخدام القوة لم يكن مخططاً له .

وأمر بوتين بإغلاق الحدود في شمال أوسيتيا، وتطويق مدينة بيسلان لحصار الفارين الباقين من الخاطفين، والذين قد بلغ عددهم 40 خاطفاً بحسب وكالة تاس .

وصرح (نائب المدعي العام الروسي) سيرجي فريدنسكي بأن عدد قتلى أزمة الرهائن في أوسيتيا ارتفع إلى 322 شخصاً، كما جرح أكثر من 700 شخص _ وفق هيئة الإذاعة البريطانية نقلا عن وكالة إنترفاكس الروسية -

وأوضحت الوكالة أن هذا الرقم مرجح للازدياد بعد الكشف عن جثث القتلى تحت أنقاض المباني التي دمرت جراء الانفجارات التي وقعت في المدرسة، ونقلت الوكالة عن مسؤولين في الإدارة إن من بين القتلى "أطفالاً وآباء ومدرسين وضباطاً في الأمن شاركوا في عملية إطلاق سراح الرهائن".

وقد أجرى بوتين زيارة مفاجئة اليوم السبت إلى المدينة، حيث التقى عدداً من المسؤولين، وأعرب عن عميق حزنه للنهاية المؤلمة لعملية الاحتجاز، كما زار مستشفى المدينة الذي يعج بالمصابين.
ولم تخفف الزيارة حالة الغضب التي يعيشها سكان المدينة، وكان بوتين قد ألغى خطاباً كان من المقرر أن يلقيه أمس بشأن العملية. وأضاف أنه تبادل نقاشاً حاداً مع قيادة القوات التي نفذت عملية الاقتحام.

من جانبها اتهمت مصادر أمنية روسية تنظيم القاعدة بتمويل عملية الاحتجاز فيما نفذها مقاتلون شيشان تابعون لـ( الزعيم الشيشاني) شامل باساييف، وقال (المبعوث الرئاسي الروسي) ألكسندر دزاسكوف: إن خاطفي الرهائن كانوا يطالبون بانسحاب روسيا من الشيشان.

ومن جانبه اعتبر (الأمين العام للأمم المتحدة) كوفي أنان أن الخسائر البشرية أثناء عملية تحرير الرهائن كانت "عملاً مروعاً"، وجدد إدانته لجميع الأعمال الإرهابية- على حد قوله -
وطلب الاتحاد الأوروبي من روسيا تفسير انتهاء عملية احتجاز الرهائن "على هذا النحو الدامي مع سقوط هذا العدد الكبير من القتلى".
وقال (وزير الخارجية الألماني) يوشكا فيشر: "إن الأمور تتطور حالياً بطريقة خطرة للغاية"، وشدد على أنه "لا يمكن حل النزاع في الشيشان إلا بالطرق السياسية".