أنت هنا

6 رمضان 1425
لندن - صحف

أثار احتمال نقل قوات بريطانية إلى مناطق قريبة من بغداد ووضعها تحت القيادة الأمريكية غضباً واعتراضات في الأوساط المعارضة البريطانية ومعارضي غزو العراق لاسيما بعد أن نفت الحكومة البريطانية بشدة أن تكون هناك دوافع سياسية وراء الطلب الأمريكي.

وقالت صحيفة (الديلي تلغراف) البريطانية الصادرة أمس الاثنين: " إن حلفاء (رئيس الوزراء البريطاني) توني بلير نفوا أمس الادعاءات بأنه توصل إلى اتفاق سياسي رخيص لمساعدة حملة (الرئيس الأمريكي) جورج بوش الانتخابية بوضع بضع مئات من الجنود البريطانيين تحت القيادة الأمريكية، وأصروا على أن أي قرار بهذا الخصوص سيكون بناء على اعتبارات عسكرية فقط في محاولة لتخفيف الضجة التي أثارتها شكوك المعارضة والنواب العماليون المعارضون للحرب"!
وأضافت الصحيفة أن وزير الدفاع البريطاني سيقدم بياناً في البرلمان اليوم يؤكد فيه الطلب الأمريكي، وسيقول أيضاً: إنه وإن لم يتم اتخاذ قرار بعد إلا أنه ليس هناك معارضة من حيث المبدأ.

ومن جهتها نقلت صحيفة (الغارديان) البريطانية عن مصادر في وزارة الدفاع قولها: " إن هناك قلقاً واسع الانتشار بين القادة العسكريين بسبب اقتراح نقل القوات في اعتقاد أنه جاء كبادرة سياسية لدعم حملة بوش لإعادة انتخابه والخوف من استخدام هذه القوات كأداة في الانتخابات الرئاسية".
وأضافت الصحيفة أن الجنرال السير مايكل واك( رئيس الأركان)، والجنرال السير مايك جاكسون (رئيس الجيش) أعربا عن قلقهما من الفراغ الكبير الذي سيتركه نقل الجنود البريطانيين على القوات في الجنوب.

وأشارت الصحيفة إلى أن مجموعة من 650 جندياً بريطانياً من فوج الساعة السوداء قد خصصت لملء الفراغ الذي تركه جنود مشاة البحرية الأمريكية في منطقتي اللطيفية والاسكندرية في جنوب بغداد.

وأوضحت الصحيفة أن هذا التحرك سيكون له أهمية مباشرة وقوية في السباق الرئاسي الأمريكي ذلك أنه من صميم اتهامات (المرشح الرئاسي) جون كيري لبوش، في فشله لإدارة الحرب في العراق، وأن الجنود الأمريكيين تركوا ليتحملوا الأعباء بشكل كامل وإرسال قوات بريطانية إلى قلب مناطق القتال تقوي مجادلة بوش بأن قوات التحالف تشترك في التكاليف الإنسانية، وأن الرئيس قادر على إقناع الدول الأجنبية بتدويل الاحتلال.