أنت هنا

25 ذو الحجه 1425
الرياض - المسلم

تنطلق اليوم السبت فعاليات مؤتمر (مكافحة الإرهاب) في العاصمة السعودية الرياض، بمشاركة مسؤولين بارزين من نحو 64 دولة عربية وإسلامية وعالمية، لبحث جذور (الإرهاب) وفكره وارتباطه بعمليات غسل الأموال وتهريب السلاح إضافة إلى سبل مكافحته وتجفيف منابع تمويله.

ويشهد المؤتمر الذي يستمر 4 أيام ندوات وورش عمل تشارك فيها أكثر من 50 دولة، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وسوريا وإيران والسودان وغيرها، بالإضافة إلى عدد من المنظمات الدولية.
ومن بين الشخصيات التي تحضر المؤتمر (رئيسة جهاز الاستخبارات البريطاني) إليزا مانيهام-بولر، و(مستشار الأمن الداخلي الأمريكي) فرانسيز تاونسيند، وخبراء من الأمم المتحدة والإنتربول.

ومن المقرر أن يفتتح المؤتمر في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات، بكلمة للأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (ولي عهد المملكة العربية السعودية)، ظهر اليوم السبت.
ويشهد مساء اليوم نفسه الجلسة الأولى للجمعية العامة التي يلقي فيها (رئيس الوفد السعودي وزير الخارجية) الأمير سعود الفيصل، كلمة تليها كلمات الأمناء العامين للمنظمات الإقليمية والدولية لتفتتح بعد ذلك المناقشة لرؤساء الوفود.
كما تنطلق في المساء، ورش عمل تتناول فكر (الإرهاب) وجذوره والعلاقة بينه وبين غسل الأموال وتهريب السلاح والمخدرات، إضافة إلى تجارب الدول في مكافحة (الإرهاب) والتنظيمات (الإرهابية) وتشكيلاتها.
ويختتم المؤتمر الثلاثاء المقبل الثامن من الشهر الجاري ببيان ختامي تليه كلمات ثلاث دول عن المجموعات الجغرافية (أميركا وأوروبا و(آسيا وأفريقيا) و(الدول العربية).

وقد تم تشديد الحراسة بشكل واضح في هذه المدينة التي باتت مكتظة بنقاط التفتيش، بحيث يشاهد المزيد منها ومن قوات الأمن، والأسلحة في كل مكان.
كما تم نشر حواجز أمنية حول الفنادق التي ينزل فيها الصحفيون والمشاركون في المؤتمر.

وفي كلمة له ألقاها يوم أمس الجمعة، شدد الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ (المفتى العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء) على أن جميع الأعمال التي يرتكبها (الإرهابيون) محرمة ومن كبائر الذنوب التي يجب عدم السكوت على إنكارها.
داعياً علماء الدين إلى القيام بدورهم في بيان حرمة تلك الأعمال.

وقال الشيخ عبدالعزيز في بيان أصدره أمس بمناسبة انطلاق حملة التضامن ضد (الإرهاب) وانعقاد المؤتمر الدولي لمكافحة (الإرهاب) اليوم في الرياض: " إن بيان جرمهم وعظيم خطرهم في هذه الأوقات واجب، وتأخير ذلك أو كتمانه من قبل أهل العلم محرم".

وأوضح أن هذه الأفعال التي وصفها "بالمشينة" مخالفة صريحة لكليات الشريعة لتضمنها الاعتداء على المصالح العليا العامة لبلاد المسلمين وعلى جملة من الضرورات الخمس كالدين والنفس والمال وفيها الظلم (ظلم للنفس وظلم للغير بالاعتداء عليهم) ولمخالفتها لإجماع من يعتد برأيه في هذا العصر وإجماع السلف، وفيها مشاقة لله _عز وجل_ ولرسوله _صلى الله عليه وسلم_ ، ومخالفة لأوامرهما وارتكاب لنواهيهما.

وأشار إلى بعض الجرائم التي يرتكبها هؤلاء (الإرهابيون) ومنها التصدي للكلام في دين الله _عز وجل_ بغير علم، ونسبة ما يفعلونه من الجرائم إلى دين الإسلام، وتكفير وقتل المسلمين والمستأمنين، وإعلانهم الخروج عن طاعة ولى الأمر في هذه البلاد.

كما تشمل تلك الجرائم إعلانهم استهداف بعض الأماكن والأشخاص بالقتل والتفجير والتدمير واعتداءهم على الممتلكات المحرمة وعلى أماكن حفظ الأمن في البلاد وسعيهم إلى الإخلال بالأمن وترويع الآمنين والانتقاص من هيبة هذه البلاد الإسلامية وتسليط الأعداء عليها وفتح ثغرات لأهل الكفر على أهل الإسلام.

وأكد مفتى عام المملكة أن هذه الجرائم هي ضرب من الحرابة والفساد التي حرمها الله أشد التحريم، كما أكد أن الدين الإسلامي هو الدين الكامل التام في العقائد والعبادات والمعاملات الكامل في بيان الشؤون الأسرية والقضائية وكل ما فيه صلاح العباد في دنياهم واستقامة أمر معاشهم.
وأن الواجب على العباد الرضا بهذا الدين وقبوله والتسليم له والانقياد لأوامره والانزجار عن نواهيه.