أنت هنا

6 محرم 1426
بيروت - المسلم

تساءلت مصادر أمنية لبنانية عن سبب عدم فاعلية جهاز التشويش المتطور الذي يضمه موكب (رئيس الوزراء اللبناني السابق) رفيق الحريري، خلال عملية اغتياله يوم أمس الاثنين في العاصمة بيروت.

وأثارت عملية الاغتيال الضخمة العديد من التساؤلات، ووجهت الكثير من الاتهامات بشكل مبدئي إلى عدة جهات.
إلا أن التساؤل الأهم كان عن كيفية انفجار القنبلة التي تضم نحو 300 كيلو غرام من مادة (التي إن تي) شديدة الانفجار، التي أسفرت عن حجم دمار هائل، أودى بحياة الحريري ومعظم الذين معه.

حيث أكد (وزير الداخلية اللبناني) سليمان فرنجية أنه لا يستبعد قيام فدائي بتنفيذ العملية، مشيراً إلى أن نظام التشويش المتطور الذي يحتويه موكب الحريري، من المفترض أن يعيق عمليات التفجير عن بعد.
كما قال (وزير العدل) عدنان عضوم: " إن الانفجار الذي حدث رغم المعدات العالية التقنية في موكب الحريري، تشير إلى أن عناصر أجنبية قد تكون خلف عملية الاغتيال".

ومن المعروف أن الشخصيات السياسية في دول العالم تعتمد تقنيات احترازية تجنبهم التعرض للاغتيال أثناء مرور المواكب السيارة منها تقنية "الحماية الاحترازية (AMPS) التي تقوم بقطع الاتصالات حول مواكب الرؤساء في أي مكان كانوا.

وتعمل التقنية على نظام الأقمار الصناعية بحيث يرسل القمر الصناعي إشارات متعددة إلى المستقبل الذي يضبط من خلال جهاز سكانر داخلي عملية تشويش الاتصالات من حين لآخر باستخدام سونار معين يمكن تركيبه في سيارة تسير أمام موكب الرئيس أو في طائرة تحلق على مستوى منخفض من المسار الذي يسير فيه الموكب.

وتخصص هذه النوعية من التقنيات للشخصيات الشهيرة التي تطلب ذلك ، كما تقوم عدد من الشركات الغربية على تطويرها داخل سيارات الليموزين. وتقول الدراسات التي أجرتها إحدى شركات الليموزين المطورة بنظام البث التلقائي: إن نسبة نجاح هذا النوع من التقنيات تتراوح بين 80 و 90%. وتصنع التقنية في سيارات من النوع المصفح أو طائرات الهيلوكبتر صغيرة الحجم بحيث يسمح لها نظام حركتها السريع على التقاط أي إشارات غريبة تحوم على الموقع الذي يسير فيه موكب الشخصية الهامة.

وتعمد بعض الشركات على وضع هذا النظام داخل سيارات الشخصيات بحيث توفر لها الاتصال الفضائي من خلال طبق صغير يتم وضعه على السطح العلوي من المركبة.

وفي الإطار ذاته، تستخدم بعض القوات الخاصة التي تؤمن الحماية للرؤساء والقادة النظام ذاته في العديد من سياراتها التي ترافق الرئيس إلى أي مكان يذهب إليه.

ومن الأنظمة المعروفة في هذا الإطار نظام يعرف باسم (SIREN PUBLIC ADDRESS SYSTEM) وهو نظام يتيح للسيارة التي تتقدم الرئيس بمسح كامل للمنطقة التي تسير من حيث الاتصالات القريبة من المركبة كاتصالات التفجير عن بعد بحيث يمكن معرفة هذا النوع من الاتصالات بواسطة جهاز المسح في الكمبيوتر داخل السيارة المحصنة.
وهناك ميزات لهذه الأنظمة التي تعمل على الأقمار الصناعية ومنها نظام (SC 1000 M) الذي يسمح بطلب النجدة من أي مكان في العالم في حال اكتشاف مصيدة أو كمين مسلح أو مفخخ.
والميزة الأخرى في النظام هي (MONITORING SYSTEM)، والذي يسمح لقائد مركبة المراقبة اكتشاف أي اتصالات تبعد عن مركبة الرئيس لأكثر من 500 متر، وهذه الميزة تسمح لقائد المركبة بقطع أي إشارات قد تكون لها علاقة بمحاولة تفجير قريبة من سيارة الرئيس.